سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 17 فبراير 1918.. مولد الفنانة ليلى مراد ووالدها زكى أفندى يتلقى الخبر فى إحدى حفلاته بالوجه البحرى ويغنى ابتهاجا: «أنا عندى بنية.. بدى أربيها»

السبت، 17 فبراير 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 17 فبراير 1918.. مولد الفنانة ليلى مراد ووالدها زكى أفندى يتلقى الخبر فى إحدى حفلاته بالوجه البحرى ويغنى ابتهاجا: «أنا عندى بنية.. بدى أربيها» ليلى مراد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الفنان زكى مراد فى رحلة فنية بالوجه البحرى، وتلقى برقية من القاهرة تبشره بقدوم طفلته ليلى إلى الحياة، حسبما تذكر الفنانة ليلى مراد فى مذكراتها بمجلة الكواكب، بداية من العدد 285، 15 يناير 1957.
 
ولدت ليلى فى السابع عشر من فبراير، مثل هذا اليوم، 1918، «على الأرجح»، وفقا للكاتب الصحفى أشرف غريب فى كتابه «ليلى مراد.. الوثائق الخاصة»، وتذكر هى فى مذكراتها: سمعت أن والدى صادف فى هذه الليلة نجاحا كبيرا ملحوظا فاستبشر بمولدى خيرا، وكان إلى جانبه مؤلف طلب إليه أن ينظم له أغنية يعلن فيها هذه البشرى، ولما رفع الستار غنى والدى أغنية جديدة لحنها فورا، مطلعها:  «أنا عندى بنية/ بدى أربيها/ دندرمة حلوة/ يا رب خليها»، ولم يستطع مقاومة شوقه إلى رؤية مولودته، فقطع رحلته وعاد إلى القاهرة.
 
«كان زكى مراد مطربا جميل الصوت، جميل الوجه، وسيم الهيئة، شديد الأناقة، محبا للحياة إلى درجة الهوس، ولعب دور الفتى الأول فى أوبريت «العشرة الطيبة» الذى قدم أغنياته سيد درويش، واحتفظ الأوبريت لزكى مراد بمكان فى صفحة المطربين الأفذاذ».. وفقا للكاتب صالح مرسى فى كتابه «ليلى مراد».
تحكى ليلى فى مذكراتها عن سنوات طفولتها، فتذكر أنها فى الرابعة من عمرها التحقت بمدرسة سانت آن للراهبات للأطفال بالزيتون، ثم انتقلت بعد عامين لمدرسة نوتردام، ومكثت فيها عدة سنوات لاقت فيها تقدير وإعجاب الراهبات بصوتها، فانضمت إلى فرقة التراتيل الدينية، وتأثر الراهبات بصوتها وهى تؤدى الأناشيد والتراتيل الدينية، وكانت زميلاتها يتجمعن حولها بفناء المدرسة وهى تغنى لأم كلثوم وعبدالوهاب، بالإضافة لأغان فرنسية أخرى كانت تحفظها من الأسطوانات.
 
تضيف ليلى، أن والدها كان يتولى إدارة ثلاث شركات للأسطوانات، واتخذ طابقين للإدارة فى نفس العمارة التى يسكنها، وكانت ترى المطربين والمطربات وهم يحضرون لتسجيل أغنياتهم على أسطوانات، وتتذكر، أنها كانت تتسلل إلى مكان التسجيل لتستمع إلى هذه الأسطوانات، وهكذا حفظت عشرات الأغانى، وترددها فى البيت بعيدا عن مسامع والدها، لكن عمها الذى كان هو أيضا مطربا وموسيقيا يستمع إليها فى إعجاب وكذلك جدها لوالدتها.
 
يصف صالح مرسى، حياة زكى مراد، قائلا: «كانت حياة عاصفة كالموج لا تستقر أبدا على حال، ترتفع يوما فإذا المال يجرى فى الأيدى بلا حساب، وتنحسر يوما فى انتظار موجة أخرى تحملهم إلى وجه الدنيا من جديد»، وتكشف ليلى عن جانب من هذه العواصف، قائلة فى مذكراتها: إن والدها تلقى دعوة من أحد أقاربه بالأرجنتين ليسافر إلى أمريكا الجنوبية عام 1929، وقدم فنه فيها فى حفلات للجالية العربية المهاجرة، وامتلأت جيوبه بالمال لدرجة أنه كان يرسل لأسرته 300 جنيه شهريا.
 
امتدت رحلة الأب ثلاث سنوات ثم عاد بلا مال، بسبب الأزمة المالية التى ضربت العالم فى آواخر سنة 1929، وأدت إلى هبوط الأسهم فى البورصات الأمريكية والعالمية، مما أغرى أصحاب المال بشراء هذه الأسهم على أمل أن تعاود الارتفاع بعد انتهاء الأزمة، وكان زكى أفندى من ضحايا هذا التفكير، لأن الأزمة استمرت طويلا، فعاد إلى مصر،
حاول زكى أفندى تعويض ما فات بإحياء الحفلات الغنائية، لكنه اصطدم بتغيير المناخ الفنى أثناء غربته، وذلك بصعود أسماء جديدة فى عالم الطرب أهمهم محمد عبدالوهاب، تذكر ليلى: «حاول والدى أن يتفق مع متعهدى الحفلات على حفلات له، لكنهم كانوا منصرفين عن المطربين القدامى».
تضيف ليلى: «أقمنا لوالدى حفلة بمناسبة عودته، شهدها كثير من رجال الفن والموسيقى، أذكر منهم داود حسنى وزكريا أحمد، ورأيت أن أساهم فى الحفلة بالغناء، وكان عمرى الحادية عشرة، فغنيت لأم كلثوم وعبدالوهاب، ولاحظت فى سرور أن الحاضرين كانوا ينصتون إلى صوتى بإعجاب وتقدير، وبلغ عدد ما غنيته عشرين أغنية».
 
تتذكر ليلى: «خلال غنائى لمحت والدى يصغى لهمسات الأستاذ داود حسنى، ثم سمعته يصيح فيه غاضبا: لا، لا، مش ممكن، وسمعت الأستاذ داود يقول له: يا شيخ حرام عليك، ده صوتها جنان، وأدركت أن الأستاذ داود يعرض على والدى أن يسمح له بتعليمى الغناء، ووالدى يرفض، إلا أن الأستاذ داود ما زال به حتى رضى أخيرا».
 
تضيف ليلى: «بدأت أتلقى الفن على يد الأستاذ داود الذى علمنى التواشيح القديمة، ثم تعلمت العزف على العود، ولما أتممت تعلمى اتفق والدى على أن يقدمنى للجمهور فى حفلة عامة بمسرح رمسيس، وتولى متعهد الحفلة تنظيم الدعاية لها بكل الوسائل المغرية، فتقاطر على المسرح الكثير ليستمعوا إلى صاحبة الصوت الجديد».
 
تؤكد ليلى: «كنت لا أتجاوز الثانية عشرة من عمرى، وأعجب الناس بالمطربة الجديدة، وانقطعت عن الدراسة وتفرغت للفن، وبدأ نجمى يلمع فى الحفلات العامة والخاصة».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة