أثارت المجازر الإسرائيلية فى غزة استفزاز دول العالم، والتى كانت آخرها البرازيل، حيث اتهمت إسرائيل الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا بالتهوين من شأن المحرقة النازية (الهولوكوست) وإهانة اليهود بعد تشبيهه للحرب الإسرائيلية على الفصائل الفلسطينية فى غزة بالإبادة الجماعية التى ارتكبها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال لولا للصحفيين خلال القمة السابعة والثلاثين للاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا "ما يحدث فى قطاع غزة مع الشعب الفلسطينى لا مثيل له فى لحظات تاريخية أخرى. فى الواقع، حدث ذلك حينما قرر هتلر قتل اليهود".
وقالت وزارة الخارجية فى القدس إنها ستستدعى السفير البرازيلى لتوبيخه بسبب تعليقات الرئيس البرازيلى التى وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأنها "شائنة وخطيرة"، وأضاف نتينياهو "هذا تهوين من شأن المحرقة ومحاولة لمهاجمة اليهود وحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وعقد المقارنات بين إسرائيل والنازيين وهتلر هو تجاوز لخط أحمر".
وكانت قبل ذلك، إسبانيا، حيث أثارت التصريحات التى أدلى بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، حول الهجوم الإسرائيلي "العشوائي" على قطاع غزة، غضب حكومة بنيامين نتنياهو، لاسيما بعدما تكررت انتقادات سانشيز لإسرائيل مرة آخرى، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
أوضحت الصحيفة فى تقرير لها أن التوتر الدبلوماسى بين إسبانيا وإسرائيل يصل إلى نقطة حرجة، والتصريحات سانشيز، بشأن الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة، أزعجت مرة أخرى حكومة بنيامين نتنياهو، ولذلك اتصل وزير الخارجية الإسرائيلى، إيلى كوهين، بالسفيرة الإسرائيلية لدى إسبانيا، روديكا راديان جوردون، للتشاور فى نوفمبر الماضى، فى أعقاب تصريحات سانشيز الأخيرة.
وقال سانشيز فى مقابلة مع التلفزيون الإسبانى العام "كانوا يقولون أن إسرائيل لا تمتثل للقانون الإنسانى الدولى، ولكن مع الصور التى نراها والعدد المتزايد من الأولاد والبنات الذين يموتون أصبح لدى شكوك أنهم يلتزمون بهذا القانون الانسانى الدولى بالفعل، مشددا على أن الحل الوحيد للصراع الذى تجدد قبل شهرين تقريبا هو اقتراح الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتشيلى وكولومبيا، أيضا كانت من الدول التى أثارت استفزاز إسرائيل بانتقاداتها اللاذعة، وكان أعلن الرئيس التشيلى جابرييل بوريتش، أن بلاده استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بعد انتهاكات إسرائيل للقانون الإنسانى الدولى فى قطاع غزة، وكتب بوريتش فى منشور على منصة التواصل الاجتماعى (إكس): "تدين تشيلى بشدة وتراقب بقلق بالغ... هذه العمليات العسكرية".
بدوره أعلن الرئيس الكولومبى جوستابو بيترو، فى رسالة على موقع "إكس"، استدعاء سفير بلاده لدى إسرائيل بسبب حربها فى غزة، وقال بيترو "قررت استدعاء سفيرنا لدى إسرائيل. إذا لم توقف إسرائيل المذبحة التى ترتكب بحق الشعب الفلسطينى فلن نتمكن من البقاء هناك".
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية فى بوليفيا، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، متهمة إياها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فى هجماتها على قطاع غزة.
كما أعلن مجلس مدينة برشلونة الإسبانية، قطع جميع العلاقات مع دولة إسرائيل احتجاجا على الحرب على قطاع غزة، وحتى وقف إطلاق النار بشكل دائم، حيث "وافق مجلس مدينة برشلونة على إعلان قطع العلاقات مع إسرائيل حتى يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار فى قطاع غزة واحترام الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني".
وأعلن حزب "برشلونة تجمعنا" اليسارى الذى تتزعمه كولاو وبدعم من الحزب الاشتراكى والحزب الانفصالى اليسارى ERC، إدانة جميع الهجمات على السكان المدنيين، وكذلك "أى عقاب جماعى، وتهجير قسرى، وتدمير منهجى للمنازل والبنية التحتية المدنية، فضلا عن الحصار المفروض على الطاقة والمياه والغذاء والإمدادات الطبية لسكان قطاع غزة".
وأيضا جنوب أفريقيا، من بين الدول التى أثارت جدلا واسعا لإسرائيل، حيث أعلنت الرئاسة فى جنوب أفريقيا، أن البلاد قدمت طلبا عاجلا إلى محكمة العدل الدولية للنظر فى قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية فى رفح، وتحديد ما إذا كان يتطلب أن تستخدم المحكمة سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين فى قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن الحكومة قالت فى طلبها، الذى قدمته للمحكمة، الاسبوع الماضى، إنها تشعر بقلق بالغ من "أن يكون الهجوم العسكرى غير المسبوق على رفح، وفقا لما أعلنته إسرائيل، قد أدى بالفعل وسيؤدى إلى المزيد من الأضرار والقتل والدمار على نطاق واسع".
وأضاف البيان: "سيكون هذا انتهاكا خطيرا لا يمكن تداركه لكل من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها وحكم المحكمة الصادر فى 26 يناير 2024".
وكانت محكمة العدل أصدرت الشهر الماضى، قرارا يطالب إسرائيل باتخاذ كافة التدابير لمنع ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة ومحاسبة مرتكبيها وتحسين الوضع الإنسانى فى غزة. ولقى القرار إدانة من جانب إسرائيل وترحيبا عربيا ودوليا واسعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة