أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم أحمد خشبة، في مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة أمام الشارع الذى سجل عليه اسمه لتعريف المارة به، وليتعرف عليه الأجيال المقبلة.
ولد أحمد محمد خشبة في أسيوط عام 1886م، من عائلة عريقة في أسيوط وهي "عائلة خشبة" الشهيرة، درس القانون وعمل بالمحاماة، فقد كان أحمد خشبة باشا سياسيًا بارعًا، إذ بدأ حياته السياسية وفديًا، وقد انتخب عضواً في عضوا في أول برلمان بعد ثورة 1919 بصفته الوفدية، كما انتخب وكيلا لمجلس النواب الأول في ظل عناية سعد زغلول باشا بتشجيع طبقة جديدة من الشبان وإعدادهم للزعامة، وكان المجلس في أغلبيته وفديًا، وهو الذي تولي رئاسة اللجنة التي نظرت الطعن في عضوية “محمد محمود باشا”، والتي لم تلبث أن أقرت هذا الطعن.
ثم انضم إلي حزب الأحرار الدستوريين عام 1929م، وأصبح عضوًا بارزًا في الحزب، ويسجل التاريخ النيابي أنه كان أحد الأعضاء السبعة بمجلس الشيوخ الذين صوتوا ضد معاهدة 1936م.
وقد شغل عدة مناصب وزارية من بينها: وزير الحقانية ووزير المعارف العمومية في وزارة أحمد زيور باشا الأولى 24 نوفمبر 1924، ممثلاً عن حزب الوفد، إلا أنه استقال بعد تشكيل الوزارة بأسبوع احتجاجًا على قبول رئيس الوزراء للإنذار البريطاني الذي يقضي بإجلاء القوات المصرية من السودان عقب مقتل السردار السير لي ستاك، وتمويل قوة الدفاع السودانية التي حلت محل الجيش المصري. وكان موقفًا مشرفًا لا شك فيه.
وزير الحربية والبحرية في وزارة عدلي يكن الثانية (7 يونية 1926-21 أبريل 1927). ممثلاً عن حزب الوفد أيضًا، وقد قام بتنفيذ سياسة واسعة تستهدف زيادة قوة وحجم الجيش المصري، هذا من ناحية، ثم العمل على سلب المفتش العام الإنجليزي للجيش المصري من كافة سلطاته من ناحية أخرى، ففي عهده تدهور نفوذ المفتش الإنجليزي إلى الدرك الأسفل، فقد كان أحمد خشبة يتجاهله، ويرفض العمل بتوصياته ويتراسل مباشرة مع صغار الضباط، ويقوم بتفتيش الوحدات، ويوزع واجبات هيئة القيادة دون الرجوع إليه. ولكن هذه السياسة أدت إلى توتر العلاقة بين الوزارة والاحتلال الإنجليزي.
وعندما قام عبد الخالق ثروت بتشكيل وزارته الثانية (25 أبريل 1927-16 مارس 1928)، كان من الصعب بقاء أحمد خشبة وزيرًا للحربية، وهو صاحب السياسة التي أدت إثارة الأمور المتعلقة بالجيش المصري، فتم توليته وزارة المواصلات، حيث كان الاتفاق بين حزب الوفد وثروت تضمن عدم إثارة مسائل الجيش.
وزيرًا للحقانية (العدل) في وزارة مصطفى النحاس الأولى (16 مارس-25 يونية 1928). إلا أنه كان السبب في الانقلاب على النحاس باشا من خلال المشاركة فيما يسميه الوفديون مؤامرة تصديع الائتلاف الوزاري، وذلك بالاستقالة مع جعفر والي وإبراهيم فهمي كريم من الوزارة، وهو ما وصفه الملك في بيان إقالة الوزارة بقوله: “ولما كان الائتلاف الذي تقوم عليه الوزارة قد تصدع”، ومن هنا جاء هذا المصطلح.
كانت النتيجة أن خرج النحاس باشا من الحكم بإقالة أولى وزارته على يد خشبة باشا، لكن خشبة باشا بقي في الوزارة تحت رئاسة محمد محمود الذي كان أحدث منه في تولي المنصب الوزاري والذي حقّق هو نفسه في صحة عضويته في البرلمان، ومنذ ذلك الحين عاش خشبة باشا في كنف وزارات الأقلية أو الوزارات الإدارية، وقد أصبح قاسمًا مشتركًا في هذه الوزارة.
فاستمر خشبة باشا وزيرًا للحقانية في محمد محمود الأولى (25 يونية 1928-2 أكتوبر 1929)، وكذلك اختير وزيرًا للحقانية في وزارة محمد محمود الثانية (30 ديسمبر 1937-27 أبريل 1938)، وبقي في نفس المنصب في وزارة محمود الثالثة (27 أبريل 1938-24 يونية 1938)، وكذلك في وزارته الرابعة (24 يونية 1938-18 أغسطس 1939).
وعندما تولى خشبة وزارة الحقانية كان معروفًا بالتدقيق الشديد في اختيار وكلاء النيابة العامة والقضاة، وكان متشددًا في مراعاة الأصول العائلية والأوضاع الاجتماعية، وكان حريصًا على سلوك ومظهر رجال الهيئة القضائية.
واختير وزيرًا للمواصلات في وزارة حسين سري الثانية (31 يولية 1941-4 فبراير 1942). وعاد مرة أخرى وزيرًا للعدل في وزارة محمود فهمي النقراشي الثانية (9 ديسمبر 1946-28 ديسمبر 1948)، واختير في نفس المنصب في وزارة حسين سري الثالثة (25 يولية-3 نوفمبر 1949)، وتوفي خشبة باشا في 20 يناير سنة 1954.