ساهم قطع شبكات الإتصالات والإنترنت فى السودان الأسبوع الماضى فى قلة تدفق الأخبار الواردة بشأن المعارك الدائرة فى الداخل، وتفاقم معاناة السودانيين حيث عطل الحياة العامة داخل المدن، وتشير الحكومة السودانية بأصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع المتمردة والتى شنت الحرب ضد الجيش منذ أبريل 2023 لا تزال تتصاعد ألسنتها حتى كتابة هذه السطور وتعمق جراح الأزمة السودانية.
ووفقا لتقرير راديو دبنقا السودانى، فقد أطلق ناشطون سودانيون فى وسائل التواصل الاجتماعى مبادرات لتلبية حاجة المواطنين المتضررين من انقطاع الاتصالات خاصة فيما يتعلق بأخبار الوفيات والمرض والمسافرين.
وتوالت الدعوات الأممية لإعادة الاتصال ومنع عزلة البلاد، حيث دعا مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، الأحد، إلى استعادة شبكة الاتصالات فى جميع أنحاء السودان "فورا".
وذكر جريفيث عبر حسابه على منصة إكس، أن "انقطاع الاتصالات فى السودان يمنع الناس من الوصول إلى الخدمات الأساسية وتحويل الأموال كما يعيق الاستجابة الإنسانية.. هذا غير مقبول".
وأردف: "أحث جميع المعنيين على استعادة شبكة الاتصالات فى جميع أنحاء السودان على الفور".
ويتبادل قادة طرفى النزاع الاتهامات والتلاسن، فقد أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالى القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبدالفتاح البرهان أن القوات المسلحة السودانية لا تقاتل وحدها، وأن الشعب السودانى يقاتل مع قواته المسلحة ويساندها ويلتف حولها، نافيا ما يتردد عن وقوع انقلاب بالجيش السودانى، قائلًا أن "كل الجيش على قلب رجل واحد".
وأضاف البرهان، خلال زيارته للولاية الشمالية، وفقًا لوكالة الأنباء السودانية، أن الجيش السوداني عازم على إنهاء ما وصفه بـ"سرطان قوات آل دقلو"، بدعم الشعب السودانى والتفافه حول الدولة وقواتها المسلحة، مشيرًا إلى أن الجيش السودانى لم ينهزم ولن ينهزم، وأن "قوات آل دقلو" لن يقبلها الشعب السودانى، بل سيحاسبها حسابا عسيرا.
وتابع رئيس مجلس السيادة فى السودان أنه "منذ أكتوبر العام قبل الماضى، تم الاتفاق على تشكيل حكومة من كل الشعب السودانى، لكن قائد قوات الدعم السريع قام بإعداد قائمة لتشكيل حكومة على أساس الولاء، على عكس ما تم الاتفاق عليه، حينها بدأ قائد الدعم السريع التحالف مع بعض السياسيين للانفراد بحكم السودان، فخاض حربه ضد الشعب والدولة والقوات المسلحة فى 15 أبريل من المدينة الرياضية ومروى، واحتل بعض المناطق الاستراتيجية بقواته، مرددا الأكاذيب بأن الجيش هو من اعتدى عليهم وبدأ الحرب.
ومازالت التقارير الأممية تحكى مأساة يعيشها المدنيين، حيث تفاقم المعارك الدائرة الوضع الانسانى فى المدن السودانية، وأعلنت الحكومة السودانية أن عدد النازحين فى 9 ولايات بلغ اكثر من ١١مليون نازحا يتواجدون فى ٦٧ محلية بحسب وكالة الأنباء السودانية سونا.
خلف الصراع نحو 6,036,176 نازحًا وفق الهجرة الدولية بسبب الاشتباكات المسلحة فى مدن متعددة فى جميع أنحاء السودان، وحذر تقرير للأمم المتحدة، من تفاقم الاحتياجات الإنسانية فى السودان ووفق الأمم المتحدة سيحتاج 24.8 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة فى عام 2024، وفقًا للأمم المتحدة فيما لا يتجاوز حجم التمويل العالمى للأزمة 40% مما دعت إليه خطة الاستجابة الإنسانية (فى نهاية عام 2023).