واصلت الصحافة الغربية اهتمامها بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة ، حيث قالت صحيفة فرانكفورت رادندشو الألمانية، إن "عصر الجليد الدبلوماسي" الذي طال أمده بين تركيا ومصر يقترب من نهايته .
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة التي تعد الأولى منذ 12 عاما، تحمل أهمية استثنائية خاصة في ظل احتدام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، وضرورة التنسيق الإقليمي والعالمى لتقديم المزيد من الدعم والمساندة لأهالى غزة.
وذكرت الصحيفة إلى أن الزيارة تعكس نجاح الدبلوماسية المصرية ، حيث تسعي تركيا جاهدة لتقوية علاقاتها مع مصر لما تمثله الأخيرة من ثقل إقليمي ، ولتأمين مصالحها في شرق البحر الأبيض المتوسط وإدارة ملف العلاقات مع اليونان .
ونقلت الصحيفة الألمانية عن وسائل إعلام تركية قولها أن أردوغان يريد التحدث مع الرئيس السيسي حول آليات فرض وقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع في المقام الأول.
وتستهدف الزيارة المهمة لـ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، بحث النهوض بالعلاقات الثنائية، وتأتي استكمالا لمسار تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، وتكمن أهمية زيارة أردوغان إلى مصر فى كونها تعد الزيارة الأولى له إلى مصر منذ 11 عاماً، فضلا عن أنها تمثل نقطة تحول في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ يعد إعلاناً رسمياً لتقدم مسار التقارب الذي بدأ في مايو 2021، كما تكمن أهمية الزيارة بما ستحمله من تداعيات على بعض أزمات المنطقة، في ضوء الوزن الجيوسياسي الكبير لكلا البلدين.
ويجمع القاهرة وأنقرة العديد من المصالح المشتركة المباشرة التي يمكن أن يساهم التعاون المصري التركي في تعزيزها، سواءً على المستوى الاقتصادي حيث يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من ١٠ مليار دولار، ويوجد تطلع لوصول هذا الرقم إلى ٢٠ مليار دولار خلال السنوات المقبلة، وفي السياق نفسه يشكل القطاع الدفاعي والعسكري أحد المساحات الرئيسية للتعاون التركي المصري، من خلال صفقات الأسلحة المتبادلة، أو مشاريع الإنتاج العسكري المشتركة، ولعل إعلان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان منذ أيام عن أن تركيا ستزود مصر بطائرات مسيرة قتالية، كان أحد مظاهر الترجمة الفعلية لمسار التقارب بين البلدين.