<<رغبة متبادلة بين البلدين لرفع حجم التبادل التجارى
<< الزيارة تحظى بارتياح داخل المعارضة التركية
وصلت العلاقات المصرية – التركية إلى مرحلة جديدة من التقارب ، تتوج بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 11 عامًا، وتأتى الزيارة بعد مجهودات دبلوماسية وسياسية على أعلى مستوي بين البلدين، خلال السنوات الماضية؛ حيث إن هناك تقاربًا بين الرئيسين السيسى وأردوغان لمواجهة التحديات المشتركة.
وفي هذا السياق أكد السفير عبد الرحمن صلاح، سفير مصر السابق لدى أنقرة، أن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، هي بداية لتحالف جديد لمواجهة مشاكل المنطقة، مشيرا إلى أن الزيارة تستهدف إعادة الزخم للعلاقات المصرية – التركية، الأمر الذي يلقي ترحيب من كلا البلدين من أجل تعظيم توافق المصالح بين البلدين ثنائياً وإقليمياً.
وأضاف "صلاح"، أن الزيارة تأتي في توقيت شديد الحساسية يحتاج فيه كل من البلدين للآخر ، لمواجهة ما يدور حولهما من إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة سواء بفعل تطورات الصراع والمنافسة داخل النظام الدولي أو المنافسة الإقليمية على إعادة رسم خريطة توزيع القوة بالشرق الأوسط والتي تتجاهل أحيانا المصالح الاقتصادية لكل من مصر وتركيا.
وأكد السفير المصري السابق، أن التعاون بين القاهرة وأنقرة يمكن أن تتيح لمصر مصادر إضافية لزيادة قدراتها ونفوذها أيضًا كقوة إقليمية ودولية متوسطة، معرباً عن أمله في أن تكون زيارة أردوغان لمصر شهادة ميلاد لمرحة جديدة من العلاقات الوثيقة بين القاهرة وأنقرة.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي ، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، أن العلاقات المصرية التركية علاقات ممتدة،وإن نقطة التحول في العلاقات المصرية- التركية كان في نوفمبر 2022 في كأس العالم بقطر عندما حدثت مصافحة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، ورجب طيب أردوغان، والتي كانت بداية لحوار مشترك بين الطرفين ، والتي اُستكملت بلقاءات مسئولي البلدين في قمة العشرين ونيودلهي ،كذلك المشاورات المشتركة، لافتا إلى أن الدعم المصري المقدم لتركيا في حادث الزلزال كان نقطة تحول أخرى في العلاقات بين البلدين.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس التركي لمصر لها دلالات ومعانى قوية، أهمها أن التطبيع بين البلدين أتخذ مسار أعلى، خاصة مع إعلان رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي ، لافتا إلى أن الزيارة ستتضمن الحديث على عدد من الجوانب على رأسها الصعيد السياسي وآلية التعامل مع عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ، وعلى رأٍها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتوحيد وجهات النظر بين الجانبين وخلق مقاومة مشتركة لأي مخططات تستهدف إجهاض القضية الفلسطينية، كذلك عدد من القضايا الآخرى من بينها تطورات الأزمة السورية والليبية والصراع في السودان، والعراق.
وأشار "الشيمي"، إلى أن الزيارة تحظي بتأييد ودعم من جانب المعارضة التركية التي رحبت بشدة بالتقارب التركي – المصري، لخبرة كلا البلدين في التعامل مع الملفات الإقليمية، مؤكدا أن كلا البلدين لهما ثقل كبير إقليميا ودوليا لا يمكن تجاهله، لافتا إلى أن الوفد المرافق للرئيس التركي يؤكد أن هناك رغبة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين ورفع معدلات التبادل التجاري من 8 مليار إلى مستويات أعلى خلال السنوات المقبلة، والتعاون في مجالات البنية التحتية وتوطين الصناعات الثقيلة والبترو كيماوية، وذلك من أجل تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية العالمية على كلا البلدين.
وأوضح الخبير السياسي، أن الزيارة ستحمل أيضا مناقشات موسعة في مجال التعاون العسكري خاصة بعد موافقة تركيا على صفقة تسليم مصر مُسيرات تركية فائقة السرعة وتعمل على مستويات متوسطة ومنخفضة على مدار 24 ساعة، مشددا على تركيا حريصة على تقديم الدعم العسكري لمصر في ظل ما تتعرض له من تصعيد وضغوط غير مسبوقة، وحدود ملتهبة جنوبا وغربا وشرقا ، وأيضا في منطقة البحر الأحمر، مشددا على أن الزيارة الأولى لأوردغان منذ 11 عاما هي زيارة تاريخية تستهدف وضع نقاط مشتركة خاصة بالتحالفات الإقليمية وتعزيز التقارب المصري التركي.
وفي نفس الصدد، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للقاهرة هي زيارة تاريخية، كونها الأولى من نوعها منذ أكثر من 11 عاما، مشيرا إلى أنها تأتي بعد مجهودات دبلوماسية وسياسية على أعلى مستوي بين البلدين، خلال السنوات الماضية.
وأضاف "البرديسى"لـ "اليوم السابع"، أن الزيارة اليوم هي تتويج للعلاقات بين البلدين، وبداية تقارب مصري – تركي لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية التي تواجه كلا البلدين، متوقعا أن مستقبل واعد للعلاقات بين البلدين والتي جاءت بعد رحلة من الجلسات الاستكشافية، وهو ما سيلقي بظلاله على المنطقة بأكملها.
وتوقع الخبير الدولي ، ازدهار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قائلا:" رغم القطيعة التي استمرت لسنوات إلا أن التعاون الاقتصادي بين البلدين ظل موجودا ومزدهرا، وهو ما يعني مزيد من التعاون والإزدهار خلال السنوات المقبلة، مما يعني زخم أكبر للعلاقات على المستوى الاقتصادي والفرص البينية."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة