تنسيقية شباب الأحزاب تناقش دور مؤسسات النشر فى تعميق الوعى.. النائب رامى جلال: القراءة تعطى وعيا راسخا وتزيد من قدراتنا على فهم العالم.. ومدير "عصير الكتب": على الكاتب عرض كتابه على خبير للتقييم

الخميس، 01 فبراير 2024 09:41 م

جانب من الندوة

كتبت إسراء بدر - تصوير كريم عبد العزيز

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عقد معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة تحت عنوان "الشباب ومؤسسات النشر" بمشاركة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، اليوم الخميس، على هامش الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وذلك لمناقشة دور مؤسسات النشر في تعميق الوعي لدى الشباب، واستخدام الآليات الحديثة لجذب الشباب، كما تلقي الضوء على النصائح التي يجب أن يعمل عليها الكتاب في طريقة نشرهم لعملهم الأول، وكذلك توضيح الخطوات المبسطة والطرق التي تمكنهم من نشر إبداعاتهم.

ودار الحوار خلال الندوة، ناريمان خالد، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في الندوة كلا من: محمد شوقي مدير عام دار النشر "عصير الكتب"، والكاتب الصحفي د. رامي جلال عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتور رامي عبدالباقي عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو اتحاد كتاب مصر، والكاتب والمترجم مارك مجدي عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

وبدأ النائب رامى جلال، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، كلمته بأن الثقافة بشكل عام هى قدرة الشخص على تكوين وجهة نظر ويكون لديه منهج لتفسير العالم وأدوات يفهم بها الظواهر من حوله ويحاول استخلاص الدروس منها.

وأشار إلى أن هناك نموذج رأسمالى مسطح جدا للثقافة متمثل فى برنامج "من سيربح المليون" أرادوا أن نظن أن الثقافة هى المعلومات العامة على سبيل المثال عواصم البلدان وألوان الأعلام وعدد الدول المنضمة لمنظمة معينة وهكذا وهذا أمر جيد فى إطار أنها معلومات عامة ولكنها لا تشكل ثقافة، حتى أنهم عندما عرضوها جاءت بمن سيربح المليون وكأنها فكرة مالية وهذه ليست ثقافة.

مضيفا أن معرض الكتاب يتضمن فعاليات مختلفة الغرض منها ليس قراءة الزوار بشكل مباشر ولكن حتى عندما نرى زوار للمعرض يأتون من أجل النزهة والجلوس على المقاهى والمطاعم ولم يلتفتوا للكتب فهذا يعتبر مكسب نظرا لأننا جذبنا قارئ محتمل.

وأكد عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، على أنه ليس هناك عزوف عن القراءة ولكن هناك عزوف عن القراءة الورقية وشراء الكتب نظرا لارتفاع الأسعار ومن هنا يأتى البديل عن طريق قراءة الكتب عبر الإنترنت باشتراك شهرى رمزى وهو ما يساعد المواطنين على الاستمرار فى القراءة وزيادة الوعى دون أن تعيقهم الأسعار.

واستطرد حديثه قائلا إن هناك دور نشر تبحث عن المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وتطلب منهم كتابة إصدارات لنشرها لديهم وذلك لزيادة عدد متابعيه وتنظيم دعايا لدار النشر، مضيفا: "ولكن ليس بالضرورة أن نجعل المؤثرين على السوشيال ميديا كتاب، ومن الممكن ألا يكون لديهم القدرة على ذلك وخروج إصدار مفيد للقراء ولكن من الممكن إصدار الكتب للكتاب المبدعين فى الكتابة والتعاون مع مؤثري السوشيال للترويج للكتاب وللكاتب ودار النشر".

وتابع أن القراءة هى التى تعطى وعي راسخ وتراكمى وعميق وتزيد من قدراتنا على فهم العالم ولايمكن لقارئ أن يستقطب بسهولة أو "يتضحك عليه بإشاعات"، مشيرا إلى أن الشائعات تنمو فى وسط مليئ بالنميمة والبحث عن "التريند" دون البحث عن المعلومة الحقيقية وذلك بسبب التخلى عن القراءة.

واستكمل: "السوشيال ميديا عاملة زى الأكل السريع"، مشيرا إلى أن هذا الأمر هو ما يجعلنا نحث المواطنين على القراءة بشكل أكبر وهو ما يستدعى وصول الكتب للقارئ بأشكال مختلفة سواء عن طريق مكتبات متنقلة أو غيرها من الطرق لتسهيل وصول الكتاب للقارئ.

فيما قال رامي عبدالباقي عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو اتحاد كتاب مصر، إن سقف الحرية فى الإبداع حاليا مرتفع جدا وهو ما يظهر بقوة فى وجود عناوين كثيرة فى المعرض الحالى.

وأضاف خلال ندوة تحت عنوان "الشباب ومؤسسات النشر"، أن الخطوط الحمراء غير ثابتة فقديما كان هناك أعمال أظهرت أن سقف الحرية عالي جدا مثل فيلم "شئ من الخوف" والذى وقف عرضه إلى أن شاهده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ووافق عليه فاستكملوا عرضه.

وأكد "عبد الباقي" أنه يجب على الكاتب أن يضع لنفسه خطوط حمراء فى اختياره لموضوعاته محل الكتابة قائلا "لو هاكتب حاجة أخاف إن بنتى تقرأها يبقى ماكتبهاش".

ومن جانبه قال محمد شوقي مدير عام دار النشر "عصير الكتب" إن تجربة عصير الكتب بدأت بمجموعة شباب لديهم صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ينظمون ورش وندوات تحمس المواطنين على القراءة ومن هنا بدأت رحلة انطلاق دار النشر.

أضاف "شوقى" أن تجربة عصير الكتب كان بها الكثير من المشاكل والأخطاء فى بداية الأمر، كنا نفتقد التنظيم والخبرة وعندما شاركنا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى بداية الرحلة كان الهدف هو الاحتفال بإصدار الكتب مع الكتاب وذويهم ونلتقط الصور التذكارية للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي فقط لا غير.

وأشار إلى أن "عصير الكتب" أصبح لديها مع الوقت والتجارب أكثر من 1000إصدار، متابعا :"ويشاركنا النجاح فى الرحلة أكثر من 300 متطوع نطلق عليهم لقب شريك النجاح، وأصبحنا نمثل مصر فى دول مختلفة بمعارض مختلفة".

وشدد على أن هناك دور نشر تبحث عن التريند وذلك ليس فقط فى معرض الكتاب الحالى ولكن على مدار سنوات طويلة والسبب فى ذلك هو أن دور النشر لديها جانب ربحي تبحث عن المكسب المادى فيه لإمكانية الاستمرار فى الرحلة، ولكن علينا أننا عندما نجد كتاب معروض لا ينال إعجابنا أو نراه لا يتناسب مع مجتمعنا وأخلاقيتنا نتجنبه قائلا "لو لقيت الكتاب مش عاجبك اقلب المحطة وسيبه ولا تتكلم عنه حتى لا نسلط الضوء عليه فينتشر".

كما وجه محمد شوقي، مدير عام دار النشر "عصير الكتب"، نصائح للكاتب الذى يخوض تجربة النشر لأول مرة، لعل أبرزها هو عرض الكتاب على خبير يقيمه، نظرا لأن الكتاب فى بعض الأوقات يتعاملوا مع الموضوع على أنه "طبيخ ماما، يجاملون بعضا لمرحلة إن لازم تقول الأكل حلو ولازم تاكله".

وشدد على ضرورة التعاقد مع دار نشر مسجلة فى اتحاد الناشرين المصريين واتحاد الناشرين العرب والاتحادات المحلية والعربية، وذلك لضمان أنه إذا حدث مشكلة يجد من يلجأ إليه لحل الأمر.

وأضاف مدير دار نشر عصير الكتب أنه على الكاتب النزول إلى المعارض والمكتبات ويشاهد أسماء دار النشر المعروضة وكيفية عرضها للإصدار وما شكل إصداراتها، بالإضافة إلى التركيز فى هل دار النشر التى تطمح فى التعامل معاها تشارك فى المعارض المحلية فقط أم تشارك فى المعارض الدولية أيضا، كما أنه يجب اختيار دار نشر تتوافق مع نوع الإصدار فهناك دور نشر متميزة فى نشر الروايات وهنا المتميز فى أنواع معينة من الروايات مثل الرعب، فإذا كان لديه كتاب بحثى وأعطاه لدار نشر متميزة جدا فى لون مختلف سيظلم كتابه.

ومن زاوية أخرى قال الكاتب والمترجم مارك مجدى عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن هناك معوقات تواجه المترجمين لعل أهمها هو أن حركة الترجمة مرتبطة بالاتجاه الثقافى للمجتمع ونحن لم نحدد حتى الآن ماذا يريد المجتمع لأننا لم نصيغ استراتيجية للثقافة الوطنية بشكل عام وبالتالى الترجمة.

وأضاف "مارك" أن جزء من مشكلة الترجمة بشكل عام هو أن هناك ثقافة فى المجتمع، وهى ثقافة تراثية ترى أن الحقيقة التى سنتقدم من خلالها هى موجودة فى التراث فقط فبالتالى يجب أن نعود إلى التراث ونكتفى به، وهذه ثقافة موجودة تؤثر بشكل مباشر على حركة الترجمة بشكل عام.

وأشار إلى أنه من المشاكل التى تواجه الترجمة هى الأجور التى يحصل عليها المترجمين فإذا قارنا رواتب المترجمين فى الشرق الأوسط نجد أن المترجم المصرى أقل راتب

مشددا على أنه لا يوجد قانون ينظم عملية النشر وحقوق المؤلف بالتفصيل نحن لدينا قانون خاص بالطباعة والنشر بشكل عام لكن هناك الكثير من القضايا التفصيلية تخضع لغياب القانون وتتم بالاتفاق بين الناشر والمترجم.

وأضاف "مارك" خلال ندوة تحت عنوان "الشباب ومؤسسات النشر" أن الحل لهذه المشاكل هو تأسيس اتحاد أو رابطة للمترجمين قائلا "بصفتى عضو فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أتمنى أن يكون هناك كيان جامع للمترجمين يدافع عن حقوقهم وفى ذات الوقت يساعد على تأهيلهم، مشيرا إلى أن المركز القومى للترجمة قدم دورات فى الترجمة وهذا جهد محمود وعظيم ولكن نحتاج لمزيد من التطوير الدائم.

ويستقبل معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ 55 تحت شعار "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، جماهيره بشكل يومى، فى الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس.

وذلك يوميًا من 10 صباحًا حتى 8 مساءً، عدا يومى الخميس والجمعة من 10 صباحًا حتى 9 مساءً، وتأتى خطوات التطوير تباعًا وضمن الخطط المستقبلية المرجوة من قبل الهيئة، لمواكبة استراتيجية الجمهورية الجديدة فى مواكبة التحول الرقمى والدخول إلى عالم المستقبل، ورؤية مصر 2030، وإيمانًا بتوجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمى، ودعمًا للعدالة الثقافية، وتشجيعًا لمبادرة اتحضر للأخضر باستخدام مكونات صديقة للبيئة.