شهدت محافظة الإسكندرية تنفيذ خطة استراتيجية للقضاء على العشوائية وتطوير الميادين، وخلال السنوات الخمس الأخيرة، شهدت الإسكندرية العديد من المشروعات فى هذا المجال، الذى يعد من أهم المشروعات القومية التى تعمل عليها الدولة لمواجهة ظاهرة الباعة الجائلين، واستعادة المشهد الحضارى، مع ضمان حياة كريمة للمواطن، ورفع جودة وكفاءة الخدمات إضافة إلى التحول لأسواق متكاملة تزيد من العائد الاقتصادى والاستثمار وتعظم من موارد المحافظة.
ولعل تطوير ميدان "محطة مصر"، يأتى فى مقدمة تلك المشروعات والذى كان الأكثر عشوائية ليتحول إلى نموذج يحتذى به فى كافة ميادين الإسكندرية بل وسائر المحافظات.
ولم تكتف محافظة الإسكندرية بتطوير كبرى الميادين فحسب، بل واصلت الأعمال التطويرية حتى على مستوى الميادين الصغيرة بالأحياء، حيث أطلقت المحافظة مسابقة "الإسكندرية تتألق بميادينها" وتم من خلالها تطوير عدد كبير من الميادين الصغيرة داخل الأحياء المختلفة.
أما الحدث الأكبر والذى انتظره أهالى الإسكندرية كثيرا، هو تطوير شارع "النبى دانيال" أقدم شوارع الإسكندرية وأكثرها شهرة، لما يتمتع به بمقومات ثقافية وتراثية وقيمة دينية كبيرة، حيث تم الانتهاء من تطوير 300 متر فى المشروع الأكبر لتطوير الشارع الحيوى بنسبة إنجاز نحو 40% من أعمال المشروع.
من جانبه، أكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أن أعمال تطوير ورفع كفاءة شارع النبى دانيال تتم بطول 750 مترا، باعتباره من أقدم وأهم شوارع المحافظة بتكلفة تقدر بـ 103 ملايين جنيه.
وأشار "الشريف" إلى أن المرحلة الأولى تضمنت أعمال التطوير بداية من شارع الشهداء مع ميدان محطة مصر حتى شارع فؤاد بطول 300 متر مع إعادة ترميم ودهان الواجهات الخاصة بـ 16 عمارة مع مراعاة المبانى التراثية مع عمل أنظمة إضاءة للواجهات، فضلًا عن عمل نموذج موحد لكافة المحالّ الموجودة بالشارع مع مراعاة توحيد اللافتات الإعلانية للمحالّ طبقًا للتنسيق الحضارى مع استخدام خط الإسكندرية بالإضافة إلى دهان وعمل واجهات (جى ار سى) لأسوار إدارة الإشارة والمعهد الدينى والمركز الثقافى الفرنسى مع إعادة تأهيل ودهان المنطقة الأثرية (الصهريج) فضلاً عن إعادة تأهيل ودهان مسجد سيدى عبد الرازق وبوابة مسجد النبى دانيال مع مراعاة إقامة سوق للكتب بما يتناسب مع الهوية البصرية للمكان وتغيير الأرصفة وتشطيبات الأرضية، ليتحول الشارع إلى ممشى تراثى مع مراعاة الإضاءات الجانبية للشارع بأعمدة إضاءة ديكورية وإضاءات على العمائر لإبراز الزخارف المعمارية، وذلك بعد رفع كفاءة البنية التحتية للشارع بجميع المرافق.
وأضاف المحافظ أن هناك تكامل بين تطوير شارع النبى دانيال وبين أعمال التطوير التى تمت فى ميدان محطة مصر والمتحف اليونانى الرومانى، وذلك لإعادة إحياء المناطق والشوارع والميادين التراثية والتاريخية ووضعها على خريطة السياحة العالمية، حيث يأتى إعادة تأهيل شارع النبى دانيال برصد لأهم المبانى المسجلة بقائمة حصر المبانى ذات الطراز المعمارى المميز بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى بشارع النبى دانيال مع إعادة النسق الحضارى للشارع وتنظيم نشاط بيع الكتب من خلال مجموعة من الأماكن بباكيات محددة ذات تصميم يتماشى مع الطابع التراثى للشارع بشكل عام.
وأكد محافظ الإسكندرية، أن شارع النبى دانيال هو أقدم وأعرق الشوارع فى عروس البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يعود تاريخ الشارع إلى عام 331 قبل الميلاد عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقى دينوقراطيسببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لأمبراطوريته لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواة لعصر جديد وكان شارع النبى دانيال هو جزء من الشارع الرئيسى الطولى للمدينة وقت إنشائها.
ويعد شارع "النبى دانيال" أحد أهم الشوارع التاريخية بالإسكندرية، فهو أقدم شارع فى الإسكندرية، وبمثابة مجمع لدور العبادة للأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، بالإضافة إلى القيمة الثقافية والتراثية لهذا الشارع حيث يضم عدد من المراكز الثقافية، وأكبر سوق للكتب المستعملة بالمحافظة.
ويوجد بالشارع مسجد النبى دانيال الآثرى يعود إلى "محمد بن دانيال الموصلى"، أن شارع النبى دانيال يعد شارع تاريخى له أهمية دينية كبرى، حيث يحتوى على أهم 3 مزارات دينية بالاسكندرية، فهو مجمع أديان فى حد ذاتة، وجميعها مزارات دينية أثرية وتراثية، حيث يوجد فى بداية الشارع مسجد " النبى دانيال الأثرى" ويعد من المساجد الأثرية لأحد العارفين بالله وهو الشهيد محمد بن دانيال الموصلى، ثم حرف اسم المسجد إلى مسجد النبى دانيال أحد أنبياء العهد القديم، والمسجد يقع فى نطاق شارع النبى دانيال بمنطقة محطة الرمل وسط الاسكندرية، وهو مسجل فى عداد الأثار الإسلامية والقبطية بالقرار رقم 231 لسنة 2005 وصدر له قرار بالحرم الخاص به برقم 168 لسنة 2018.
وفى منتصف الشارع يقع كلا من المعبد اليهودى القديم، الكنيسة المرقسية، فى الجهة المقابلة له من نفس الشارع، ويعد المعبد اليهودى الذى تم ترميمه من قبل وزارة الاثار، أحد أهم وأكبر المعابد اليهودية فى مصر، حيث أنشأته الجالية اليهودية بالإسكندرية فى عام 1881 ميلادية، وقد تم تسجيله فى مجلد الآثار تحت رقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد عدد 63 سفرا من الأسفار اليهودية بالمعبد أى 63 نسخة قديمة من التوراة.
فيما تعد الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، هى أقدم كنيسة فى أفريقيا، ولها أهمية تراثية ودينية وترايخية كبرى، حيث أنشأت بمنزل صانع أحذية مصرى يدعى "أنيانوس" وهو أول المؤمنين بالمسيحية، وقد حول منزله إلى كنيسة، لتكون بمثابة أول كنيسة بقارة أفريقيا وانتشر منها الإيمان المسيحى إلى باقى الدول الإفريقية.
وحرصت الكنيسة حرصت على الحفاظ على الطابع الأثرى للكنيسة وعدم تغيير تلك المعالم الاثرية خلال عملية الترميم، حيث أن الأيقونات القديمة وحجاب الهيكل الأثرى يرجع تاريخهما إلى عام 1870 م.
أعمال التطوير على قدم وساق5
الكتدرائية المرقسية بالاسكندرية (8)
المشروع امتداد لتطوير ميدان محطة مصر
المعبد اليهودى بعد الترميم
تطوير التبى دانيال
تطوير شارع النبى دانيال3
سوق الكتب المستعملة اشهر معالم الشارع (3)
سوق الكتب المستعملة بشارع النبى دانيال3
سوق الكتب المستعملة2
عمارات شارع النبى دانيال
محافظ الاسكندرية مع عمال المشروع
مسجد النبى دانيال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة