جزيرة هاشيما، والمعروفة أيضًا باسم "جونكانجيما" أو "جزيرة السفينة الحربية"، هي أشهر جزر ناجازاكي غير المأهولة البالغ عددها 505 جزر، قبالة سواحل اليابان، وتركت مهجورة لعقود من الزمن، وكانت بمثابة "جحيم" حي لسكانها السابقين، جذبت جزيرة الأشباح محبى المعالم المخيفة، أدى ازدياد الاهتمام بالجزيرة إلى تمهيد حمايتها لما تحويه من تراث صناعي وحضاري فقُبلت الجزيرة في يوليو، 2015م رسمياً على أنها موقع تراث عالمي من اليونسكو.
جزيرة هاشيما اليابانية
ويتجوّل الزوّار في مواقعها الصناعية القديمة، وأحياء العمال الخرسانية شبه المدمرة، وما يُطلق عليه اسم "الدرج إلى الجحيم" يتوفر أيضًا ضريح "شنتو" ومناظر عبر "بحر الصين الشرقي" من أعلى الجدار المحيط، وتم تصوير مشاهد من فيلم "جيمس بوند" بعنوان "سكاي فول" على الجزيرة بحسب ما ذكرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
الجزيرة كانت معروفة بمنجم الفحم تحت البحر، الذي تأسس عام 1887م بغرض رفع مستوى الصناعة الياباني، وفي عام 1974م وعندما كان احتياطي الفحم الياباني على وشك النضوب، أُغلق منجم الفحم ورحل جميع العاملين فيه والمقيمين على الجزيرة بعد إغلاق المنجم، فهُجرت الجزيرة لثلاثة عقود إلى أن عاد الاهتمام بها في بدايات القرن الحادي والعشرين الميلادي، لبقاياها التاريخية، وتدريجياً تحولت إلى منطقة جذب سياحي وأعيد فتح الجزيرة إلى السياح بتاريخ 22 أبريل، 2009م.
سكان الجزيرة عام 1916
وتعود قصة الجزيرة، عندما أُجبر الآلاف من السجناء الكوريين والصينيين على العمل في هاشيما منذ عام 1930 وحتى بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، تم إنشاء المباني الخرسانية الشاهقة - الأولى في عام 1916 - من قبل السجناء الكوريين والصينيين الذين واجهوا ظروفًا قاسية، توفي ما يصل إلى 1300 عامل مجند في هاشيما بسبب المخاطر بما في ذلك الحوادث تحت الأرض والإرهاق وسوء التغذية.
وقال الناجون إنهم لم يشيروا إلى الجزيرة باسم هاشيما أو "جزيرة السفينة الحربية"، ولكن باسم "جزيرة السجن" أو "جزيرة الجحيم"، بعد الحرب، انتقل العديد من اليابانيين إلى الجزيرة للعمل هناك بأنفسهم - ولم يكن لديهم سوى 5 أقدام فقط من مساحة المعيشة لكل منهم.
واحتشد عدد مذهل من الأشخاص يبلغ 5300 شخص في مساحة تبلغ 480 مترًا × 160 مترًا عند ذروتها، عندما كانت مركزًا وطنيًا لتعدين الفحم ، إلى جانب مستشفى ومدارس ومتاجر وحتى معبد وضريح، لكن سرعان ما نفد الفحم من المناجم وأغلقت حوالي عام 1974، تاركة هشيما مهجورة لمدة 40 عامًا لتستصلحها الطبيعة.
مبانى خرسانية
بدأت المباني الخرسانية، التي كان يُعتقد في السابق أنها قوية بما يكفي لحماية سكان الجزيرة من الأعاصير العديدة التي تضرب هاشيما كل عام، في الانهيار.
ربما ينجذب بعض الناس إلى الجزيرة بسبب تاريخها المظلم ، حيث خيموا هناك على الرغم من المخاطر، ثم انتقلت بعد ذلك إلى ملكية مدينة ناجازاكي - التي تم ضمها إلى مدينة تاكاشيما في عام 2005، صُنعت الجزيرة لتكون المخبأ المثالي لشرير جيمس بوند في الفيلم الشهير Skyfall لعام 2012.
اختارت الحكومة في النهاية فتح الموقع أمام الجمهور ، ودعم أو استبدال الجدران التي كانت على وشك الانهيار، في محاولة لتثبيط الناس عن الذهاب إلى هناك بأنفسهم واحتمال تعرضهم للأذى.
جذب سياحى
وفي عام 2015، تمت الموافقة على إدراج هشيما ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو؛ وتشبه الجزيرة المخيفة اليوم غابة خرسانية من المباني الشاهقة المهجورة، ويحيط بها سور بحري ضخم.
واعترفت اليابان بالناجين من العمل القسري الذين سكنوا الجزيرة، قائلة: "كان هناك عدد كبير من الكوريين وغيرهم ممن تم جلبهم ضد إرادتهم وأجبروا على العمل في ظل ظروف قاسية في الأربعينيات" في جزيرة هاشيما.