قصة "عطية قديس" أول مصور لتاريخ الأقصر.. توفى عام 1972 وترك إرثا من 2000 صورة نادرة للسياحة وملوك وأمراء العالم والمعابد والمقابر الفرعونية شرق وغرب المدينة.. وظل 10 سنوات يوثق اكتشافات مقبرة توت عنخ آمون.. صور

الخميس، 01 فبراير 2024 11:00 م

قصة أول مصور لتاريخ الأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على كورنيش النيل بخطوات قليلة وبجوار فندق الشتاء التاريخى "ونتر بالاس" تتواجد سلسلة محلات تعود لأول مصور في تاريخ محافظة الأقصر، وهو المصور "عطية قديس" الذي قام بعمل تاريخ كبير منذ بداية عمله كمصور وتتلمذ على يد الأجانب فى عام 1907 وظل يلتقط الصور النادرة للسياحة وملوك وأمراء العالم والمعابد والمقابر الفرعونية شرق وغرب الأقصر حتى وفاته فى عام 1972، وترك خلفه أكثر من 1940 صورة نادرة لا تزال محفوظة داخل محلاته التي يديرها حفيده إيهاب قديس وزوجته وأسرته.

وفى هذا الصدد، قال الحاج صلاح هاشم، أحد خبراء السياحة، والذي يلقب بصديق الملوك والأمراء حول العالم، بحكم عمله فى فندق الشتاء التاريخى ونتر بالاس، والذي تم داخله عقد أول مؤتمر لملوك العالم وقت اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، إن المصور عطية قديس تاريخ لن يندثر فى قلب الأقصر فهو المصور الأقصرى الذي ظل 10 سنوات كاملة يلتقط الصور الخاصة بتوثيق أعظم اكتشاف فرعونى عرفه التاريخ، وهو اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، موضحاً أن كافة الأجداد فى الأقصر يعرفون المصور عطية قديس لدوره فى تاريخ التصوير حول الأقصر حتى السبعينات وقت وفاته، فيزور محلاته بكورنيش النيل حتى الآن السياح للاستمتاع بمشاهدة الصور النادرة والحصول على نسخة منها لتكون ذكرى لهم عقب زيارتهم للأقصر.

وأضاف صلاح هاشم لـ"اليوم السابع"، أن عطية قديس هو أول مصور مصرى عرفته محافظة الأقصر، حيث تعلم المهنة من الأجانب حتى أصبح مصورا محترفا ويمتلك معداته الخاصة التي كان يحملها على كتفيه ويتوجه بها عبر المراكب والمعدية للبر الغربى، لالتقاط الصور النادرة التى لا تزال محفوظة حتى الآن على يد أحفاده، موضحاً أنه مصور الأقصر الشهير توفى عام 1972، وترك لأسرته آلاف الصور النادرة التي توثق تاريخ مصر فى الفترة من 1907 وحتى نهاية الستينات ومطلع السبعينات، وهى التى تتنوع ما بين صور توثق المناطق الأثرية فى مختلف أنحاء مصر، وأخرى توثق التاريخ العمرانى للأقصر فى تلك الفترة، بما فيها من إنشاء للفنادق المختلفة، ومجموعة ثالثة توثق زيارات ملوك ورؤساء العالم للأقصر.

فيما كشف إيهاب قديس حفيد المصور عطية قديس، والذي يقوم على رعاية تلك الموسوعة التراثية من الصور والبالغ عددها حوالي 1940 صورة ترصد الأقصر والصعيد قديماً، عن أكبر مكتبة للصور تعود للمصور التاريخي "عطية قديس" أشهر مصور فى أوائل القرن العشرين والذي بدأ تاريخه كمصور فى عام 1907، موضحاً أن السياح والمشاهير من حول أوروبا والعالم أجمع يقومون بزيارة محلاتهم بصورة دورية خلال تواجدهم بالأقصر للحصول على نسخ نادرة من تلك الصور المبهرة والتاريخية لملوك وأمراء دولهم خلال تواجدهم بالأقصر.

وأكد إيهاب قديس لـ"اليوم السابع"، أن مكتبة صور جده تضم أكثر من 1940 صورة نادرة حول الأقصر، حيث إنه من بين تلك المجموعات للصور النادرة لجده عطية قديس، توجد المجموعة الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتى تضم ما يقرب من 40 صورة نادرة، من بينها صور لوادى الملوك قبل اكتشاف المقبرة، تظهر من خلالها كيف تمكنت المقبرة من الاختباء لآلاف السنين عن أعين اللصوص، وصور أخرى تعد من أوائل الصور التي تم التقاطها للمقبرة بعد الإكتشاف قبل نقل محتويات المقبرة المهمة إلى القاهرة، وذلك لتوثيق عملية النقل التي يظهر فيها كارتر ويقوم بالإشراف على نقل محتويات مقبرة أشهر ملك مصرى فى العالم، والذى غير وجه السياحة فى مصر وفى الأقصر.

وتعود قصة أسرة المصور عطية قديس لقرية الطود شرق محافظة الأقصر، عقب وفاة عائل الأسرة الأكبر وهو الأب، والذى ترك للأم طفلها عطية البالغ من العمر 3 سنوات، وكان أشقاء الأب يعملون فى مجال الصياغة والذهب، وكان مصير الطفل عطية أن يعمل بعد أن يكبر بذلك المجال، ولكن الأم كانت لها رأي آخر وقررت التوجه من الطود للبندر والعيش فى المدينة مع طفلها، لكى يحصل على التعليم المناسب داخل الكنيسة وبالفعل نبغ طفلها حتى تعلم جيداً، وبعدها رافق المصورين الأجانب وتعلم المهنة منهم وأصبح أول مصور مصرى فى الأقصر ولا يزال تاريخه متواجداً حتى الآن.