قالت شبكة سى أن إن الأمريكية إن قارة أوروبا تشعر بالقلق من احتمال عودة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فى الوقت الذى ترى الصين فى هذا الأمر فرصة لتعزيز علاقتها بالقارة العجوز.
وأشارت الشبكة إلى أن وزير الخارجية الصينى وانج يى، وخلال مشاركته فى مؤتمر ميونخ للأمن الأيام الماضية، كان لديه رسالة لنظرائه الأوروبيين مفاداها، مهما تغير العالم فإن الصين ثابتة ومستقرة وقوة للاستقرار.
يأتى هذا فى الوقت الذى يترقب فيه القادة الأوروبيون الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، ويشعرون بالقلق من احتمال عودة ترامب وإمكانية أن يقلب شراكتهم مع واشنطن.
واشتعلت هذه المخاوف الأسبوع الماضى بعد أن قال ترامب أنه لن يدافع عن حلفاء أمريكا فى الناتو ما لم يدفعوا ما يكفى من الأموال فى الدفاع، فيما وصفته "سى أن إن" بالتهديد المذهل لكثيرين فى أوروبا مع استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وتذهب الشبكة إلى القول بأن توقيت تصريحات ترامب عن الناتو لم يكن ليكون أفضل بالنسبة لوانج الذى يزور أوروبا فى الوقت الذى تسعى فيه بكين لتحسين علاقاتها المتدهورة مع الكتلة، وهى المساعى التى باتت أكثر إلحاحا فى ظل العثرات الاقتصادية المحلية التى تواجهها الصين وزيادة الشقاق بينهما وبين الولايات المتحدة.
وقال وانج خلال تصريحاته إنه مهما تغير العالم، فإن الصين كدولة كبرى مسئولة ستحافظ على مبادئها وسياساتها الكبرى ثابتة ومستقرة، وتكون بمثابة قوة راسخة للاستقرار فى عالم مضطرب. ودعا وزير الخارجية الصينى إلى أن تظل أوروبا والصين بعيدتين عن الإلهاء العقائدى والجيوسياسى وأن تعملا معا.
وتقول "سى أن إن"، إنه فى حين أن عرض وانغ قد يجد آذانا صاغية فى بعض العواصم الأوروبية التى يسعى قادتها لإرساء الاستقرار فى جوانب علاقتهم مع الصين، فإن بكين لديها مشكلة رئيسية عندما يتعلق الأمر بإحراز تقدم حقيقى فى إصلاح العلاقات، وهى علاقتها الثابتة مع موسكو، وفقا لمحلليين.
وتجلت تلك التحديات فى مؤتمر ميونخ للامن، عندما طغت عليه الأخبار المفاجئة بوفاة اليكس نافالنى المعارض الروسيى فى السجن.
ويقول نواه باركين، الزميل البارز فى صندوق مارسال الألمانى البحثى فى الولايات المتحدة، أن رسالة الوزير الصين لمضيفيه الأوروبيين هى أنه لا ينبغى السماح للخلافات الجيوسياسية بأن تقف فى طريق التعاون الوثيق. لكن الأمر الذى لا يقال هو أن الصين ليست مستعدة لتغيير المواقف والسياسيات التى تقلق الأوروبيين على وجه التحديد، خاصة علاقتها العميقة مع روسيا وممارساتها التجارية.
من جانبه يقول يو جى، الخبير فى شئون الصين بمعهد شاتام هاوس ببريطانيا، إنه طالما ظلت الحرب مستمرة فى أوكرانيا، فإن السياسات الأوروبية تجاه الصين ستتحرك نحو تنسيق أقوى مع الولايات المتحدة. والأكثر ترجيحا، أن ينضم الأوروبيون إلى الولايات المتحدة لفرض قيود تصدير على التكنولوجيات الأساسية فى ضوء رؤية للأمن الاقتصادى للكتلة الأوروبية باعتباره أمر مهم.
ويقول مراقبون أن بكين ترى المزيد من النجاح فى استقرار العلاقات مع الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى المهتمة بتعزيز العلاقات الاقتصادية، التى تنظر بشك إلى الانتخابات الأمريكية الوشيكة.
ووفى الاجتماعات التى عقدها فى أوروبا، قد يستخدم وانج "عامل ترامب" للإشارة إلى أن الانحياز الكامل للولايات المتحدة ليس فى مصلحة الدول الأوروبية"، وفقًا لليو دونجشو، الأستاذ المساعد فى جامعة سيتى فى هونج كونج. قسم الشئون العامة والدولية.
وعندما كان رئيسا، لم يعرب ترامب فقط عن شكوكه فى نظام التحالفات الأمريكية فى أوروبا، بل قام بتعزيز التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم الأوروبيين، مما أدى إلى فرض إجراءات انتقامية على البضائع الأمريكية القادمة من أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة