ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الجيش الأوكرانى يواجه أزمة ذخيرة خطيرة، ونظرًا لعدم وجود اتفاق فى الكونجرس الأمريكى بين الديمقراطيين والجمهوريين لم تعد الولايات المتحدة تقدم القذائف والصواريخ إلى الأوكرانيين منذ بداية العام.
وأضافت الصحيفة - في مقال نشرته اليوم الاثنين، بعنوان "كييف تضطر إلى تقليص طموحاتها العسكرية" - أن أوكرانيا قررت تقليص طموحاتها بعد ثلاثة أشهر من فشل هجومها المضاد الذي أطلقته في يونيو 2023 ، والذي اصطدم بالتحصينات الروسية المبنية على طول خط المواجهة، واعترف بهذا الموقف القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي حينما قال: "لقد انتقلنا من العمل الهجومي إلى العملية الدفاعية".
وتابعت الصحيفة "أن كثافة حقول الألغام التي زرعها الروس جعلت من الاختراق الميكانيكي أمرا غير ممكن ، على الأقل في ظل أجهزة الاختراق المتاحة في كييف حتى الآن".. لافتة إلى أن آلاف طائرات المراقبة بدون طيار التي تحلق فوق خط المواجهة كل يوم، بحسب الجيش جعلت ساحة المعركة "شفافة"، مما يمنع أي تركيز للقوات وبمجرد تجميع المركبات أو القوات معًا، يتم استهدافهم بالمدفعية أو مطاردتهم بطائرات بدون طيار متفجرة.
واستطردت أنه "في يوم السبت 17 فبراير ، أعلن الجيش الأوكراني بالفعل انسحابه من أفديفكا ، وهي بلدة في دونباس تقع شمال دونيتسك، وكان يسكنها 34 ألف نسمة قبل الصراع، والتي يحاول الروس دخولها منذ خريف عام 2023 بتكلفة باهظة من الخسائر".. مشيرة إلى أن المحللين يرون أن الأوكرانيين يجب أن يضعوا حداً لرغباتهم الهجومية وأن يسعوا الآن إلى تدمير الجيش الروسي تدريجياً بدلاً من العودة بلا جدوى إلى الهجوم على خط المواجهة.
وقالت الصحيفة إن النصر الأوكراني لايزال ممكنا، كما تؤكد الأوساط العسكرية، وبالمعدل الذي يستهلك به الروس أسلحتهم على الجبهة، فإن ترساناتهم من الحقبة السوفيتية يجب أن تصل إلى أدنى مستوياتها اعتبارا من ربيع عام 2025، ومع ذلك فإن القدرات الإنتاجية لمصانع الأسلحة الروسية تظل غير كافية لتأجيج صراع عالي الكثافة، ووفقا لحسابات الباحثين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، تحتاج موسكو، على سبيل المثال، إلى ما يقرب من 6 ملايين قذيفة (4 ملايين عيار 152 ملم و1.6 مليون عيار 122 ملم) سنويا لتزويد قواتها بالوقود في أوكرانيا، بحيث "من المتوقع أن يرتفع إنتاجها الإجمالي" أي الذروة عند 3 ملايين قذيفة.
وأشارت إلى أنه منذ بداية فصل الشتاء، ركزت كييف هجماتها بشكل خاص على مصافي التكرير الموجودة على الأراضي الروسية، باستخدام طائرات بدون طيار مصنعة محليًا قادرة على السفر لمسافة تزيد على ألف كيلومتر.
ووفقا لمصادر أوكرانية فإن 13 من بين 40 مصفاة روسية قد تضررت بالفعل ، الأمر الذي قد يسبب توترات في إمدادات القوات المتمركزة في أوكرانيا ، وهي استراتيجية تذكر بتلك التي اعتمدها الحلفاء في الفترة 1943 - 1944، ولا سيما خلال عملية موجة المد، والتي كانت تهدف إلى تدمير المصافي الألمانية ومستودعات الوقود.
وخلصت الصحيفة إلى أنه لن تتمكن كييف من مقاومة موسكو ، خاصة وأن روسيا تحولت إلى وضع اقتصاد الحرب، فخلال عامين من الصراع، قدم أنصار أوكرانيا بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا نحو 100 مليار يورو كمساعدات عسكرية لشريكتهم، ومن الواضح أن هذا المبلغ كبير ولكنه ليس غير متناسب بالنظر إلى ميزانية الدفاع الأمريكية السنوية وحدها، والتي من المتوقع أن تتجاوز 880 مليار دولار (817 مليار يورو) في عام 2024، ويتعين على الأوكرانيين الصمود حتى منتصف عام 2025، عندما تصبح قدرات إنتاج الأسلحة الغربية منخفضة قبل أن يتم تعزيزها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة