استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في هجماتها علي النازحين في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، في الوقت الذي حذرت فيه المنظمات الإنسانية من شن عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية الذي فر اليها مئات الالاف من الفلسطينيين المهجرين قسرا من شمال قطاع غزة دون ملاذ أمن
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن العملية العسكرية في رفح الفلسطينية قد تؤدي إلى مذبحة وقد تجعل عملية الإغاثة تكاد تنتهي معربا عن القلق الشديد بشأن تدهور الأوضاع والأمن المتعلق بتوصيل المساعدات الإنسانية في غزة.
وأشار الأمين العام إلى انهيار النظام العام في غزة وتحدث عن القيود المفروضة من إسرائيل بما يحد من توزيع المساعدات لافتا الي إن آليات التنسيق المتبعة لحماية توصيل الإغاثة الإنسانية في غزة ليست فعالة، وأشار إلي إن العملية العسكرية واسعة النطاق المحتملة هناك ستكون لها عواقب مدمرة.
ومن جانبه حذر برنامج الأغذية العالمي، من أن تصاعد العنف والاعتقالات والقيود على الحركة في الضفة الغربية يزيد الجوع بين الفلسطينيين، وقال البرنامج الأممي إن مئات الآلاف منهم فقدوا تصاريح عملهم في إسرائيل ولا يستطيعون مغادرة الضفة، في حين أن النشاط التجاري داخل الأرض الفلسطينية المحتلة محدود، مما يعرض الاقتصاد والوضع الإنساني لخطر مزيد من التدهور.
اطفال غزة
ووفق مركز إعلام الأمم المتحدة ، فإنه منذ بداية التصعيد الأخير في أكتوبر 2023، شهد الوضع في الضفة الغربية تدهورا سياسيا واقتصاديا، مشيرا إلى أن زيادة الوجود العسكري الإسرائيلي فرضت قيودا أكبر على الحركة.
وأشار "الأغذية العالمي" إلى الآثار الاقتصادية السلبية المخيفة التي خلفها الوضع الراهن.. حيث فقد عدد هائل من العمال وظائفهم، واضطرت الشركات لإغلاق أو تقليص الحجم، فيما تواجه السلطة الفلسطينية نقصا حادا في التمويل، مما يؤثر على رواتب موظفي الخدمة المدنية.
ولفت البرنامج الأممي إلى أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لدولة فلسطين بنسبة 22 %، ويعزى هذا الانخفاض لعوامل مختلفة، بما في ذلك الإغلاقات في الضفة الغربية وتسريح أعداد كبيرة من العمال الفلسطينيين في إسرائيل، وارتفع معدل البطالة ل 29 % في هذه الفترة مقارنة بـ 13 % فقط في الأشهر الثلاثة التي سبقت.
رفح
وقالت نائبة مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين ماريكا جوديريان "إن الاحتياجات كانت مرتفعة بالفعل قبل هذه الأزمة الحالية وقد تفاقمت الآن بشكل كبير، وهناك حاجة ملحة حقا للحصول على مزيد من التمويل لمساعدة هؤلاء الأشخاص المحتاجين والذين يعانون حقا بسبب تأثير حرب غزة على الضفة الغربية.
ووفقا للتقييمات الأولية التي أجراها شركاء قطاع الأمن الغذائي، ارتفع انعدام الأمن الغذائي في الضفة الغربية من 350 ألف شخص "أي حوالي 10% من السكان" إلى ما يقدر بنحو 600 ألف شخص منذ اندلاع الأزمة الحالية.. ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد في الأشهر المقبلة، بحسب البرنامج، الذي أفاد بأن أكبر عدد من الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في نابلس والخليل.
ومن جانبه حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن جريفيث، من أن العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة، مشيرا إلى أن أكثر من نصف سكان غزة (ما يزيد على مليون شخص) مكتظون في رفح، ينظرون إلى وجه الموت ليس لديهم سوى القليل من الطعام والرعاية الطبية، ولا يوجد أمامهم مكان آمن يذهبون إليه.
وقال جريفيث بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة - إن "الموجودين في رفح، مثل جميع سكان غزة، ضحايا اعتداء لا مثيل له في كثافته ووحشيته ونطاقه. وقد أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 28 ألف شخص - معظمهم من النساء والأطفال في جميع أنحاء غزة".
وأضاف أن "العاملين في المجال الإنساني - ولأكثر من أربعة أشهر - واصلوا القيام بما هو شبه مستحيل لمساعدة المحتاجين، على الرغم من المخاطر التي يواجهونها هم أنفسهم والصدمات التي تعرضوا لها".
كما حذر جريفيث، من إطلاق النار على العاملين في المجال الإنساني واحتجازهم تحت تهديد السلاح ومهاجمتهم وقتلهم، مُذكـّرا بتحذيره الذي كرره لأسابيع عن الحالة التي يرثى لها للاستجابة الإنسانية.
ودق المسؤول الأممي ناقوس الخطر قائلا: إن "العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة في غزة، وقد تترك العملية الإنسانية الهشة بالفعل- على أعتاب الموت".
ولفت مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إلى افتقار العاملين في مجال الإغاثة إلى ضمانات السلامة والإمدادات والقدرات لمواصلة هذه الجهود، مبينا أن المجتمع الدولي حذر من العواقب الخطيرة لأي غزو بري في رفح، مشددا على أنه لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه الدعوات.
رفح الفلسطينية