قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانج جيون، إن استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار فى مجلس الأمن الدولى طالب بوقف إطلاق نار فورى إنسانى فى غزة، لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة.
وأضاف تشانج جيون - في تصريح، اليوم الأربعاء، وفقا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" - أن "الفيتو" الأمريكي يبعث برسالة خاطئة، مما يدفع الوضع في غزة إلى وضع أكثر خطورة، معربا عن خيبة أمل الصين لهذا القرار وعدم رضاها، وأشار إلى أن حق النقض لا يمكن أن يكتم الدعوة القوية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، لا يمكن لمجلس الأمن أن يوقف عمله لدعم العدالة والوفاء بمسؤولياته لمجرد استخدام حق النقض.
وأشار إلى أن الجزائر، التي أظهرت الرجاحة والإخلاص والموقف المنفتح، أجرت مشاورات مطولة ومستفيضة مع جميع الأطراف بشأن مشروع القرار وأخذت في الاعتبار العديد من الأفكار البناءة، ما جعل مشروع القرار أكثر توازنا.
وأكد أن نتيجة التصويت تظهر بوضوح أنه فيما يتعلق بمسألة وقف إطلاق النار لوقف القتال في غزة، ليس الأمر أن مجلس الأمن ليس لديه إجماع ساحق في الآراء، بل إن ممارسة حق النقض من قبل الولايات المتحدة هي التي تضيق الخناق على توافق آراء المجلس.
ولفت إلى أن مثل هذا القرار، الذي يستند إلى الحد الأدنى من المتطلبات الإنسانية، مطلوب بشكل عاجل؛ بسبب الوضع على الأرض ويستحق دعم جميع أعضاء مجلس الأمن.
كما قال مندوب الصين إن مع استخدام حق النقض ضد مشروع القرار فإن تداعيات الصراع تزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقا، ولا يمكن للعالم أن يمنع نيران الجحيم من اجتياح المنطقة بأسرها إلا بإطفاء حريق الحرب في غزة، موضحا أنه يتوجب على مجلس الأمن التحرك بسرعة لوقف هذه المذبحة.
وتابع تشانج جيون، أن الصين تحث إسرائيل على الاستجابة لنداء المجتمع الدولي، والتخلي عن خططها لشن هجوم على مدينة رفح، ووقف العقاب الجماعي لشعب فلسطين، وتتوقع الصين من الدول ذات النفوذ الكبير أن يكون لديها حسابات سياسية أقل، بل أن تكون محايدة ومسؤولة حقا، وأن تتخذ الخيار الصحيح للدفع من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
وأردف أن الصين تدعو المجتمع الدولي إلى حشد كل الجهود الدبلوماسية لمنح أهالي غزة فرصة للنجاه، ومنح شعوب منطقة الشرق الأوسط بأسرها فرصة ليحظوا بالسلام، ومنحها فرصة للحصول على العدالة.
يذكر أن مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر بوقف إطلاق نار فوري إنساني في غزة لمجلس الأمن، قد حصل على 13 صوتا مؤيدا من بين أعضاء المجلس الـ15، وامتنعت بريطانيا عن التصويت، كما استخدمت الولايات المتحدة "الفيتو".