في أواخر ثمانينيات القرن العشرين بدأ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الاهتمام بفكرة إنشاء المسجد، وأمر ببنائه ليكون رمزاً يجسد رسالة الإسلام المتمثلة في السلام والتسامح والتعايش مع الآخر، وأن يكون الجامع الكبير مرجعاً حياً للعمارة الإسلامية الحديثة التي تربط الماضي بالحاضر، وأن يكون منارة للعلوم الإسلامية والمنهجية التي تعكس القيم الإسلامية الأصيلة.
وفقا لأبوظبي للثقافة يُعد يُعد جامع الشيخ زايد الكبير أحد أكبر المساجد في العالم ومن أضخم الأعمال المعمارية التي تمزج بين مختلف مدارس العمارة الإسلامية. يتميز الجامع بعدد كبير من القباب تصل إلى 82 قبة، وأكثر من 1000 عمود. كما تُزيّن الجامع ثريات مطعّمة بذهب عيار 24 قيراطاً، وتغطّي أرضيته أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم. كما تتدلّى في قاعة الصلاة الرئيسية واحدة من أكبر الثريات في العالم.
الزميل محمد أسعد داخل جامع الشيخ زايد الكبير
ولعل أبرز عنصر معماري في هذا المسجد هو مجموعة القباب التي يصل عددها إلى 82 قبة. ويقع أكبرها في منتصف قاعة الصلاة الرئيسية. ويغطي الرخام الابيض النقي جميع القباب من الخارج، ويأخذ "تاج القبة" شكل القلة المقلوبة، ويتخذ الجزء العلوي منها شكل الهلال المطلي بالذهب والمزخرف بفسيفساء الزجاج، وتجمع مآذن هذا المسجد أساليب العمارة الإسلامية في شكل واحد يمزج بين الفن والجمال.
ينتج عن استخدام الرخام الطبيعي متعدد الألوان شكلاً فنياً مبتكراً، مثل استخدام الأعمدة المزينة بالتيجان التي تظهر في الجزء السفلي من الأعمدة بدلاً من الجزء العلوي. ويعد ذلك أسلوباً استثنائياً ومبتكراً في العمارة الإسلامية، وتتناسق ألوان الجدران والأعمدة والسجادة بطريقة تجعل من هذا الصرح تحفة فنية، وتخلق تناغماً بين الألوان والظلال.
ويتمثل أحد أهم العناصر الأخرى التي تبرز روعة هذا البناء في الأعمال الفنية الزجاجية، حيث تعكس فسيفساء الزجاج والزجاج المنحوت والزجاج المصقول التصاميم الإسلامية التقليدية المتشابهة والمتكررة.
يحتوي هذا الصرح على أربع مآذن يبلغ طول كل مئذنة 106 أمتار تقريباً، وتتكون من ثلاثة أشكال هندسية مختلفة. يأخذ الجزء الأول من المئذنة شكل المربع، ويمثل قاعدة المئذنة، حيث يعكس أسلوبه المعماري الأسلوب المغربي والأندلسي والمملوكي.
أما الجزء الثاني من المئذنة فيأخذ شكل ثماني الأضلاع، ويرجع هذا التصميم إلى العصر المملوكي (من القرن الثالث عشر وحتى القرن السادس عشر). بينما يأخذ الجزء الثالث الشكل الأسطواني المعروف خلال العصر العثماني (من القرن الرابع عشر وحتى القرن العشرين). ويعود المصباح الذي يتوّج المئذنة المغطاة بفسيفساء الزجاج المطلي بالذهب إلى العصر الفاطمي (من القرن العاشر حتى القرن الثاني عشر).
وتغطّي أرضية قاعة الصلاة الرئيسية أكبر سجادة إسلامية يدويّة في العالم. وقد صمّمها صانع السجاد وأحد فناني الجيل الثالث د. علي خليقي.
وتبلغ مساحة السجادة، التي صُنع أغلبها من الصوف، حوالي 5700 متر مربع. وشارك في نسجها ما يقرب من 1200 حِرفي. وقد استغرق المشروع نحو عامين، منهما ثمانية أشهر للتصميم واثنا عشر شهراً لأعمال الغزل.
الزميل محمد أسعد داخل جامع الشيخ زايد الكبير
ةيضم المسجد سبع ثريّات مصنوعة من الكريستال من تصميم فاوستك الألمانية. ويبلغ قطر أكبر ثريّا 10 أمتار، كما يصل ارتفاعها إلى 15 متراً وتزن 12 طناً. كما تم وضع اثنتين أصغر حجماً من التصميم نفسه يزينان أيضاً قاعة الصلاة الرئيسية، حيث تزن كل منهما 8 أطنان.
كما توجد أربع ثريات باللون الأزرق متماثلة في التصميم والحجم في المداخل المحيطة بالمسجد، وتزن أكبرها 2 طن وتُزين المدخل الرئيسي للجامع.
الزميل محمد أسعد داخل جامع الشيخ زايد الكبير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة