تستمر احتجاجات المزارعين في عدة دول أوروبية ، ويحتج المزراعون على زيادة تكاليف الإنتاج والمنافسة الغير عادلة من المنتجات القادمة من خارج أوروبا ، كما أنهم يدينون قواعد السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة ، وتفاقم كل شيء بسبب موجة الجفاف الشديدة التي أدت إلى نقص في المحاصيل.
وفي بولندا، كان سخط المزارعين البولنديين موجهاً في المقام الأول ضد المنافسة من جانب المنتجات الأوكرانية، التي فتح الاتحاد الأوروبي أبوابها لها من خلال إلغاء التعريفات الجمركية على الواردات، وبحسب المزارعين، فإن دخول القمح المنتج إلى أوكرانيا تسبب في انخفاض الطلب وأسعار الإنتاج المحلي.
وفي مولدوفا، أغلقت الجرارات الطريق الرئيسي المؤدي إلى رومانيا للمطالبة بإعانات حكومية لتمشيطها
وفى إسبانيا ، تجمعت مئات الجرارات من أماكن مختلفة في كتالونيا أمام أحد مداخل ميناء تاراجونا على بعد 100 كيلومتر جنوب برشلونة، وذلك الاغلاق تسبب في انخفاض حركة الشاحنات الداخلة إلى الميناء والخارجة منه بنسبة 83%.
وأكد بيان صادر عن اتحاد المزارعين في كاتالونيا، أحد المنظمات الرئيسية المشاركة في التظاهرات ، أن التحركات أتت على خلفية "منافسة غير عادلة" من المنتجات المستوردة من دول "لا تحترم المعايير الأوروبية".
كذلك ندد المزارعون الإسبان على غرار مزارعين أوروبيين في دول مجاورة بالسياسة الزراعية الأوروبية المعقدة والمعايير المقيدة أكثر مما ينبغي والأسعار المنخفضة لمحاصيلهم وارتفاع كلفة الإنتاج والمحروقات والسماد بعد العقوبات ضد روسيا.
ودعا وزير الزراعة ومصايد الأسماك والأغذية، لويس بلاناس، اليوم الخميس المنظمات المهنية، من الرابطة الزراعية للمزارعين الشباب (Asaja)، ومنسق منظمات المزارعين ومربي الماشية (COAG) ) واتحاد صغار المزارعين ومربي الماشية (UPA) إلى الاجتماع بمقر الوزارة.
هذا هو الاجتماع الثاني لوزير الزراعة مع المنظمات الزراعية حتى الآن خلال شهر فبراير، بعد الاجتماع الذي عقد في الثاني من فبراير، قبل بدء الاحتجاجات التي شلت الطرق وتسببت في إقامة حواجز على الطرق في جميع أنحاء إسبانيا.
وفى فرنسا ، بعد أسابيع من الحصار وبعد أن استقبل رئيس الوزراء جابرييل أتال ممثلين عن الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين والمزارعين الشباب ، جاء دور الرئيس إيمانويل ماكرون، الذى استقبل بقصر الأليزيه النقابات الزراعية واتحاد الفلاحين في لقاء قبل المعرض الزراعى أكبر معرض زراعى في فرنسا المقرر انطلاقه 24 فبراير إلى 3 مارس.
في إيطاليا، هناك ثلاث احتجاجات قوية مقررة هذا الأسبوع في العاصمة من قبل العمال ورجال الأعمال في القطاع الزراعي.
الأول سيكون اليوم في منطقة كاستيل دي ليفا، القلب الزراعي وزراعة النبيذ في العاصمة، حيث يُعقد مؤتمر صحفي مع العديد من المتظاهرين.
أما الثانية، فهي مظاهرة تحت مبنى الكابيتول صباح الخميس 15 فبراير، تحت مقر مجلس مدينة روما، حيث سيتجمع المزارعون تحت ساحة ديل كامبيدوجليو، لمحاولة التحدث مع عمدة المدينة روبرتو جوالتيري حول حالتهم فيما يتعلق بالزراعة.
والثالثة، التعبئة الضخمة في سيرك مكسيموس في روما، أكبر وأقدم ميدان لسباق الخيل في روما؛ إلى جانب العشرات من الجرارات الآخرى ، ومن المتوقع حدوث مظاهرة حاشدة، بمشاركة النقابات الوطنية الرئيسية في إيطاليا وأوروبا، والجرارات والحصار، يمكن أن يشارك في الإضراب حوالي 20 ألف شخص.
وفي بلجيكا، أغلق المزارعون جزئيا ميناء أنتويرب بمئات الجرارات. وبحسب الموقع الإلكتروني للميناء البلجيكي، ثاني أكبر ميناء في القارة من حيث حركة الشحن، فإن تصرفات المزارعين تتسبب في تعطيل خطير لحركة المرور في منطقة الميناء.