قرى درب الثمانين هى أبعد نقطة جنوب مركز باريس التابع لمحافظة الوادي الجديد والتى تعتبر المحطة الثانية من قرى درب الأربعين التى جرى توطينها فعليا فى عام 2000 و سكنتها حوالى 600 أسرة تقريباً، نجح بعضهم من استصلاح نحو 2500 فدان فى قلب الصحراء وعاشوا فى ظروف شديدة القسوة، فى حالة من العزلة جعلتهم لا يعرفون شيئاً عن العالم، ولا يستطيعون الحصول على مياه نقية للشرب أو حتى إجراء مكالمة هاتفية، وعلى مدار أكثر من 11 عام وهم يعلمون من نقص الخدمات الحيوية والحياتية ورغم ذلك استمروا فى العمل والاجتهاد فى الزراعة وقرروا أن يلفتوا انتباه الجميع نحوهم وهم يعملون فى صمت وذلك من خلال اتجاههم نحو زراعة محاصيل التوابل وخاصة الكمون عالى الجودة رغم صعوبة مراحل إنتاجه إلا أن أهالى القرية جعلوا مركز باريس هو الاول في زراعة الكمون على مستوى المحافظة ومنزرع به أكبر مساحة حتي الان والتى تبلغ 1193فدان من اجمالي 1654 فدان علي مستوي المحافظة وأصبح مزارعوها هم اهم خبراء المحصول بالتخصص ويقدمون استشاراتهم لكل من يرغب فى تكرار تجربتهم وهو ما ساعد على إنتشار زراعته فى أغلب مراكز المحافظة.
وبعد حلول عام 2016 حدثت طفرة تنموية هائلة فى مستوي الخدمات التى تقدمها الدولة للمناطق النائية والمحرومة بتوجيهات ودعم القيادة السياسية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ومتابعة اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد حيث تم ضخ اعتمادات مالية غير مسبوقة لإنشاء منظومة تنموية متكاملة فى كافة المجالات وتم إنشاء بنية تحتية تضمنت شبكات الطرق والكهرباء وشبكات الإتصال وخدمات مياه الشرب النقية والصرف الصحي واستزراع الأراضي فى كل ربوع المحافظة والتى كانت من بينها قرى درب الاربعين والثمانين التى أصبحت مركزا هاما لإنتاج محصول الكمون حيث يتحفز المزارعون لاصعب مراحل نمو فى الأجواء الشتوية التى تمثل العدو الاول لها المحصول الذي تبدأ زراعتة فى شهرى أكتوبر ونوفمبر والميعاد الأمثل منتصف أكتوبر حتى منتصف نوفمبر، وتبلغ إنتاجية الفدان الواحد من 400 – 800كجم من البذور الجافة.
ويتم حصاد الكمون فى شهرى ابريل ومايو ويواجهون ظروفاً مناخية شديدة البرودة خلال شهرى يناير وفبراير وخاصة ان الكمون يحتاج إلى درجات حرارة معتدلة ولا يتحمل درجات الحرارة المنخفضة التى تصل إلى حد الصقيع وتكون درجة الحرارة المثلى للنمو الخضرى (20-25 درجة مئوية )، أما فى فترة النضج يحتاج إلى (30درجة مئوية )، كما يحتاج إلى رطوبة من (60-70%)، وبشكل عام تنج زراعة الكمون فى مصر فى محافظات الوجه القبلى لإعتدال درجات الحرارة فى الشتاء وإنخفاض الرطوبة النسبية وهو مواصفات تفتقدها منطقة درب الثمانين إلى أن الأهالى وخبراتهم على مدار السنوات الماضية مكنتهم من التعامل مع تلك الظروف المناخية وإنجاح التجربة بصورة كبيرة بالتعاون مع إدارة الإرشاد الزراعى ومديرية الزراعة بالمحافظة.
وتولى مديرية الزراعة بالتعاون مع كافة جهات الاختصاص اهتمامها لاهالى منطقة درب الأربعين والثمانين فى هذا الشأن حيث يتم عقد ندوات حقلية عن محصول الكمون والتى كانت آخرها الاسبوع الماضي بحضور فى أحدى مزارع الكمون، تحت رعاية الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد و المهندس سامح رمزي غبريال مدير ادارة الارشاد وحاضر فيها الدكتور عادل فهمي استاذ النباتات الطبيه والعطريه بمحطه بحوث اسيوط وتحدث عن مراحل زراعة المحصول وكيفيه تجهيز الأرض واختيار البذور الجيده وطرق الزراعة المناسبة وبرنامج التسميد مكافحة الحشائش والري والحصاد وتم فتح باب النقاش مع المزارعيين والاجابة عن جميع الاستفسارات
زراعة للمحصول
محصول الكمون بالوادى الجديد
كمون الثمانين بالوادى الجديد
مراحل نمو مبشرة للكمون
مرحلة التزهير فى الكمون
محصول الكمون فى بدايات زراعته
تجميع المحصول قبل جفافه
جانب من أعمال الحصاد
حصاد المحصول مبكراً
حصاد الكمون فى مركز باريس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة