حالة من الذعر واليأس سيطرت على سكان رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة بعد ليلة من القصف المكثف، حيث فر أكثر من مليون شخص بحثًا عن مأوى، ولكنهم يخشون الآن هجوم بري من قوات الاحتلال.
وقال يوسف هماش من المجلس النرويجي للاجئين الذي لجأ مع عائلته إلى رفح لصحيفة الجارديان البريطانية: "الليلة الماضية كانت أثقل ليلة شهدناها منذ هربنا إلى رفح ذكرتنا بما عانيناه في الأجزاء الشمالية من غزة، وفي مدينة غزة، ومرة أخرى في خان يونس".
ووصف كيف كان يخشى حتى النظر من النافذة خلال ليلة من الهجمات العنيفة في رفح والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 67 شخصا واصابة ما يصل إلى 100 شخص، وقال إن الضربات - التي شنتها إسرائيل أثناء إنقاذ رهينتين احتجزتهما حماس - كانت مكثفة للغاية، لدرجة أنه يعتقد أن العملية البرية الإسرائيلية قد بدأت بالفعل.
ووفقا للتقرير يتكدس ما لا يقل عن نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مدينة رفح، وهي المدينة التي كانت تضم في السابق جزءًا صغيرًا من هذا العدد، وقد وجد البعض مساحة متضائلة في المنازل أو المستشفيات أو المباني الأخرى، بينما يتجمع آخرون في ملاجئ وخيام مؤقتة وينام الآلاف في الشوارع.
قال هماش: "لقد أجبر الناس على الفرار من أجزاء أخرى من غزة، وجاءوا إلى هنا ليشعروا بالأمان، وهو ما فقدناه منذ أن بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية ونتنياهو الحديث عن توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح".
بدأ المسؤولون الإسرائيليون مناقشة علنية لتحقيق تقدم أعمق في الجنوب. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في رفح، بما في ذلك ما لا يقل عن 600 ألف طفل وفقاً لليونيسف، فإن معظمهم يخشون أنه لم يعد هناك مكان يذهبون إليه.
وتابع هماش: "لا توجد خيارات أمامنا، وعندما تفكر في الأمر، فمن الصعب حقًا استعادة أي شعور بالأمان. والمنطقة الوسطى مكتظة بالفعل: فهناك العديد من المخيمات التي تحتوي على ملاجئ مؤقتة في جميع أنحاء دير البلح، وهي الوجهة الرئيسية للفارين من رفح. لكن لا توجد مساحة هناك لاستيعاب 1.3 مليون شخص موجودين هنا".
وأضاف: "كانت رفح الوجهة النهائية لمعظم الناس... وقد فرت العائلات الموجودة هنا أربع أو خمس مرات الآن، وهم الآن محصورون بين الحدود المصرية والدبابات الإسرائيلية التي تقوم بعمليات برية في خان يونس".