أخطر طائفة فى العالم "الحشاشين".. حسن الصباح عاش فى مصر بضع سنوات وطرد منها

الإثنين، 19 فبراير 2024 01:00 م
أخطر طائفة فى العالم "الحشاشين".. حسن الصباح عاش فى مصر بضع سنوات وطرد منها مسلسل الحشاشين
كتب - عبدالرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعرف حسن الصباح تاريخيًا بتأسيسه ما يعرف بالدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشين، وقد ولد فى إيران عام 430هـ 1037م، وذكر بعض المؤرخين أنه ولد فى قم معقل الشيعة الاثنى عشرية، حيث نشأ فى بيئة شيعية اثنى عشرية ثم انتقلت عائلته إلى الرى مركز نشاطات الطائفة الإسماعيلية، فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.
 

استمر فى قراءة كتب الإسماعيلية، وبعد ذلك لقى معلم إسماعيلى آخر، فلقنه التعاليم الإسماعيلية حتى اقتنع، ولم يبق أمامه سوى أداء يمين الولاء للإمام الفاطمى، لكنه أدى تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلى نائب عن عبدالملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين فى غرب إيران والعراق، وفى أوائل صيف 1072 وصل عبدالملك بن عطاش لمدينة الرى، فلقبه حسن الصباح، ثم وافق على انضمامه، وحدد له مهمة معينة فى الدعوة، وطلب منه السفر إلى مصر لكى يسجل اسمه فى بلاط الخليفة الفاطمى بالقاهرة.
 
بقى فى مصر حوالى ثلاث سنوات ما بين القاهرة وإسكندرية بدأت عام 1078 ميلادية، ثم قيل إنه اختلف مع أمير الجيوش بدرالدين الجمالى، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرق فى الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان.
 
لم يكن كل هم حسن الصباح فى تنقلاته ينشر دعوته ويكسب الأنصار فحسب، بل كان يسعى إلى مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة ويحوله إلى قاعدة لنشر دعاته وأفكاره، وقد عزف عن المدن لانكشافها، لذا لم يجد أفضل من قلعة «ألموت» المنيعة، وبنيت بطريقة ألا يكون لها إلا طريق واحد يصل إليها ويلف على منحدر، لذلك أى غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام على هذا العمل.
 
وقد بقى فيها بقية حياته ولم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته، حيث كان جل وقته يقضيه فى القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط، وكان همه كسب أنصار جدد والسيطرة على قلاع أخرى، لذلك استمر بإرسال الدعاة إلى القرى المحيطة برودبار المجاورة، ويرسل الميليشيات لأخذ القلاع عن طريق الخدع الدعائية.
 
 
يقول عنه أحمد أمين فى كتاب «المهدى والمهدوية» إنه ربما كان صديقا لعمر الخيام فيذكر: «الحسن بن الصباح هذا، يروى بعض الرواة أنه كان صديقا لعمر الخيام ونظام الملك، وقد أخذ تشيعه عن مصر حين رحل إليها، واعتنق المذهب الفاطمى وخصوصا الفرع النزارى ثم رحل إلى فارس، وقد وضع لأتباعه خطة لاغتيال العظماء البارزين من السنيين حتى يخلو الجو للتشيع، وقد مهد لذلك بالتشنيع على الخلفاء والحكام السنيين وكبر مظالمهم، وتحدث بقرب ظهور المهدى الذى يملأ الأرض عدلا، وقد استولى بقوة جيشه على بعض الأماكن بسوريا، وكان يعلم أيضا تعاليم إباحية تعدو إلى رفع التكاليف عمن تقدم فى المذهب اجتذابا لقلوب العامة، وقد أرهب الملوك والعظماء فى البلاد لكثرة ما كانوا يغتالون، وكان أول من اغتالوه الرجل العظيم «نظام الملك» الوزير السلجوقى المشهور، والواقع أنهم لم يكونوا موفقين فى قتله، لأنه من أحسن الرجال عدلا وعطفا على العلماء وتشجيعا للعلم، وهو الذى أنشأ المدرسة النظامية فى نيسابور والمدرسة النظامية فى بغداد، واعتنق المذهب الأشعرى وساعد على نشره، وهذا الوزير وضع رسالة بالفارسية فى نظام الملك تحتوى على آراء كثيرة صائبة، مثل تحذيره السلطان من تدخل أصدقائه غير المسؤولين فى شئون الدولة، ومن تدخل بعض رجال فى البلاط للنظر فى الدعاوى وإصدار الأحكام، واستغلال سلطتهم فى ابتزاز أموال الرعية، وأخيرا حذر نظام الملك السلطان السلجوقى من الحشاشين، ونصحه بقتالهم قبل أن يستفحل أمرهم، ولكنهم تمكنوا من قتل نظام الملك قبل أن يقتلهم، فقد خرج إلى رحلة فاعترضه شاب من هؤلاء الفدائيين متزييا بزى الصوفى، وتظاهر بأنه يردى إحسانا ومد يده إليه، فمد نظام الملك إليه يده، فانتهز هذا الشاب هذه الفرصة وطعنه بخنجر مات منه».
 
توفى الصباح عام 518 هـ/1124م فى قلعته، واختلفت المصادر عن مصير ذريته وخلفه بزرك أميد «برزجميد»، وكلف أناسا بشؤون الدعوة والإدارة وقيادة القوات، وطلب منهم التعاون مع بعض حتى ظهور الإمام المستتر.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة