بدأ الاتحاد الأوروبى يركز على مسألة مشروعات التسليح والصناعات الدفاعية ، بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وفرضت دول الاتحاد الأوروبي على نفسها هدفا بإنتاج مليون قذيفة مدفعية سنويا بحلول مارس 2024، وتحاول زيادة إنتاجها المحلى من الذخيرة والأسلحة الأخرى، لتعويض ما تم توفيره حتى الآن لأوكرانيا.
وحذر رئيس شركة الأسلحة الألمانية راينميتال، أرمين بابرجر، من أن ترسانات أوروبا "فارغة" من الذخيرة، وأن الأمر سيستغرق عشر سنوات حتى تتعافى، وحتى تتمكن أوروبا من "الدفاع عن نفسها"، قائلا خلال افتتاح مصنع عسكري في ولاية ساكسونيا السفلى في تصريحات "سنكون بخير خلال ثلاث أو أربع سنوات، لكن لكي نكون مستعدين حقا سنحتاج إلى 10 سنوات".
وأوضح الخبير "علينا أن ننتج 1.5 مليون خرطوشة في أوروبا" بعد إرسال جزء كبير من الاحتياطي إلى أوكرانيا، وأصر على أنه "طالما لدينا حرب فسوف نساعد أوكرانيا، ولكن بعد ذلك سنحتاج إلى 5 سنوات على الأقل و10 سنوات لملء الاحتياطيات" من الذخيرة.
ونشرت صحيفة "انفوباى" الارجنتينية فى تقرير لها إن هناك حالة مقلقة للجيوش الأوروبية ، فالجيش البريطانى يعتبر أكبر منفق دفاعي في أوروبا، لا يملك سوى حوالي 150 دبابة جاهزة للقتال، وربما أكثر من اثنتي عشرة قطعة مدفعية بعيدة المدى صالحة للخدمة، ووصفت الصحيفة الخزانة العسكرية "بالفارغة للغاية"، لدرجة أن الجيش البريطانى فكر في العام الماضي في الحصول على قاذفات صواريخ متعددة من المتاحف، لتحديثها والتبرع بها لأوكرانيا، وهي الفكرة التي تم العدول عنها لاحقا.
أما فرنسا، وهي ثاني أكبر دولة منفقة في أوروبا، فتمتلك أقل من 90 قطعة مدفعية ثقيلة، وهو ما يعادل ما تخسره روسيا كل شهر تقريبا في ساحة المعركة في أوكرانيا، ولا تمتلك الدنمارك مدفعية ثقيلة أو غواصات أو أنظمة دفاع جوي، أما الجيش الألماني فلديه ذخيرة كافية لمدة يومين في معركة عسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جزء كبير من أوروبا فقدت قدرتها لصناعة الأسلحة على مدى سنوات من تخفيضات الميزانية، ويشكل تغير ذلك فى وقت تواجه معظم الحكومات قيودا على الميزانية ، وسط تباطؤ النمو الاقتصادى والشيخوخة السكانية، بالاضافة عن معارضة سياسية كبيرة لتقليص الانتاج.
وكان وزير الدفاع الألمانى بوريس بيستوريوس، إنه يجب على أوروبا الاستعداد لمواجهة التهديدات العسكرية الجديدة، ولدى الدول الأوروبية 5-8 سنوات لتعزيز إمكاناتها الدفاعية، موضحا "لدينا 5 - 8 سنوات لتعويض المفقود في مجالات القوات المسلحة والصناعة والمجتمع"، مشددا على أن أوروبا قد تصطدم بتحديات عسكرية جديدة بحلول نهاية هذا العقد مع تحول تركيز الولايات المتحدة إلى منطقة المحيطين الهندى والهادئ.
وقال بيستوريوس أيضا إن تشكيل حكومة بولندية جديدة يجب أن يشجع دول مثلث فايمار - ألمانيا وبولندا وفرنسا - على تطوير التعاون الدفاعى، وأبدى وزير الدفاع الألمانى رغبته في زيارة بولندا العام المقبل.
وتطرق إلى موضوع مشاركة الجيش الألمانى فى المهمات الخارجية، موضحا أنه من السابق لأوانه الحديث عن عمليات مثل تلك التى جرت فى أفغانستان ومالى.
ودعا وزير الخارجية البولندي ، رادوسلاف سيكورسكى، الدول الأوروبية إلى تعزيز خطط طويلة المدى للإنتاج العسكرى ردا على الصراع المستمر في أوكرانيا، وأكد سيكورسكي- الذي عاد مؤخرا من أول زيارة خارجية له إلى أوكرانيا- ضرورة إدراك الغرب للقدرة الصناعية المطلوبة لتحقيق النصر في الحروب.
وفي حديثه من وارسو، قال سيكورسكي: "لا يتم حسم الحروب من خلال الاشتباكات التكتيكية، بل من خلال القدرات الصناعية، ونحن متخلفون عن المنحنى"، وسلط الضوء على أهمية تكيف الدول الغربية مع وضع الحرب، مؤكدا أن روسيا، على الرغم من كونها أقل ثراء اقتصاديا، يمكن أن تتفوق على الغرب في الإنتاج، إذا وضعت اقتصادها على أساس زمن الحرب.
وحث وزير الخارجية البولندي، الحكومات، على تقديم عقود طويلة الأجل لشركات الأسلحة أو النظر في تمويل التصنيع بنفسها، وتأتى دعوة سيكورسكى، فى منعطف حاسم، حيث تتزامن زيارته لكييف مع فترة مليئة بالتحديات بالنسبة لأوكرانيا، والتى اتسمت بالإرهاق فى الحرب، والمخاوف بشأن تراجع الدعم من العواصم الغربية.