يعد التنبؤ بالحرائق ليس بالأمر السهل، فهناك العديد من أنواع التحديات المختلفة التي يواجهها المتنبئون قبل اندلاع حرائق الغابات وحتى أثناء نشاطها، فهذه الحرائق يمكن أن تشتعل في أي وقت وفي أي مكان، ويجب أخذ العديد من العوامل المختلفة في الاعتبار قبل تقدير مدى السرعة التي يمكن أن ينتشر بها الحريق، ومدى عمق تأثيره.
ووفقا لما ذكره موقع "Space"، قال هيث هوكنبيري، مدير برنامج طقس الحرائق الوطني في خدمة الأرصاد الجوية الوطنية التابعة للرابطة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إن الطقس يلعب دورًا كبيرًا في تطور حرائق الغابات وعمرها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبرق.
ويشكل هذا البرق الخطير تهديدًا خاصة عندما لا يكون مصحوبًا بالمطر، مما يسمح لضربة واحدة إشعال حريق كامل، وفي كثير من الأحيان، في الظروف المناسبة، يمكن لهذه الحرائق أن تتوسع بسرعة، مما يهدد المجتمعات دون أي إنذار.
تم دمج الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بهذه الكوارث، التي لا تزال تتفاقم بسبب تغير المناخ بسبب الأنشطة البشرية.
وقال هوكنبيري: "إن أفضل أنواع التحسينات التي يمكن أن يحققها الذكاء الاصطناعي هي على الأرجح مساعدة البشر على التمييز بين ما هو غير عادي وما هو استثنائي".
وأضاف هوكنبيري، "هناك أكثر من 80 ألف حريق غابات كل عام، وهو ما يزيد بكثير عن عدد الأعاصير في عام واحد، ومن المرجح أن يستمر الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي الآخر في تضييق نطاق هذه الآلاف من الحرائق وحصرها في تلك التي تشكل أكبر خطر على البيئة".
يعد الذكاء الاصطناعي أمرًا شائعًا في المنظمة، فقد تم استخدام مثل هذه التقنيات في الماضي للمساعدة في التنبؤ بالطقس القاسي وتطور الأعاصير، وتحديد الانفجارات البركانية وحتى مساعدة مجتمع الطيران في مراقبة الظروف السحابية.
وتعد أحد الأمثلة على ذلك هو آلية تسمى ProbSevere، التي يستخدمها المتنبئون في خدمة الطقس الوطنية (NWS) لتوفير مزيد من الوقت قبل الطقس القاسي أثناء مراقبة تطور العواصف وإصدار تحذيرات من العواصف الرعدية الشديدة والأعاصير، ومع نجاح تطبيقات مثل هذا، تم تطوير نموذج LightningCast AI بواسطة جون سينتينيو في جامعة ويسكونسن والمعهد التعاوني لدراسات الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية (CIMSS)، وتم اختباره في عام 2021 لتعزيز توقعات الطقس بالحرائق من خلال توفير معلومات سهلة الاستخدام و دقيقة بشكل مستمر.