قال الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، فى بيان له، إنه لا تزال منظمة الصحة العالمية تواجه تحديات شديدة فى دعم النظام الصحى والعاملين الصحيين فى غزة، وحتى اليوم، هناك أكثر من 100,000 من سكان غزة إما بين قتيل وجريح أو مفقود ويفترض أنهم ماتوا، وواجهت منظمة الصحة العالمية صعوبة كبيرة حتى فى الوصول إلى المستشفيات فى جنوب غزة.
وتم الإبلاغ عن قتال عنيف بالقرب من المستشفيات فى خان يونس، مما يعيق بشدة وصول المرضى والعاملين الصحيين والإمدادات إلى المرافق الصحية.
وخلال مهمة للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضى، قامت منظمة الصحة العالمية بتسليم الإمدادات الطبية إلى مجمع الناصر الطبي، وتم رفض مهمات أخرى لتوصيل الوقود والغذاء، وعلى الرغم من التحديات، يواصل مستشفى ناصر تقديم الخدمات الصحية، ولكن أيضًا بقدرة منخفضة، ويعمل المستشفى بسيارة إسعاف واحدة، وتستخدم عربات تجرها الحمير لنقل المرضى.
وأضاف مدير عام منظمة الصحة العالمية: "بالأمس قمنا بمحاولة أخرى لإيصال الطعام إلى ناصر، ولكن بسبب التأخير على بعد حوالى 500 متر من نقطة التفتيش، تم أخذ الطعام من الشاحنات من قبل الحشود، الذين هم أيضًا فى أمس الحاجة إلى الطعام"، مضيفا: "وأفادت فرقنا الموجودة على الأرض عن تزايد النقص الغذائى للطاقم الطبى والمرضى، حيث يتم تقديم وجبة واحدة فقط فى اليوم"، مؤكدا أن خطر المجاعة مرتفع ويتزايد كل يوم مع استمرار الأعمال العدائية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية: "كل شخص تتحدث إليه فرقنا يطلب الطعام والماء، إن القرارات التى تتخذها مختلف الدول بوقف التمويل للأونروا، وهى أكبر مورد للمساعدات الإنسانية فى هذه الأزمة، ستكون لها عواقب كارثية على سكان غزة".
وقال: "ولا يملك أى كيان آخر القدرة على تقديم حجم ونطاق المساعدة التى يحتاجها 2.2 مليون شخص فى غزة بشكل عاجل، ونطالب بإعادة النظر فى هذه الإعلانات. ونحن نواصل الدعوة إلى توفير الوصول الآمن للعاملين فى المجال الإنسانى والإمدادات الإنسانية، ومازلنا نطالب بإطلاق سراح الرهائن، وما زلنا ندعو إلى حماية الرعاية الصحية، وعدم مهاجمتها أو عسكرتها. ونحن نواصل الدعوة إلى وقف إطلاق النار".
وأضاف: "اجتمع المجلس التنفيذى لمنظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضى لمناقشة العديد من جوانب عمل المنظمة، ومن بين القضايا الأخرى، استعرض المجلس الخطة الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية للسنوات الأربع المقبلة، ووافق على الجولة الاستثمارية الأولى لمنظمة الصحة العالمية، التى سنعقدها فى وقت لاحق من هذا العام، والتى تهدف إلى توليد تمويل أكثر قابلية للتنبؤ به وأكثر مرونة واستدامة لعمل منظمة الصحة العالمية".
واستطرد: "ناقشت الدول الأعضاء أيضًا عمل منظمة الصحة العالمية فى حالات الطوارئ الصحية، بما فى ذلك الوقاية من الجوائح والتأهب لها والاستجابة له، وأعربوا عن دعمهم القوى لاتفاق الجائحة وتعديلات اللوائح الصحية الدولية، وشددوا على الضرورة الملحة لاختتام المفاوضات فى الوقت المناسب لجمعية الصحة العالمية فى مايو من هذا العام، ومن الأهمية بمكان أن تلتزم الدول الأعضاء بهذا الموعد النهائي".
وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية: "بالأمس، نشرت مجموعة تضم أكثر من 40 من قادة الصحة العالمية رسالة مفتوحة تدعو قادة العالم إلى إظهار القيادة والإلحاح والالتزام بإبرام اتفاق بشأن الوباء يتجاوز العمل كالمعتاد. وأنا أردد هذا النداء، أحد الأغراض الرئيسية للاتفاقية هو تحسين الوصول العادل إلى اللقاحات والاختبارات والعلاجات وغيرها من المنتجات. خلال جائحة كورونا، أنشأت منظمة الصحة العالمية مبادرة كوفاكس ومجمع الوصول إلى التكنولوجيا الخاص بفيروس كورونا ، أو C-TAP، لتسهيل تبادل الملكية الفكرية والمعرفة والابتكارات".
وأضاف: "تم إغلاق كوفاكس فى نهاية العام الماضى، ويسعدنا اليوم أن نعلن أن C-TAP سيصبح مجمع الوصول إلى التكنولوجيا الصحية، HTAP، مع مهمة أوسع لتوسيع الوصول إلى أدوات إنقاذ الحياة لفيروس كورونا والأمراض الأخرى ذات الأولوية. ويسعدنا أيضًا أن نعلن أن منظمة الصحة العالمية ومجمع براءات اختراع الأدوية قد اتفقا على اتفاقية ترخيص مع شركة SD Biosensor للحصول على الحقوق والدراية والمواد اللازمة لتصنيع تكنولوجيا التشخيص السريع الخاصة بها".
كما ناقش المجلس التنفيذى فى الأسبوع الماضى عمل منظمة الصحة العالمية فى مجال الأمراض غير السارية، بما فى ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكرى والسرطان.
ومن أهم الإجراءات التى يمكن أن تتخذها البلدان للوقاية من هذه الأمراض هو القضاء على الأشياء المسببة لها، بما فى ذلك التبغ والدهون المتحولة.
وتُستخدم الدهون المتحولة المنتجة صناعيًا فى العديد من المنتجات الغذائية. ليس لها فوائد صحية معروفة، ولكنها تحمل مخاطر صحية كبيرة.
وأضاف أنه قبل 5 سنوات، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة لإزالة الدهون المتحولة المنتجة صناعياً من الإمدادات الغذائية العالمية.
وحتى الآن، طبقت 53 دولة سياسات أفضل الممارسات، بما فى ذلك حظر أو فرض قيود على الدهون المتحولة، وهناك ثلاث دول أخرى فى الطريق، ومع ذلك، فإن تقديم السياسة هو شيء واحد. وتنفيذه شيء آخر.
لذا، أطلقت منظمة الصحة العالمية فى العام الماضى عملية للتعرف على البلدان التى تتجاوز مجرد تقديم السياسات إلى رصدها وإنفاذها.
وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية: "قمنا يوم الاثنين بالتحقق من صحة الدول الخمس الأولى التى تقود العالم فى تنفيذ سياساتها بشأن التخلص من الدهون المتحولة: الدنمارك وليتوانيا وبولندا والمملكة العربية السعودية وتايلاند".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة