أثارت عودة وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن إلى المستشفى مرة أخرى جراء معاناته من حالة طارئة فى المثانة، العديد من التساؤلات حول ما إذا كان قائد البنتاجون سيواصل مهام عمله خلال الفترة المتبقية من رئاسة بايدن، لاسيما وأن تطورات مرضه تأتى فى ظل تحديات عديدية يواجهها البنتاجون، سواء ما يتعلق بالحرب فى أوكرانيا أو حرب إسرائيل على قطاع غزة، وتوجيه الولايات المتحدة ضربات ضد جماعات مسلحة فى الشرق الأوسط.
وتم نقل أوستن مساء أمس، الأحد، إلى مركز والتر ريد العسكرى الطبى بعد شكوى من إصابة فى المثانة، وتم إجراء الفحوصات اللازمة وإلحاقه بوحدة العناية المركزة، وفقا للبيان الأول عن وضعه الصحى. وجاء فى البيان أيضا: "فى هذا الوقت، ليس من الواضح كم من الوقت سيبقى الوزير أوستن فى المستشفى. ومن غير المتوقع أن تغير مشكلة المثانة الحالية من تعافيه الكامل المتوقع. ولا يزال تشخيص إصابته بالسرطان ممتازا. وسيتم تقديم تحديثات حول حالة الوزير فى أقرب وقت ممكن". بينما أشار بيان ثانى إلى أن وزير الدفاع الأمريكى نقل مهامه إلى نائبته كاثلين هيكس.
وقال المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر إنه "تم إبلاغ رئيس هيئة الأركان الأمريكية والبيت الأبيض والكونجرس بنقل مهام وزير الدفاع إلى نائبة الوزير"، مضيفا أن "وزير الدفاع دخل لقسم العناية المركزة للحصول على الرعاية والخضوع للمراقبة فى المستشفى".
وقالت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية أن دخول وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن للمستشفى وإلحاقه بالعناية المركزة نتيجة مضاعفات تتعلق بإصابته بسرطان البروستاتا يأتى فى توقيت مهم مع استعداده لاجتماع مع حلفاء واشنطن فى أوروبا بشأن مساعدات أوكرانيا. ومن المقرر أن يلتقى أوستن مع الحلفاء الذين يقدمون المساعدات العسكرية ووزراء الدفاع فى دول الناتو فى بروكسل.
كما أن الوعكة الصحية تأتى بعد أن أنهى مسئولو البنتاجون مؤخرا مراجعة لسياسة تتعلق بانتقال السلطة. ويراجع أوستن التقرير قبل الكشف عنه، فى الوقت الذى يحقق فيها المفتش العام بالبنتاجون فى الأمر واستدعى الكونجرس أوستن للشهادة أمامه.
وكان وزير الدفاع الأمريكى قد تعرض لانتقادات شديدة الشهر الماضى بعد أن أخفى مرضه على كبار المسئولين وحتى البيت الأبيض، ولم يعلم الرئيس الأمريكى بوجوده فى المستشفى إلا بعد أيام. ودفع ذلك عدد من المشرعين الجمهوريين إلى المطالبة باستقالة أوستن من منصبه، إلا أن بايدن قال أنه لا يزال يثق فى وزير دفاعه. وقال أوستن حينئذ إنها يتحمل المسئولية الكاملة عن هذا الخطأ، وأضاف أنه لم يضغط على العاملين معه لحجب التفاصيل المتعلقة بوضعه الصحى.
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز أن الإعلان عن الوضع الصحى لأوستن هدفها على ما يبدو إظهار الشفافية والتشديد على حقيقة إبلاغ كبار المسئولين فى الحكومة الأمريكية بالأمر.
وقبل توليه وزارة الدفاع، كان أوستن جنرال وقائدا سابقا لليادة المركزية الأمريكية، وخدم فى الجيش الأمريكى لأكثر من 40 عاما. وعلى مدار مسيرته المهنية تجنب لفت الأنظار وحاول إبقاء جوانب كثيرة من حياته بعيدة عن الأضواء.
وبعد أزمة إخفاء دخوله المستشفى الشهر الماضى، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "راسموسن ريبورتس" أن ثلث المواطنين الأمريكيين غير راضين عن أداء وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، مؤيدين استقالته لأسباب صحية.
وحسب نتائج الاستطلاع الذى تم إجراؤه فى 10 و11 و14 يناير 2024، فإن "34% يؤيدون استقالة أوستن من منصب وزير الدفاع بسبب مخاوف صحية، فيما أشار 46% من المستطلعين إلى أنهم لا يتفقون مع هذا الموقف، والبقية ليسوا متأكدين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة