تزداد حدة الخلافات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو ما كشفته تسريبات من داخل الحملة الانتخابية لبايدن ، عن وصف الأخير لنتنياهو بـ"الأحمق" في 3 مناسبات على الأقل، وذلك بحسب ما نشرته شبكة إن بي سي الأمريكية الأثنين.
وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إحباطه في عدد من المحادثات الخاصة بعضها مع مانحي حملته الانتخابية للترشح لولاية ثانية، بسبب عدم قدرته على إقناع إسرائيل بتغيير تكتيكاتها العسكرية في قطاع غزة، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه العائق الرئيسي، بحسب ما ورد في تقرير لشبكة ان بي سي.
وفقا لمصادر للشبكة الأمريكية، قال بايدن انه يحاول اقناع إسرائيل بالموافقة على وقف اطلاق النار لكنه لم يجد من نتنياهو الا معاندة وقال انه "يعطيه الجحيم" ومن المستحيل التعامل معه، وقال أحد الأشخاص عن الآراء التي عبر عنها بايدن: "إنه يشعر أن هذا يكفي .. يجب أن تتوقف."
وقال أشخاص مطلعون إن بايدن تحدث في الأسابيع الأخيرة بشكل خاص عن نتنياهو، الذي يعرفه منذ عقود وقالوا ان وصفه لتعاملاته مع نتنياهو ملئ بإشارات الازدراء لرئيس الوزراء الإسرائيلي وفي ثلاث حالات على الأقل وصف بايدن نتنياهو بأنه "أحمق" .
وردا على سؤال حول تصريحات بايدن الخاصة بشأن نتنياهو، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان إن الزعيمين تربطهما علاقة وصفها بالمحترمة. وقال المتحدث: "لقد كان الرئيس بايدن واضحا بشأن اختلافه مع رئيس الوزراء نتنياهو، لكن هذه علاقة مستمرة منذ عقود وتحظى بالاحترام في العلن وفي السر".
ووفقا للتقرير، تشير فظاظة بايدن بشان نتنياهو خلف الأبواب المغلقة وكذلك فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغيير التكتيكات في غزة، إلى أن الديناميكية بين الزعيمين يمكن أن تقترب من نقطة تحول.
وقال 3 اشخاص مطلعين على الامر ان بايدن قال الرئيس إن نتنياهو يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة، وفي حملة لجمع التبرعات حضرها بايدن في الأسابيع القليلة الماضية، تحدث عن إسرائيل وإحباطاته من نتنياهو أمام مجموعة صغيرة من المانحين.
وردا على شكره لوقوفه مع إسرائيل وضد معاداة السامية، انتهز بايدن الفرصة لعرض بعض وجهات نظره، وفقا لأحد المؤيدين الذي كان حاضرا، وقال: "أنا صهيوني"، مكررا وجهة نظره بضرورة تدمير حماس وحماية إسرائيل لكنه اعرب أيضًا عن إحباطه من نتنياهو، قائلا وفقا لمصادر ان بي سي: "لقد قال إن بيبي بدأ بشكل رائع، لكنه يتسبب في ضرر ... في الآونة الأخيرة."
تخطط إسرائيل لشن هجوم بري على رفح، التي يأوي إليها أكثر من مليون فلسطيني نزحوا من شمال القطاع وتعهد نتنياهو بالمضي قدما في العملية على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا مرارا وتكرارا عن معارضتهم العلنية لها، ما لم توفر إسرائيل ممرا آمنا للمدنيين الفلسطينيين.
وفقا للبيت الأبيض، قال بايدن لنتنياهو في مكالمة هاتفية إنه يعتقد أن "العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ" لحماية ودعم الفلسطينيين الذين يحتمون هناك، وركز الجزء الأكبر من محادثتهما التي استمرت 45 دقيقة على الاتفاق الذي تمت مناقشته منذ فترة طويلة ولكن تم تأجيله مرارا وتكرارا بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة مقابل وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
واتخذ بايدن لهجة أكثر حدة يوم الخميس ووصف الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة بأنه “مبالغ فيه”. كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن صريحًا أيضًا الأسبوع الماضي بعد اجتماعه مع نتنياهو في إسرائيل. وقال بلينكن إنه أبلغ نتنياهو أن عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يموتون كل يوم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية لا يزال مرتفعا للغاية
ومع ذلك، قال أشخاص مطلعون على تعليقات بايدن الخاصة إنه أخبرهم أنه يعتقد أنه سيكون من غير المجدي أن يكون قاسياً للغاية مع نتنياهو علناً.
وفي تحول محتمل آخر في السياسة، ذكرت شبكة "إن بي سي" الأسبوع الماضي أن مسؤولي الإدارة يقومون بصياغة خيارات للاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية مستقلة.
ومع ذلك، قال المسؤولون إنه حتى مع تصعيد بايدن لهجته، فإنه ليس مستعدًا بعد لإجراء تغييرات سياسية كبيرة. ولا يزال هو ومساعدوه يعتقدون أن نهجه المتمثل في دعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه هو النهج الصحيح.
ودعا بعض الديمقراطيين في الكونجرس إلى وضع شروط على المساعدات الأمريكية لإسرائيل. واستشهد ديمقراطيون آخرون، بما في ذلك المحاربون العسكريون الذين قاتلوا في العراق وأفغانستان، بهذه التجربة وشككوا في التكتيكات الإسرائيلية، معتبرين أن القصف العنيف والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين هي أساليب تؤدي إلى نتائج عكسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة