فى مثل هذا اليوم 10 فبراير من عام 1908م، رحل عن عالمنا الزعيم مصطفى كامل، أحد رجال الحركة الوطنية في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وهو زعيم سياسي وكاتب مصرى، أسس الحزب الوطني وجريدة اللواء، كان من المنادين بإنشاء (إعادة إنشاء) الجامعة الإسلامية، كان من أكبر المناهضين للاستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية.
وعن يوم جنازته يقول الكاتب الكبير سعيد الشحات عبر سلسلة "ذات يوم": وفدت الألوف المؤلفة إلى دار جريدة «اللواء» للمشاركة فى جنازة الزعيم مصطفى كامل يوم 11 فبراير- مثل هذا اليوم- 1908، حسبما يذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «مصطفى كامل- باعث الحركة الوطنية»، مضيفا أن هذه الألوف «قدمت من نواحى العاصمة كافة، ومن الضواحى والثغور والأقاليم، واكتظت بها الشوارع المحيطة بدار اللواء قبل الموعد المحدد لتشييع الجنازة بأربع ساعات، واختير أطول طريق للجنازة بين دار اللواء ومدفن الإمام، ليتسنى للجموع الحاشدة الاشتراك فيها، وهو طريق شارع الدواوين «نوبار باشا الآن»، حيث كانت دار اللواء.. فشارع المدابغ فشارع المناخ فميدان الأوبرا فشارع البوستة فميدان العتبة الخضراء فشارع محمد على «القلعة الآن»، فميدان المنشية «صلاح الدين الآن»، ومنه إلى مدافن الإمام، وهذه المسافة لا تقل عن اثنى عشر كيلومترا، وخصصت حكمدارية بوليس العاصمة أكبر قوة من العساكر المشاة والفرسان، وأضافت إليها عددا كبيرا من جنود الاحتياطى وقلم المرور، لتنظيم سير الجنازة، وأوقفت عددا آخر من البوليس فى منافذ الطرق على طول الخط للمحافظة على النظام، ولكن كل تقدير لعظم الموكب كان أقل من الواقع».
وبجوار الزعيم مصطفى كامل دفن الزعيم محمد فريد والمؤرخ عبد الرحمن الرافعى (8 فبراير 1889م - 3 ديسمبر 1966م)، إذ طالب الأخير قبل رحيله أن يدفن إلى جوار مصطفى كامل ومحمد فريد.
ويقول الكاتب الكبير سعيد الشحات في سلسلة "ذات يوم": تكشف «آخر ساعة » نقلا عن أفراد عائلته، أنه وقبل وفاته بأيام ومع اشتداد وطأة المرض عليه، استدعى زوجته وابنتيه التوأم وقال لهن: «أشعر بأننى سأموت، ووصيتى الوحيدة أن تدفنونى إلى جوار مصطفى كامل ومحمد فريد »، مؤكدا بذلك على بقائه لإخلاصه لهما، منذ أن التحق بمدرسة الحقوق عام 1904.
يكشف فى مذكراته «مذكراتى.. 1989-1951 »: «فى فبراير 1906 قابلت مصطفى كامل أول مرة أثناء إضراب طلبة الحقوق، فقد تاقت نفسى إلى رؤيته، فذهبت مع لفيف من زملائى إلى دار جريدة اللواء بشارع الدواوين «نوبار باشا » الآن، وقابلت الزعيم لأول مرة، وسمعت حديثه وشعرت بتأثيره الروحى ينفذ إلى أعماق قلبى، وصار لى بمثابة أبى الروحى فى المبادئ، وأكثرت من التردد على دار اللواء لأقابله وآراه وأسمع صوته، فكان يفيض علينا من الأحاديث التى غرست فى نفسى مبادئ الوطنية، ولعله توسم فى أن أكون من تلاميذه الحافظين لعهده، فعرض على سنة 1907 أن يوفدنى فى بعثة صحفية إلى باريس للتخصص فى الصحافة بعد حصولى على إجازة الحقوق، لكن المنية عاجلته فى فبراير 1908 قبل تخرجى فى «الحقوق».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة