شهد سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع للجلسة الخامسة على التوالي وذلك في ظل ضعف تداولات الدولار الأمريكي، بينما تنتظر الأسواق اليوم محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي والذي من شأنه أن يوضح المزيد من العلامات على مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
سجل السعر الفوري لأونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين عند 2032 دولار للأونصة ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2028 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2024 دولار للأونصة.
منذ بداية الأسبوع ارتفع سعر الذهب العالمي بنسبة 0.7% وذلك بعد أسبوعين متتاليين من الخسائر، ليحاول الذهب منذ بداية الأسبوع تعويض جزء كبير من خسائره الأخيرة، وذلك على حساب التداولات الضعيفة للدولار الأمريكي وانتظار الأسواق لمحضر اجتماع الفيدرالي اليوم قبل البدء في مراكز مالية جديدة على الدولار.
تبقى أسعار الذهب تتداول في نطاق بين 2000 – 2050 دولار للأونصة منذ بداية العام تقريباً حيث كانت بداية هذا العام سلبية بشكل كبير على الذهب الذي انخفض منذ أول يناير الماضي وحتى الآن بنسبة 1.7%.
وكان سعر الذهب قد تداول أسفل المستوى 2000 دولار للأونصة لفترة وجيزة خلال الأسبوع الماضي، لكنه شهد انتعاشًا قويًا بعدها من أدنى مستوياته منذ قرابة ثلاث أشهر عند 1984 دولار للأونصة.
الأسواق المالية تنتظر اليوم محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي للحصول على مزيد من الإشارات حول المسار المحتمل لأسعار الفائدة الأمريكية، وذلك بعد سلسلة من بيانات التضخم خلال الأسبوع الماضي أظهرت التضخم الأمريكي أعلى من التوقعات مما يقلل من فرص خفض الفائدة في وقت قريب.
هذا وقد أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة خلال اجتماعه الأخير نهاية يناير الماضي، لكنه قلل إلى حد كبير من توقعات التخفيضات المبكرة في أسعار الفائدة، ليدفع هذا الأسواق إلى تغيير توقعات وتختفي توقعات خفض الفائدة في مارس القادم.
تضع الأسواق المالية احتمال الآن بنسبة 80% تقريباً أن البنك الفيدرالي سيبدأ خفض الفائدة في اجتماعه في شهر يونيو، واليوم تحاول الأسواق الحصول على المزيد من التلميحات التي ستعمل على تأكيد هذا التوقعات من عدمه.
بشكل عام بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب، نظرا لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى صدرت هذا الأسبوع مذكرة عن مؤسسة جولدمان ساكس المالية أظهرت أنه من المرجح أن تشهد أسعار الذهب والمعادن الأخرى مكاسب قوية نظراً إلى أنه لا يزال من المتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة الأمريكية في نهاية المطاف في عام 2024.
وفي أخبار منفصلة أعلنت دار سك العملة في بريطانيا عن ارتفاع في المبيعات اليومية للذهب الفعلي منذ يوم الخميس الماضي بزيادة بنسبة 22%، لترتفع المبيعات بنسبة 37% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2023، حيث ارتفعت طلبات الشراء على الذهب بنسبة 261%.
يأتي الطلب القوي على الذهب في بريطانيا بعد أن قال مكتب الإحصاءات الوطنية الأسبوع الماضي إن الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة في الربع الرابع انكمش بنسبة 0.3٪، بعد انخفاض بنسبة 0.1٪ في الربع الثالث. الأمر الذي يسقط الاقتصاد البريطاني في ركود فني والذي يعرف على أنه انكماش النمو الاقتصادي لربعين متتاليين.
أخبار سقوط الاقتصاد البريطاني في الركود دفعت بعض المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية والبحث عن ملاذ آمن لثرواتهم ليصبح الذهب هو الخيار الأول. لينعكس هذا على ارتفاع الطلب على الذهب حيث يفكر المستثمرون في تأثير الركود على أسعار الفائدة والتضخم.