تواصل الدولة المصرية ملحمة معبر رفح، عبر مواصلة تدفق المساعدات اليومية من المعبر باعتباره شريان الحياة الوحيد للفلسطينيين، والذى من أجله خاضت القاهرة معارك شرسة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ الوهلة الأولى لـ العدوان الإسرائيلى لفتحه من الجانب الفلسطينة والسماح للشاحنات بالعبور.
وفى أحدث مستجدات ملحة المعبر، استقبلت مصر اليوم دفعة جديدة من الجرحى والمصابين القادمين من غزة للعلاج بالمستشفيات المصرية، كما تواصل تسيير شاحنات تحمل مساعدات ومواد إغاثة.
وأكد الدكتور خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي علي غزة والمعبر أبوابه مفتوحة لم تغلق حيث تسابقت الجهود الإنسانية المصرية ودفعت بشاحنات تنقل مساعدات من مصر وأخرى قادمة من دول عربية وأجنبية عبر مطار وميناء العريش.
وأضاف أن هذه المساعدات يتسلمها الهلال الأحمر المصري وينقلها لقطاع غزة، لافتًا إلى أن ما يسمح بدخوله عدد قليل ولا يزال يتكدس الكثير بسبب عرقلة إسرائيل دخول الشاحنات.
وتابع رئيس فرع الهلال المصري الأحمر أن كل هذا ليس خافيا علي أحد حيث يتم يوميا استقبال وفود اغاثية واممية ومسؤولين حكوميين من كل العالم بمدينة العريش وإطلاعهم على الوضع علي الطبيعة وحركة استقبال المساعدات وما ينقل منها وما يتم عرقلته.
وتوضح إحصائيات الهلال الأحمر المصري بشأن حركة استقبال المساعدات الإنسانية ودخولها غزة إنه تم استقبال 560 طائرة إلى مطار العريش الدولي واستقبال 51 سفينة مساعدات عبر عددا من الموانئ المصرية وهي المساعدات المقدمة من 40 دولة عربية وأجنبية و28 منظمة إقليمية ودولية وتم تسليم للجانب الفلسطيني عدد 8 آلاف و820 شاحنة حملت 133 ألفًا و479 طنًا من المساعدات الإغاثية المتنوعة إلى قطاع غزة.
وبخلاف ذلك حشدت القاهرة مساعدات إنسانية مصرية لغزة بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التي قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش، وضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر أربع مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع.
وبلغ حجم المساعدات المصرية التي وصلت للقطاع 80% من المساعدات التى تلقاتها من بعض البلدان لادخالها، شملت المساعدات 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية وأكثر من 300 ألف علبة أدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى الملابس والاحتياجات اللازمة، يرافقها طاقم طبي من كافة التخصصات.
كما نجحت الدفعة الثانية والثالثة من القوافل الإغاثية للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة المُحملة بالمساعدات الإنسانية فى العبور عن طريق ميناء رفح البرى إلى الشعب الفلسطينى فى غزة، علاوة على اصطفاف عشرات القاطرات استعدادًا لعبورهم إلى الأراضى الفلسطينية، وتستمر الجهود فى إيصال المساعدات لأهل غزة.
وضمت قوافل التحالف الوطنى وحياة كريمة قرابة 120 قاطرة محُملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية و80 خيمة بجانب ما يزيد عن 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية وذلك لدعم الأشقاء الفلسطينيين جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، ويشارك فى هذه القوافل الضخمة عدد كبير من مؤسسات التحالف الوطنى ومتطوعيها وهم "مؤسسة حياة كريمة - بنك الطعام المصرى -الأورمان - مصر الخير - صناع الحياة - رسالة- صناع الخير- العربى لتنمية المجتمع - مرسال- أبو هشيمة الخير- الهيئة القبطية الإنجيلية- أبو العينين- الجارحى لتنمية المجتمع".
وبخلاف المساعدات، تواصل جنود مصر المجهولة جهود التوصل لهدنة قبيل شهر رمضان حقنا للدماء، واءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقاهرة ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي لتترجم على أرض الواقع مركزية القاهرة فى إيجاد حلول لأزمات الشرق الأوسط وفى القلب منها الصراع – العربي الاسرائيلى.
وتكثف مصر جهودها قبيل حلول شهر رمضان المعظم، لوقف الحرب ورفع معاناة الفلسطينيين، وعقدت القيادة السياسة مشاورات مهمة مع الوزير الأمريكي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والتوصل إلى تفاهمات تفضي الى هدنة طويلة الأمد، وبدء تطبيق الرؤية المصرية التي تحظى بتأييد الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقضى بالعودة للمسار السياسي وتطبيق حل الدولتين، لإنهاء الصراع.