ردًا على الشائعات المنتشرة والمتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول مشروع ترميم وإعادة تركيب البلوكات الجرانيتية التى تمثل الكساء الخارجى لهرم الملك منكاورع، والإدعاء بأنها محاولة لـ"تبليط" الهرم؛ أجرى تليفزيون اليوم السابع لقاءً خاصًا مع الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار من أمام هرم الملك منكاورع للرد على تلك الأكاذيب والكشف عن تفاصيل المشروع وحقيقته.
وخلال اللقاء قال الدكتور مصطفى وزيري إن المشروع سيبدأ بدراسة لمدة عام بالاشتراك مع الجانب اليابانى لدراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التى تمثل الكساء الخارجى لهرم الملك منكاورع، وستتم أعمال الرسم والتصوير الفوتوجراميترى والتوثيق والليزر سكان، ثم عرض النتائج على لجنة علمية فنية مشتركة تضم مجموعة من المتخصصين وعلماء الآثار من حول العالم لاتخاذ القرار النهائى بشأن البدء الفعلى فى أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.
هرم منكاورع والأحجار الجرانيتية المتساقطة
وقال مصطلح "تبليط الهرم" مصطلح "بلدي" لا يجوز قوله في موقع أو مكان أثرى، والمصري لم يستخدمه على مدار تاريخه، فجميع أهرامات مصر التي بلغ عددها أكثر من 120 هرما أغلبها له كساء خارجي، وغالبا ما يكون الكساء الخارجي من الحجر الجيري من محاجر طره، ومنكاورع أول ملك يتخذ قرارا بأن يكون الكساء الخارجي للهرم الخاص به من الجرانيت، ووصل إلى 16 بلوكات، ومنذ مئات السنوات ونتيجة الزلازل أو أية عوامل أخرى، الكساء الخارجي سقط من الجوانب الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية.
أضاف؛ هرم منكاورع هو الهرم الوحيد الذي لم تتم فيه الحفائر بسبب الأحجار الجرانيتية المتساقطة في كل زواياه، كما لم يتم العثور على المراكب الجنائزية الخاصة بالملك منكاورع نتيجة عدم القدرة على القيام بأعمال الحفائر بسبب الأحجار، مؤكدًا على أن المشروع يقوم من خلال بعثة مصرية يابانية مشتركة، ونفقة المشروع على حساب الجانب الياباني، مشيرًا إلى لدى مصر ما يقرب من 250 بعثة أجنبية تقوم بعمل حفائر وعمليات تنقيب وترميم، وبالتالي فالمشروع لم يكلف ميزانية الدولة "مليم" واحد.
الزميل محمد أسعد أمام هرم منكاورع
وأكد على أن ما سيتم خلال العام المقبل هي دراسات فقط، بعدها سيتم عرضها على لجنة علمية على أعلى مستوى سيتم تشكيلها بقرار وزاري، بعدها سيتم اتخاذ القرار برفع الأحجار من عدمه.
أوضح الدكتور مصطفى وزيرى أن كل ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعى من عمليات "تبليط" الهرم وغيره هى محاولات لتشويه المشروع قائلا "مصطلح تبليط يستخدمه مبيضين المحارة وليس مصطلح أثرى يستخدمه الآثاريون حول العالم، فما نقوم به هى أعمال ترميم لإظهار هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملاً بالكساء الخارجى له كما بناه المصرى القديم، خاصة وأنه تعرض للعديد من عوامل التعرية والزلازل التى تسببت فى سقوط تلك البلوكات.
الدكتور مصطفى وزيري والزميل محمد أسعد
استكمل وزيرى حديثه بقوله أن عمليات ترميم الآثار هدفها بالأساس الحفاظ عليها وإعادة تركيبها وإظهارها كما بناها المصرى القديم وعلى مدار تاريخه قام المجلس الأعلى للآثار بالعديد من عمليات الترميم للقطع الأثرية المختلفة كالتماثيل والمسلات وغيرها طالما أنها لا تغير من شكل الأثر ولكنها تعيده لما كان عليه وتحافظ عليه للأجيال القادمة، وطالما أنها تأتى بعد دراسات فنية وعلمية وعمليات مسح يقوم بها متخصصين محليين ودوليين.
الأحجار الجرانيتية لهرم منكاورع
وقال إن البلوكات الجرانيتية للكساء الخارجى للهرم كانت حوالى 16 بلوك لم يتبق منها حالياً سوى 7 بلوكات فقط، وهو ما سيقوم المشروع بالعمل على دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها، كما ستكون فرصة للحفائر للكشف عن المراكب الجنائزية للملك منكاورع.
الدكتور مصطفى وزيري والزميل محمد أسعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة