قال الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن الوضع الصحي والإنساني في غزة غير إنساني ويستمر في التدهور، وإنه على مدى الأيام الثلاثة الماضية، قامت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بعدة بعثات طارئة إلى مجمع ناصر الطبي في جنوب غزة، ولا يزال في المستشفى حوالي 111 مريضًا وجريحًا وما لا يقل عن 15 طبيبًا وممرضًا.
وأضاف في بيان للمنظمة أنه مع توقف وحدة العناية المركزة عن العمل، ساعدت منظمة الصحة العالمية في نقل المرضى - الذين لا يستطيع الكثير منهم حتى المشي، متابعًا: على مستوى أوسع، أصبحت غزة منطقة موت. لقد تم تدمير جزء كبير من الأراضي، ولقي أكثر من 29.000 شخص حتفهم، وفقد عدد أكبر بكثير ويُفترض أنهم ماتوا، وأصيب عدد أكبر بكثير.
وأشار إلى معدلات سوء التغذية الحادة ارتفعت بشكل كبير منذ بدء الحرب، من أقل من 1% إلى أكثر من 15% في بعض المناطق، مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر. وسيرتفع هذا الرقم كلما طال أمد الحرب وانقطعت الإمدادات، و نلاحظ مع القلق أن برنامج الأغذية العالمي لا يستطيع الدخول إلى شمال غزة بالإمدادات.
وتساءل في بيان للمنظمة: ما هو نوع العالم الذي نعيشه عندما لا يتمكن الناس من الحصول على الغذاء والماء، أو عندما لا يتمكن الأشخاص الذين لا يستطيعون حتى من الحصول على الرعاية؟ ما هو نوع العالم الذي نعيش فيه عندما يتعرض العاملون في مجال الصحة لخطر القصف أثناء قيامهم بعملهم المنقذ للحياة؟ ما هو نوع العالم الذي نعيش فيه عندما يجب أن تغلق المستشفيات لأنه لم تعد هناك طاقة أو أدوية للمساعدة في إنقاذ المرضى؟ والذين يتم استهدافهم بالقوة العسكرية؟
واستطرد: نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن! نحن بحاجة إلى إطلاق سراح الرهائن، ونحتاج إلى توقف القنابل عن السقوط، ونحتاج إلى وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، يجب أن تسود الإنسانية.
وفى سياق آخر، أشار إلى أن السودان، رغم أنه لا يحظى باهتمام إعلامي دولي كبير، إلا أنه يشهد كارثة إنسانية لقد كان للصراع المستمر منذ أكثر من 10 أشهر، متابعًا: هناك تأثير مميت على حياة الناس وسبل عيشهم وصحتهم و قد نزح أكثر من 6 ملايين شخص داخلياً وذهب ما يقرب من 2 مليون إلى البلدان المجاورة. وهذا هو أكبر نزوح للناس في العالم.
وأكد أن نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، لكن الشركاء لا يستطيعون الوصول إلى معظمهم لقد قُتل بالفعل أكثر من 14 ألف شخص، وإذا غض العالم الطرف عن المعاناة في السودان، فسوف يموت عدد أكبر من الناس.
وأوضح أن حوالي ثلاثة أرباع المستشفيات في الدول المتضررة من النزاع لا تعمل. ويواجه الباقون عدداً هائلاً من الأشخاص الذين يطلبون الرعاية، والعديد منهم نازحون داخلياً.. مضيفًا: يموت الناس بسبب عدم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية والضرورية والأدوية وقد توقفت الخدمات الحيوية، بما في ذلك رعاية صحة الأم والطفل، وإدارة سوء التغذية الحاد الوخيم، وعلاج المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، في العديد من المناطق.
وأضاف أن النظام الصحي الذي كان يعاني بالفعل يواجه الآن الصراع وتفشي الأمراض والجفاف المستمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات الجوع، ومنذ بداية الحرب، تحققت منظمة الصحة العالمية من 62 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية أسفرت عن 38 حالة وفاة و45 إصابة، وتعمل منظمة الصحة العالمية على تكثيف الجهود الميدانية لتقديم الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية، والاستجابة لتفشي الأمراض، ومواصلة مراقبة الأمراض، وتوفير الإمدادات والمعدات الطبية المنقذة للحياة، ويشمل ذلك الشروع في عملية قوية عبر الحدود للوصول إلى المناطق التي لم يكن من الممكن الوصول إليها من قبل في دارفور وكردفان، حيث تشتد الحاجة إليها.
وجدد التأكيد على أن منظمة الصحة العالمية تدين بأشد العبارات الهجمات المستمرة على مرافق الرعاية الصحية في السودان، واحتلال المرافق الصحية، وكما هو الحال في غزة، هناك حاجة ماسة للسلام في السودان لحماية الأرواح وإعادة بناء النظام الصحي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة