محل الأسطى رجب المكوجي، بمدينة الزقازيق، هو واحد من أهم علامات المدينة كأقدم محالّ المكواة فى الزمن الجميل، يعود تاريخ تأسيسه إلى بداية الأربعينيات من القرن الماضى، والذى عرف صاحبة العم رجب كأول مكوجى يمتلك راديو ليتحول هذا المحل البسيط لمنبر ثقافى فنى يجمع، الفنانون والشعراء والمثقفون، من أشهرهم الفنان عبد الحليم حافظ، والشاعر صلاح محمد على والشخصيات السياسية، والوزراء.
التقى اليوم السابع بأبناء العم رجب، الذى رحل عن عالمنا قبل عدة سنوات، لاستعادة ذكريات الزمن الجميل حيث مازالت صور عبدالحليم وقصصات المجلات التى سجلت مع العم رجب وصور المشاهير فى أركان المحل.
ويقول نجله الأكبر محمود رجب بالمعاش، والذى يعمل هو وأشقائه بالمحل بعد وفاة والدهم، أن هذا المحل تأسس فى بداية الأربعينات، وقرر والدنا وقتها أن يشترى راديو فيليبس الذى سعره وقتها 45 جنيه والذى كان مبلغا كبيرا فى هذا الزمن وضعها من تحويشة عمره، لعشقة للثقافة والاطلاع على مستجدات الأحداث على الرغم من أنه لم يكمل تعليمه لكنه كان يحفظ القرآن الكريم، مما حول المحل كمنبر ثقافى يلتف حوله المثقفين والأهالى فى هذه الفترة للاستماع للأخبار وحفلات الغنائية لأم كلثوم وعبدالوهاب والذى كان من بينهم الفنان عبدالحليم حافظ الذى كان مازال شابا يسكن فى منزل خاله المجاور لنا، وكذلك عدد من الوزراء والشعراء مثل الشاعر صلاح محمد على الدكتور عادل عز وزير البحث العلمى الاسبق وشقيقة الدكتور ماهر عز، والدكتور حسن توفيق رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات وهم شباب بالإضافة إلى العديد من الأطباء والمهندسين والمثقفين من أبناء الحى الذين تقلدوا مناصب رفيعة.
لافتا أن امتلاك الراديو فى هذا الزمن، كان يفرض عليه ضريبة سنوية، حيث كان يسدد والده 50 قرشا كل عام، التى استمرت حتى عهد جمال عبدالناصر والذى أصدر قرار بإلغاء ضريبة الراديو.
مضيفا أن المحل كان يفتح فى السادسة صباحا تزامنا مع بداية بث الراديو من إذاعة القاهرة التى كانت الإذاعة الوحيدة فى الاربعينات، وفى الخمسينيات انطلقت إذاعة صوت العرب، حتى نهاية بث الراديو فى الثانية عشرة ليلا.
واستعاد بذاكرة أنه وقت ثورة يوليو ووقت العدوان الثلاثى فى عام 1956، حيث كان العشرات من المواطنين يصطفون أمام المحل، للاستماع للأخبار عبر الإذاعة المصرية، يتبادلون الحديث عن اخر المستجدات
ويكمل شقيقة عبدالفتاح رجب، أن هذا المحل كان يعمل على المكواة الحديد تعمل على البابور الجاز، به أربعة مساعدين، حيث كان أول محل يعمل التنظيف البدل والملابس والذى عرف بعد ذلك بـ "دراى كلين"، ولفت أنه مازال يحتفظ بكراسات تسجيل تسليم الطلبات المكواة الخاصة بزبائنهم الذين أصبحوا مشاهير بعد ذلك والتى يعود عمرها أكثر من نصف قرن.، حيث العمل بالمحل يتجهون أسبوعيا للزبائن لاستلام المكواة، ويتم تنظيفها والكى وتسليمها، ذلك مقابل 25 قرشا فى الشهر، و5 قروش بقشيش للعامل الذى يقوم بتوصيل المكواة، متابعا أن الفنان عبد الحليم حافظ كان شخصية أصيلة جدا، لم ينس الباسطى رجب بعد الشهرة، حرص على علاقة الود والصداقة بينهما، حيث كان والذى يزوره فى منزله بالزمالك، هو عندما يزور الشرقية لا بد أن يأتى إلى محل معه الفنانون مثل سمير صبرى ومفيد فوزى، لإخبارهم عن تأثير الراديو الذى بالمحل فى شباب جيله وعلاقة الصداقة بينه وبين والدى، لافتا أنه بعد رحيل العندليب كان كبار الصحفيين والإعلاميين سنويا يرون المحل لإجراء حوارات صحفية مع الواسطى رجب عن علاقته به وأسرار فترة شبابه قبل مشوار النجومية.
الاهالي-يحتفون-بمحل-الاسطي-رجب
صور-الحاج-رجب-و-العندليب
صور-عبدالحليم-حافظ-تزن-آركان-المحل
عبدالفتاح-نجل-الاسطي-رجب
محل-الاسطي-رجب-اقدم-مكواة-بالزقازيق
محل-رجب-المكوجي
محمود-نجل-الاسطي-رجب-يكمل-مشوار-والدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة