قال تقرير لمركز إعلام الأمم المتحدة إن الوضع في السودان بمثابة "عاصفة كاملة"، حيث النظام الصحي لا يعمل بشكل جيد، وبرنامج تحصين الأطفال ينهار، والأمراض المعدية تنتشر.
ولفت القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، بيتر غراف إلي ارتفاع عمليات النزوح الجماعي، بعضهم نزح عدة مرات، مشيرا إلي أن البلاد تشهد الآن أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، حيث بلغ عدد النازحين 8 ملايين شخص، 6.1 مليون منهم نزحوا داخليا، فيما لجأ 1.8 مليون إلى البلدان المجاورة.
وقال المسؤول الأممي "لقد شهدت بنفسي النزوح داخل السودان وفي تشاد المجاورة، وما رأيته مثير للقلق ومفجع. يضطر الناس إلى السير لعدة أيام هربا من العنف، ومعظمهم من النساء والأطفال. وكثيرا ما يجدون المأوى في المناطق المكتظة حيث لا تتوفر لهم إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي والغذاء والخدمات الصحية الأساسية".
وأشار إلى أن حوالي 25 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ويواجه 18 مليونا منهم الجوع الحاد، 5 ملايين منهم في مستويات الطوارئ من الجوع. وقال غراف إن هناك قلقا من أن يؤدي موسم العجاف القادم إلى "مستويات كارثية من الجوع" في المناطق الأكثر تضررا، مضيفا أنه في دارفور وحدها، من المتوقع أن يعاني 200 ألف طفل من الجوع الذي يهدد حياتهم هذا العام.
وتطرق المسؤول الأممي إلى تفشي الأمراض المعدية، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 10,000 حالة كوليرا، و5,000 حالة حصبة، وحوالي 8,000 حالة لحمى الضنك، وأكثر من 1.2 مليون حالة سريرية للملاريا.
وأشار المسؤول الأممي عن استمرار انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية في إعاقة وصول المساعدات الإنسانية، قائلا "يواجه شعب السودان وضع حياة أو موت بسبب استمرار العنف وانعدام الأمن ومحدودية الوصول إلى الخدمات والإمدادات الصحية الأساسية".
وقال المسؤول الأممي أن فرق المنظمة تعكف في الوقت الراهن على تسليم 58 طنا من الإمدادات الطبية، بما في ذلك الإمدادات الصحية الطارئة، ولوازم إدارة الأمراض المزمنة والإصابات والجراحة الطارئة التي ستدعم الاحتياجات الصحية لنحو 338,100 شخص. وأضاف أن المنظمة قامت إجمالا بتسليم 1750 طنا من الإمدادات إلى السودان.