لم تكد أيام قليلة تمر على وفاة المعارض الروسى أليسكى نافالنى داخل السجن، حتى وجدت صحافة الغرب فى أرملته يوليا "بطلا محتملا" لمواجهة الرئيس فلاديمير بوتين من الداخل، فى الوقت الذى تواصل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها فى أوروبا الصدام معه فى أوكرانيا وساحات أخرى عديدة.
يوليو نافالنى تحولت بين عشية وضحاها اسم يتصدر العناوين الرئيسية للصحافة الغربية، بعد أن اتهمت دون دليل الرئيس الروسى بقتل زوجها، وهو الأمر الذى نفاها الكرملين. بل خرجت صحيفة نيويورك تايمز بتقرير تقول فيه إن زوجة المعارض الراحل تتقدم لقيادة المعركة ضد بوتين.
جاء هذا بعد أن خرجت أرملة نافالنى فى مقطع فيديو يوم الاثنين، اتهمت فيه بوتين بقتل زوجها الذى كان يقضى عقوبة السجن فى سجن بعيد، وزعمت أن رفض المسئولين تسليم جثمانه لوالدته كان جزءا من عملية تستر. كما زعمت أن زوجها ربما يكون قد قتل بغاز للأعصاب مثل نوفيتشوك.
من جانبه، نفى المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف أن يكون بوتين قد شاهد الفيديو الذى تعهدت فيه أرملة المعارض الراحل أليكسى نافالني بمواصلة معركته ضد الرئيس الروسى، ونفى مزاعمها بأن يكون بوتين قد قتل المعارض ووصفها بأنها لا أساس لها ووقحة.
وقالت السلطات الروسية إن سبب وفاة نافالنى المفاجئة يوم الجمعة لا يزال غير معروف، فى الوقت الذى أدانت فيه الدول الغربية روسيا على خلفية هذا الأمر.
وقال بيسكوف عن اتهامات يوليا نافالنى إنها بالتأكيد لا أساس لها ووقحة عن رئيس الدولة الروسية.
وكان نافالنى يبلغ من العمر 47 عاما، وتم سجنه منذ عام 2021 بعد عودته إلى موسكو بعد تعافيه من تسمم بغاز الأعصاب فى ألمانيا، والذى حمل الكرملين مسئوليته. وحكم عليه بالسجن ثلاث فترات لاتهامات متعددة.
وأحاط الغموض بمصير جثمان نافالنى بعد وفاته. فلم يتم تسليمها لأسرته، وذكرت شبكة سكاى نيوز اليوم الثلاثاء أن كاميرات مراقبة وصقت موكب نقل الجثة من السجن الذى كان يقضى فيه عقوبته سجن الذئب القطبى إلى مشرحة قريبة.
كان فريق المعارض الروسي الراحل قد أعلن، يوم الإثنين، أن المحققين أبلغوا والدته بأنهم لن يسلموا جثته قبل 14 يوما على الأقل، من أجل فحصها.
وقالت كيرا يارميش، المتحدثة باسم المعارض، في بث على يوتيوب، إن "المحققين أبلغوا والدة أليكسي والمحامين بأنهم لن يسلموا الجثة، وسيجرون في الأيام الـ14 المقبلة تحليلا كيماويا.
مجلة بولتيكو الأمريكية تحدثت عن البيان الذى أدلة به أرملة المعارض الراحل، وقالت إن إعلان يوليا نافالنى كان عاطفيا، لكنه بلا شك كان سياسيا أيضا، وبدا أنها تسير على خطى سفيتلانا تيخانوفسكايا زوجه المعارض البيلاروسى التى تولت القيام بدور زوجها بعد سجنه على الرغم من افتقارها لأى خبرة سابقة، وشاركت فى حركة المظاهرات التى شهدتها البلاد ضد الرئيس الكسندر لوكاشينكو.
ورغم ذلك، فقد فاجأ بيان يوليا نافالنى الكثيرين، لأن السيدة الروسية ظلت لسنوات تنفى فكرة أن يكون لها مسيرة سياسية. فالخبيرة الاقتصادية التقت بزوجها الكيسى خلال عطلة فى تركيا عام 1998. وبعد أن أصبحت نافالنى ربة منزل، وأنجبا ابنتهما داشا أول ابنائهم.
وفى المقابلات النادرة التى أجرتها، أشارت يوليا نافالنى إلى أن مهمتها الأساسية أن تظل أسرتهم كما هى برغم كل شىء. لكن هؤلاء الذين يعرفون الزوجين يقولون إن يوليا لم تشارك فقط زوجها آرائه، وإنما ساعدت فى تشكيلها أيضا.
وتقول تاتيانا ستانوفايا، الباحثة بمركز كارنيجى روسيا، إن الروس العاديين ربما يتشككون إزاء أرملة نافالنى. وترى أنه سيكون من الصعب عليها أن تجذبهم بسبب صورتها كشخص ليس فقط يدعم القيم الغربية الليبرالية، وإن شخصية يستخدمها الغرب للإطاحة ببوتين، ووصفت هذا الأمر بأنه سيكون لعنة لها داخل روسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة