برزت مجلة الرسالة، باعتبارها من المجلات الثقافية الرائدة فى الوطن العربى بصفة عامة، ومصر بصفة خاصة، منذ صدورها برئاسة تحرير الأديب الكبير أحمد حسن الزيات فى عام 1933. غير أنها احتجبت فى مثل هذا اليوم 23 فبراير من عام 1953م، بعد أن ظلت عشرين عامًا المجلة الأدبية الأولى فى الوطن العربى، وبعد أن ظلت على مدار سنوات تحل أزمة عند القراء بأن يتطلعوا إلى ما هو جديد، وعند الكتاب أيضًا بأن يجدوا منبرا يتحدثون ويكتبون من خلاله.
وقالت الكاتبة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد فى كتابها "قمم أدبية"، إن على أمين سافر بعد احتجاب الرسالة وعاد يقول: "لو أن الحكومة أغلقت سفارتها فى الشرق وأبقت على الرسالة لكان خيرًا لها وأجدى".
وعندما تم احتجاب المجلة كتب عباس محمود العقاد قائلا: "ولم يكن يدور بخلدى حين كتبت هذا أن مجلتين فى طليعة مجلاتنا الأدبية تضطران للاحتجاب عن قُرائهما قبل انقضاء شهرين، فبدأت السنة الحاضرة باحتجاب (الثقافة)، وقد مضى على ظهورها (ست عشرة سنة)، ولم ينقض الشهر الثانى من السنة حتى أعلنت زميلتها (الرسالة) أنها تختم أعدادها، وتودع قُراءها، وقد مضى على ظهورها أكثر من عشرين سنة، ولا شك أنهما حادثان سيذكران من حوادث هذه السنة عند الكتابة عن تاريخ الأدب العربى الحديث".
عادت مجلة الرسالة مرة أخرى للظهور فى عام 1963م، ولكن باسم "الرسالة الجديدة"، وتم إسناد تحريرها إلى الزيات، ولكنه حاول جاهدًا أن يوقفها فى وجه الآلام والأمانى، ولكنه لم يستطع أن يشحذ همتها وسط عوامل التجديد والسرعة، وعوامل الثقافة المذبذبة، أو أدب الساندويتش، أو طغيان العامية على الفصحى، فتوقفت الرسالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة