خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، علينا بتصريحات تحمل إدعاءات غير صحيحة عن موقف مصر من فتح معبر رفح من الجانب المصري وصولا لقطاع غزة.
وهو ما علق عليها النائب عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، بقوله إن هذا الكلام مغلوط وزائف، مؤكدا أن موقف مصر ثابت وواضح منذ اليوم الأول فى حرب غزة، وهو موقف تاريخى، حيث أعلنت مصر فتح المعبر وقدمت أكثر من ٨٠٪ من المساعدات للشعب الفلسطيني.
وأضاف "هلال" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن تصريحات "بايدن" تأتى فى إطار المساندة العمياء من الأمريكان للإدارة الصهيونية وللأفعال الإجرامية التى يفعلها الصهاينة مع أهل غزة، مشيرا إلى أن العالم أجمع رأى معبر رفح مفتوحا من الناحية المصرية وكان الأمر أمام الأمين العام للأمم المتحدة، وهو على باب المعبر ولا يستطيع العبور من معبر رفح بسبب تهديدات الكيان الصهيونى، ورأينا استهدفهم المعبر من الناحية الفلسطينية أكثر من مرة.
فيما علق النائب علاء عصام، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، على ذات التصريحات بقوله أن الأطباء الأمريكيين والخبراء والإعلاميين يؤكدوا أن الرئيس بايدن يعانى من الخرف بسبب التقدم في السن لذلك "ليس على المريض حرج ودا حكم السن".
وأضاف عضو التنسيقية، أن قدرته على متابعة الأحداث في العالم وفى الشأن الأمريكي ليست بنفس كفاءة الرؤساء الأمريكيين السابقين، مؤكدا أن مصر منذ اللحظة الأولى وهى تعافر من أجل دخول المساعدات إلى أهل غزة، وأن أكثر من 85% من المساعدات التي وصلت قطاع غزة حتى الآن هي مساعدات مصرية ولم تتأخر الدولة المصرية لحظة في مساعدة أهالى غزة بل كان التعطيل دوما من الجانب الفلسطيني الذى يسيطر عليه قوات الاحتلال.
مؤكدا أن هذه التصريحات غير المسئولة من الرئيس الأمريكي تعتبر محاولة للتهرب من المسئولية ومشاركة الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في جرائمه واستخدام حق الفيتو ضد وقف الحرب يعنى أن أمريكا ترحب بمقتل 30 ألف فلسطيني و7 آلاف طفل، ما يعنى أن كل ما عاشت عليه أمريكا طوال السنوات الماضية من شعارات عن حقوق الإنسان وحرية الآخر وحرية الاعتقاد وما شابه هي مجرد شعات ليس إلا فليس من المنطقى أن تدافع دولة عن حقوق الإنسان في كل دول العالم وعندما ينتهك حق الإنسان ويقتل بالآلاف وتهدم بيوته وتضرب مرافقه الحيوية من مياه وصرف صحى وتقصف المستشفيات فلا يمكن لهذه الدولة التي تشارك في كل هذا أن تدافع عن حقوق الإنسان.
كما وجه التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذى كان له موقف محترم فى دعم الأشقاء الفلسطينيين، موقف مصر لا أحد يزايد عليه.
ومن جانبه قال طارق البرديسى خبير العلاقات الدولية، إن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية فى هذه السياسات الخارجية ليست فقط سياسات متخبطة ومترنحة، لكنها سياسات تؤكد أن هذه الدولة العظمى تترنح عن هذا المركز العالمى، فالمفترض أنها أكبر قوة عالمية فتتمتع بشئ من المصداقية، لكن كل هذه الأكاذيب والمغالطات تؤكد ترنحها عن قيادة العالم.
وأضاف "البرديسي" فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أن هذه الأكاذيب أصبحت محل سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي لكثرتها ، وأيضا تضاف لسلسلة الأكاذيب مثلما قيل أن رجال المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس الأطفال واغتصبت النساء وبعدها عادت الإدارة الأمريكية لتعتذر وأنها كانت فريسة للأكاذيب الإسرائيلية، مشددا "يكذبون بمنتهى المصداقية ويدلسون بمنتهى الأمانة فنحن فى محيط من الأكاذيب".
كما انتقد محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، بشدة التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، معتبرًا إياها تدل على "عدم وعيه التام بالوقائع على الأرض".
وقال مهران في لـ"اليوم السابع" إن تصريحات بايدن برفض فتح معبر رفح أمام دخول المساعدات الإنسانية لغزة "مجحفة ولا تعكس الحقيقة"، مشيرًا إلى أن الرئاسة المصرية نفت تلك التصريحات وأكدت فتحها المعبر منذ اليوم الأول.
وأشار مهران إلي أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، حضر أمام معبر رفح واطلع على الإجراءات المصرية بنفسه، وموضحاً أن تقارير الأمم المتحدة أكدت أيضا قيام مصر بفتح المعبر وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة والأطراف الدولية.
لذا فإن تصريحات بايدن المتكررة واتهامه لمصر بالتقصير تعكس نظرة مشوهة للوقائع على الأرض وتتنافى مع جهودها الحثيثة لإنقاذ الشعب الفلسطيني، بحسب مهران.
ودعا أستاذ القانون الولايات المتحدة إلى تصحيح مسارها والاعتراف بالدور المصري المحوري في تهدئة الصراع في غزة ومساعدة الشعب الفلسطيني، بدلًا من محاولة تحميل مصر تبعات الوضع الإنساني المأساوي هناك.
وشدد على ضرورة قيام إدارة بايدن بمراجعة سياستها تجاه القضية الفلسطينية برمتها، والانتقال من مجرد الكلام الرنان حول حل الدولتين إلى خطوات عملية وإجراءات حقيقة على أرض الواقع لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.