أكد وزير الخارجية سامح شكري، استمرار جهود مصر للتوصل لاتفاق هدنة إنسانية في غزة، والإفراج عن الإسرى الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف الوصول لوقف كامل لإطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإنسانية، ومنع تصفية القضية الفلسطينية.
وقال شكري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية بلغاريا إن المفاوضات معقدة حيث يسعى كل طرف لمصلحته، مشددا على أن الجهود المصرية لم تتوقف لإيجاد حل لوقف إطلاق النار في ظل معاناة الفلسطينيين وخاصة المدنيين.
وأشار وزير الخارجية إلي أن التصريحات الصادرة عن مسئولين إسرائيليين والنشاط العسكري في جنوب غزة ينبئان بوضع إنساني كارثي، موضحا أن الأمم المتحدة أعلنت خطورة هذا الوضع الذي لا يمكن استيعابه، كما أكدت ضرورة مراعاة القانون الدولي الإنساني.
وتابع الوزير شكري: نؤكد أن الأمر لا يحتمل سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والتدمير وأي زيادة في العمليات العسكرية سيكون لها تداعيات خطيرة، رافضا أي محاولات تقوم بها تل ابيب لتنفيذ التهجير .
وشدد على تحذير مصر من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، مجددا التأكيد علي وجود اتصالات مصرية مستمرة لوضع إطار للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، والسعي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات، مشيرا إلي ضرورة تحقيق الحل السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنهاء الصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، لإرساء الأمن والاستقرار.
من ناحية أخري، أوضح وزير الخارجية أن مباحثاته مع وزيرة خارجية بلغاريا تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين ، مشيرا إلي أن هناك رغبة في تطوير العلاقات الثنائية، كما أن هناك اهتمام من الجانب البلغاري بالفرص الاستثمارية في مصر، لافتا إلي ضرورة العمل على تعزيز التعاون في مختلف المجالات .
من جانبها، عبرت وزيرة خارجية بلغاريا ماريا جابرييل، عن انبهارها بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدة وجود علاقات متميزة مع مصر، وأنه يتم العمل على تقديم حلولا مشتركة مع القاهرة للقضايا الدولية.
وقالت وزيرة الخارجية البلغارية خلال المؤتمر الصحفي المشترك إن مصر واحدة من أهم الشركاء بالمنطقة، مؤكدة ضرورة تقوية العلاقات الاستراتيجية مع مصر، ولفتت إلى أنه جرى الاتفاق على تعزيز العلاقات مع مصر في مجالات الطاقة والسياحة والابتكار، مشيرة إلي توقيع اتفاقا مشتركا لتسهيل إجراءات السفر مع مصر، وقالت إنه بعد عامين سيجري الاحتفال بمئوية العلاقات الدبلوماسية مع مصر.
في ذات السياق، انعقد الاجتماع الأول للجنة التعاون المشتركة بين جمهورية مصر العربية وجمهورية بلغاريا في القاهرة اليوم، وترأس الاجتماع سامح شكري وزير الخارجية وماريا جابرييل نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية البلغارية.
وحضر الاجتماع من الجانب المصري المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، الدكتور عمرو، طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الفريق مهندس كامل الوزير وزير النقل، أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، بالإضافة إلى تودور تاجاريف وزير الدفاع، جورجي جفوز ديكوف وزير النقل والاتصالات، بوجدان بوجدانوف وزير الاقتصاد والصناعة، ميلينا ستويتشيفا وزيرة الابتكار والنمو، رومين راديف وزير الطاقة من الجانب البلغاري، بالإضافة إلى مسئولين آخرين رفيعي المستوى من كلا الوفدين.
وأكد الطرفان التزامهما بمواصلة تعزيز حوارهما السياسي وعلاقاتهما ذات المنفعة المتبادلة، واتفقا على العمل سويا من أجل ترفيع التعاون بينهما إلى مستوى أعلى بما يعكس الطبيعة الاستراتيجية للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي ومصر.
وشدد الطرفان على أهمية دعم الترشيحات بشكل متبادل داخل المنظمات والمحافل الدولية، كما تعهدا بتعزيز حوارهما الاقتصادي والتجاري من أجل استشراف الفرص المستقبلية لتوسيع حجم التجارة والاستثمار.
وأكد الطرفان اهتمامهما بدفع التعاون الثنائي في مجال الطاقة وناقشا آفاق تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، كما اتفقا على تعزيز جميع الأنشطة المتعلقة بتنمية القطاع الخاص، ولا سيما الأطر التنظيمية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع أنشطة الشركات الناشئة ذات المنفعة المتبادلة، وخاصة في مجالات الاقتصاد الابتكاري والرقمي والأخضر.
واستعرض الوفد المصري الفرص المتاحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وموقعها الجيوستراتيجي على الممر التجاري والبحري الذي يربط بين شرق العالم وغربه، حيث تم تشجيع مشاركة الاستثمارات البلغارية في المنطقة الاقتصادية. وتمت مناقشة إمكانيات التعاون والشراكة بين الهيئة العربية للتصنيع ونظرائها في بلغاريا.
وأكد الطرفان على أهمية تبادل وجهات النظر والخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات داعين الشركات البلغارية للاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات الناشئ في مصر، واتفقا على العمل سويا بهدف تحسين روابط الاتصال والنقل بينهما من خلال إقامة تعاون أوثق بين موانئهما البحرية وتشجيع شركات النقل الجوي الوطنية على دفع تعاونهم نحو إقامة رحلات جوية مباشرة بين صوفيا والقاهرة.
كما أقر الجانبان بالإمكانات الكبيرة لكلا البلدين كوجهات سياحية، وشجعا على المزيد من التعاون في هذا الصدد.
وتناول الجانبان التوترات الجيوسياسية المتزايدة التي تهيمن على الساحة الدولية الراهنة، كما تبادلا وجهات النظر والتحليلات حول التطورات في أوروبا ومنطقة البلقان والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط مع التركيز بشكل خاص على الحرب المستمرة في قطاع غزة المحتل، وتداعياتها الإقليمية المحتملة.
وفي الجلسة الختامية للجنة التعاون الأولى قام الطرفان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات، وشملت اتفاقية الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الإقامة القصيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والمهمة، ومذكرة التفاهم بشأن التعاون بين وزارتي الدفاع، ومذكرة التفاهم للتعاون في مجال الغاز الطبيعي بين وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية ووزارة الطاقة البلغارية.
واتفق الطرفان على عقد اجتماعات لجنة التعاون المشتركة سنويا، وتنظيم الاجتماع المقبل في بلغاريا خلال عام 2025 .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة