فى الساعات الأولى من صباح يوم 13 أكتوبر 2023 ألقى الطيران الإسرائيلى منشورات فوق مناطق قطاع غزة تطالب السكان بالتوجه نحو الجنوب وكان قد أعلن جيش الاحتلال أنه يتعين على نحو 1,1 مليون فلسطينى فى غزة أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الـ24 ساعة القادمة، وذلك بالرغم من تنديد الأمم المتحدة بدعوة إسرائيل سكان شمال غزة إلى ترك منازلهم والتوجه جنوباً، وهو الطلب الذى رفضته المقاومة الفلسطينية مؤكدة أن الشعب الفلسطينى لن يترك أرضه.
كانت قد كشفت مصر هذا المخطط الشيطانى منذ اليوم الأول من الحرب الدامية وأعلنت القيادة السياسية رفضها التام لتهجير الفلسطينيين، وحاليا أثبت للجميع هذا المخطط الذى فضحته مصر أمام العالم، فبعد أن خرج آلاف الأهالى نازحين من غزة إلى رفح الفلسطينية شن جيش الاحتلال هجمات عسكرية على رفح ومازال يهدد بهجمات أخرى ليجبرهم على الرحيل من أرض فلسطين، وهو الأمر المرفوض والمعلن عنه منذ السابع من أكتوبر، ناهيك عن المجازر المستمرة التى نالت النازحين فى رحلتهم من غزة إلى رفح.
فى هذا السياق أكد النائب علاء عصام عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن هناك هدفا أساسيا عن اليمين الإسرائيلى يتمثل فى احتلال كامل التراب الفلسطينى حتى ينسى العالم أنه كان على هذه الأرض دولة اسمها فلسطين، ظنا منهم أن تصبح إسرائيل دولة يهودية فى المنطقة العربية، مخططين لتقسى المنطقة لدول مسلمة تستضيف الفلسطينيين المسلمين ودول مسيحية تستضيف الفلسطينيين المسيحيين، وكل هذه المخططات أحلام صهيونية لن تتحقق ومصر تقف حائط صد أمام هذه المخططات فى موقف تاريخى تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" إلى أن إسرائيل بؤرة غريبة نشأت فى قلب الجسد العربى المتجانس والمتنوع وهناك ملايين العرب لن يسمحوا بذلك كما أن الغرب الذى يدعم إسرائيل أصبح عجوز وغير قادر على فرض هذه السياسات الاستعمارية.
واستطرد حديثه قائلا: "اعتقد أن الكيان الصهيونى سيتعرض لمخاطر جمة فى المستقبل القريب بسبب ضعف قدرات الولايات المتحدة الامريكية وترهل غرب أوروبا العجوز وعدم قدرة الغرب على الاستمرار فى دعم حلفائهم فى المستقبل فى مختلف بقاع العالم وعلى رأسها إسرائيل.
وفى ذات السياق علق طارق البرديسى خبير العلاقات الدولية، على أفعال الكيان الصهيونى مع أهل فلسطين ومحاولات تهجيرهم القسرى بداية من إلقاء منشورات عليهم بمطالبتهم بإخلاء غزة والتوجه إلى الجنوب ورفح وحاليا يضربون النازحين من غزة فى رفح الفلسطينية بقوله أن هذا هو سلوك العصابات والبلطجية المجرمين فتارة يلقون هذه المنشورات مدعين فيها حرصهم على الأهالى وتارة أخرى الضرب المباشر على رفح. وأضاف "البرديسي" فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أنه مازالت مصر القوية تقف بموقفها التاريخى فى القضية الفلسطينية وملتزمة بالقوانين والمواثيق وحرصها على نفاذية الاتفاقيات وهذا يؤكد قوتها، بالإضافة إلى قوتها بجيشها وشعبها والكل يقف فى مصر على أرضية واحدة، قيادة وجيش وشعب فالكل خلف قيادة الرئيس عبد الفتاح السياسى والحفاظ على الأمن القومى المصرى فى ظل نعاس العالم الذى يقف مغمض العينين أمام كل ما يحدث ولم يحرك ساكنا متسائلا باستنكار "متى سيتحرك العالم أن لم يتحرك الآن؟".
ومن جانبه قال النائب محمد عبد العزيز وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن ما تقوم به سلطة الاحتلال الإسرائيلى منذ اليوم الأول لعدوانها على أهلنا فى غزة يمثل سلسلة من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية بدءا من قصف المستشفيات وقتل المدنيين واستهداف الأطقم الطبية وقتل المدنيين وانتهاكات اتفاقية جينيف الرابعة المعنية بمعاملة المدنيين فى حالة الحرب إلى ارتكاب جريمة التهجير القسرى لسكان شمال قطاع غزة بتوجههم إلى الوسط ومن الوسط إلى الجنوب وصل الأمر الآن أن أكثر من مليون و300 ألف فلسطينى من أهل غزة يتواجدون فى مدينة رفح الفلسطينية وتوحشت العملية العسكرية الآن لاستهداف مدينة رفح والهدف هنا هو التهجير التام لهؤلاء المدنيين إلى خارج قطاع غزة وهذا مخطط صهيونى لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أن الموقف المصرى واضح منذ اليوم الأول من الحرب برفض مخططات التهجير القسرى التى ترتكبها سلطات الاحتلال ورفض قتل المدنيين واستهداف المستشفيات والنساء والأطفال ورأينا قصف مخازن الأونروا، مشيرا إلى أن الموقف حاليا خطير لأن توسيع العملية العسكرية فى رفح الفلسطينية يؤدى إلى كارثة إنسانية بالتأكيد نظرا لأن المساحة صغيرة جدا الخاصة برفح الفلسطينية يتجمع فيها عدد ضخم من المدنيين ولذلك أى توسيع للعملية العسكرية فى رفح كارثة إنسانية كبرى وعلى المجتمع الدولى الآن أن يقوم بمسئولياته بمنع هذه المجزرة الجديدة التى يخطط لها اليمين المتطرف فى حكومة الاحتلال وهو ما يعد انتهاكات واضحة لكافة المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
كما وجه تحية كبرى للموقف المصرى حيث إن الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ اليوم الأول للحرب ترفض هذه المخططات وتقاومها وتعمل مع كافة دول العالم من أجل وقف هذا العدوان والتوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة يكون فيها تبادل الأسرى بين الطرفين، وكل المساعى التى تقوم بها مصر مساعى غاية فى الأهمية وندعو الجميع بأن يستجيب إلى كل هذه المساعى حقنا لدماء أهل فلسطين وتحقيق السلام الإقليمى فى المنطقة.
وفى ذات الإطار قالت النائبة أمل سلامة عضو لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب أن جيش الإحتلال الإسرائيلى يرتكب أكبر جريمة إبادة جماعية فى حق الشعب الفلسطينى فى ظل دعم أمريكى وغربى غير مسبوق وصمت وتخاذل من المجتمع الدولى.
وأضافت عضو لجنة حقوق الإنسان فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أنه جاء الوقت لمحاسبة إسرائيل وردعها لارتكابها جرائم وحشية بحق الشعب الفلسطينى الأعزل وتنفيذ مخطط تهجيرهم قسريا من أراضيهم، مشيرة إلى أن مصر موقفها قوى وواضح فى القضية الفلسطينية وتتصدى لأى مخطط لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية ولا جدال فيه وهو ما شدد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ اليوم الأول للحرب على غزة ونتعاون مع كافة الدول لحل الدولتين ووقف الحرب الدامية.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص فى القانون الدولى والخبير فى النزاعات الدولية أن المنشورات التى ألقتها طائرات الاحتلال فوق مناطق سكن المدنيين فى شمال غزة، والتى طالبتهم بإخلاء منازلهم تنفيذاً لعمليات التهجير القسرى، تُعد دليلاً قاطعاً على نوايا إسرائيل الحقيقية وكذب ادعاءاتها بأن التحذيرات كانت لغرض عسكرى بحت.
وبين أن مثل هذه الممارسات والإخلاء القسرى للمدنيين من منازلهم ينتهك بوضوح القانون الدولى الإنسانى والمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التى تحظر النقل القسرى للمدنيين خارج الأراضى المحتلة.
وحذر الدكتور مهران من أن محاولة تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم تدخل ضمن جرائم الفصل العرقى "الأبارتهايد" التى ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى منذ عقود.
وقال فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أن ما يحدث الآن فى شمال وجنوب قطاع غزة هو امتداد لسياسة التطهير العرقى التى مورست فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، بهدف تفريغ فلسطين من سكانها الأصليين، مضيفًا "لا بد من ردع هذه الممارسات غير الإنسانية ومقاضاة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب تستوجب الملاحقة القضائية وفقاً للقانون الدولي".
وتابع "لطالما كانت مصر حريصة على التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطينى، إلا أنها لن تقبل المساس بسيادتها الوطنية تحت أى ظرف"، مشددًا أن الفلسطينيين أنفسهم لن يتخلون عن اراضيهم ولن يقبلون بتصفية القضية الفلسطينية بهذا الشكل.
كما لفت إلى أن القيادة المصرية ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الحدود الشرقية لمصر فى حال محاولة تهجير قسرى للاجئين الفلسطينيين نحو سيناء على أيدى الاحتلال الإسرائيلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة