واصل الاحتلال الإسرائيلي مجازره في قطاع غزة بالتزامن مع موجة تصعيد في الضفة الغربية ، وسط حالة من الصدمة في الأوساط الفلسطينية بعد تصديق مجلس النواب الأمريكي على قرار حظر دخول كافة أعضاء منظمة التحرير في الساعات الأولى من صباح الخميس.
وفى غزة ، شن جيش الاحتلال غارات وقصف على دير البلح وسط القطاع، كما اقتحمت قواته ساحة مستشفى الأمل غرب خان يونس في المنطقة الجنوبية، وفقا لما أفاد به الهلال الأحمر الفلسطيني ، وهو ما أسفر عن استشهاد 42 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء.
وجاء اقتحام مستشفى الأمل في غزة ، متزامنا مع عمليات حرق ممنهج لمنازل الفلسطينيين ، تنفيذاً لأوامر قادة جيش الاحتلال الميدانيين ، وهو ما رصدته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في تقرير لها الخميس.
وقالت مصادر طبية وفى قطاع الدفاع المدنى الخميس، "إن عددا من الأشخاص استشهدوا وأصيب العشرات، فى قصف الاحتلال الصاروخي والمدفعي وإطلاق النار في المنطقة الغربية من مدينة غزة، وتحديدا على حي الرمال، وتل الهوا، دون تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم، لنقلهم إلى مستشفى الشفاء".
واستشهد وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلا في المخيم الجديد غرب النصيرات وسط القطاع، كما سقط شهيد واحد على الأقل وعدد من الإصابات جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في مدينة دير البلح وسط القطاع.
وبعد أكثر من 4 أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة تواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على حي الأمل ومحيط جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لليوم الـ (11) على التوالي.
ووصل 14 شهيدا إلى مجمع ناصر الطبي بخان يونس، بعد انتشالهم من أنحاء متفرقة. وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيران رشاشاتها على شاطئ بحر غزة، والوسطى.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني "إن آليات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، فجر الخميس ساحات مستشفى الأمل، وتمركزت فيها، وقامت بإطلاق النار بشكل كثيف في محيط المستشفى وعلى مبانيها، قبل أن تنسحب لاحقا".. موضحا أن المستشفى تعامل يوم أمس مع 12 شهيدا، من بينهم موظف، ومتطوع في الجمعية، بالإضافة إلى 6 إصابات.
وأشار إلى أن إطلاق الاحتلال النار على المستشفى ومبانيها، أدى إلى اختراق الرصاص خمس مركبات، من بينها ثلاث مركبات إسعاف.
وفى حصيلة غير نهائية، ارتفعت عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 26900 شهيد، بالإضافة إلى نحو 66 ألف جريح، وآلاف المفقودين.
وبالتزامن مع مجازر الاحتلال في غزة شهدت القدس والضفة الغربية موجة تصعيد جديدة، ومواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، في ظل اقتحامات متواصلة لمدن وبلدات الضفة في وقت طالبت فيه واشنطن تل أبيب بتجنب زعزعة ما وصفته بالاستقرار.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بيت فجار جنوبي بيت لحم، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع على فلسطينيين، كما دهمت منازل وسيرت دوريات في البلدة وسط مواجهات مع مقاومين.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة فلسطينيين اثنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعدما اقتحمت قوات كبيرة مدعومة بنحو 40 آلية عسكرية محور المدينة الجنوبي، وشنت حملة مداهمات لمنازل عدة وسط اشتباكات عنيفة مع مقاومين.
وتأتي موجة التصعيد في ظل قرار صادم ، حيث صادق مجلس النواب الأمريكي في الساعات الأولي من صباح الخميس على مشروع قانون يحظر على جميع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية دخول الأراضي الأمريكية.
وجاء قرار مجلس النواب الأمريكي بحظر دخول أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية بتأييد 422 عضوا في المجلس مقابل صوتين اثنين فقط ضد مشروع القانون.
وتوسع المبادرة الجديدة القانون الصادر سابقا بشأن دخول مسؤولي المنظمة الأراضي الأمريكية حتى يشمل جميع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية.
وينص مشروع القانون كذلك على حظر الدخول على أشخاص على صلة بحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وكذلك المشاركين في الهجوم على إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي.
وحسب مشروع القانون، لن يكون بوسع الأشخاص الذي لا يحملون الجنسية الأمريكية والذين شاركوا في أحداث 7 أكتوبر، التوجه إلى السلطات الأمريكية بطلبات الحماية أو تسهيل نظام السفر، بما في ذلك طلبات الحماية من الترحيل إلى دول أخرى.
وصوتت النائبتان الديمقراطيتان في الكونجرس الامريكي، كوري بوش من ولاية ميسوري ورشيدة طاليب من ولاية مشيجان ضد مشروع قانون يحظر دخول أعضاء حركة حماس الفلسطينية للولايات المتحدة، وفقا لفوكس نيوز.
توسع مشروع القانون رقم HR 6679 الحظر الامريكي ليشمل جميع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، كما منع مشروع القانون الذي قدمه النائب الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا توم مكلينتوك، أعضاء حماس وغيرهم من المشاركين في طوفان الاقصى من دخول الولايات المتحدة.
وينص التشريع على أن أي شخص شارك أو خطط أو مول أو قدم الدعم المادي أو سهل بأي شكل آخر او كان له علاقة بتنفيذ عملية طوفان الأقصى التي كشفت الفشل الاستخباراتي لنتنياهو وحكومته، لن يكون مؤهلاً للحصول على أي إعانة بموجب قوانين الهجرة
ووفقا لفوكس نيوز صوتت بوش وطاليب ضد مشروع القانون بينما امتنعت النائبة ديليا راميريز، ديمقراطية من إلينوي، عن التصويت.
وقالت رشيدة طاليب في بيان صحفي إن مشروع القانون هو "مجرد مشروع قانون جمهوري آخر يستخدم للتحريض على الكراهية".
وأضافت: "إن قانون H.R 6679 غير ضروري لأنه لا لزوم له مع القانون الفيدرالي الموجود بالفعل .. إنه مجرد مشروع قانون آخر لرسائل الحزب الجمهوري يتم استخدامه للتحريض على الكراهية المعادية للعرب والفلسطينيين والمسلمين، مما يجعل مجتمعات مثل مجتمعنا غير آمنة".
وقالت النائبة راميريز إنها لم تدعم الرفض أو الدعم لأنها "انتهت من الألعاب السياسية"، وقالت: "لقد صوتت بالحضور فقط لأنني انتهيت من الألعاب السياسية الأغلبية تضيع الوقت في تقديم مشروع قانون هو بالفعل قانون حالي".
وسبق للولايات المتحدة أن أغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في سبتمبر عام 2018، والذي كان يعتبر البعثة الدبلوماسية الوحيدة التي كانت تمثل فلسطين في الولايات المتحدة.
وفى أول تعليق ، قال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة حسين الشيخ، إن القرار خطير تجاه ممثل الشعب الفلسطيني الشرعي والوحيد ، مؤكداً أنه يمس بحقوق الشعب الفلسطيني، ويتجاوز الموقف الأممي الذي يقر بهذه الحقوق ويعترف بالمنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا للفلسطينيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة