تأثرت الصين بشكل كبير بالعمليات التى تطال السفن المارة فى البحر الأحمر، وبالتالى باتت بحاجة إلى تأمين سفنها البحرية خوفاً من الهجمات الحوثية، والتى تسببت فى ارتفاع تكاليف نقل البضائع من تأمين والاتجاه نحو العبور من قبالة جنوب أفريقيا بدلاً من البحر الأحمر، وبالتالى هناك مخاطر وارتفاع فى التكلفة وكذلك إهدار كبير للوقت.
وأفادت وكالة الأنباء الصينية، بإبحار أسطول عسكرى من ميناء فى مدينة تشانجيانج الساحلية بمقاطعة قوانجدونج بجنوب الصين، لتولى مهمة مرافقة الأسطول البحرى الـ45 فى خليج عدن والمياه الواقعة قبالة سواحل الصومال.
ووفقًا لوكالة الأنباء الصينية يتكون الأسطول الـ46 من مدمرة الصواريخ الموجهة "جيا وتسوه" وفرقاطة الصواريخ "شيويتشانج" وسفينة الإمداد الشامل "هونجهو"، كما يضم أكثر من 700 ضابط وجندى، من بينهم عشرات من أفراد القوات الخاصة، إلى جانب وجود مروحيتين على متن الأسطول.
فقد حذرت مصر مرارا وتكرارا من تضرر مصالح الدول الكبرى فى هذه البقعة من العالم مع استمرار الحرب على قطاع غزة، فقد جعل الوضع المتوتر فى منطقة البحر الأحمر بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الصين تدفع بأساطيلها إلى هذه المنطقة، وهو ما يعكس ما حذرت منه القاهرة مراراً فى بداية العدوان على قطاع غزة، من أن الإمعان الإسرائيلى فى القتل والانتهاكات بحق الشعب الفلسطينى وإطالة أمد الحرب، سيكون له تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط، بل وعلى العالم كله.
وكان السفير الصينى لدى اليمن، شاو تشنج، قد أكد في وقت سابق، أن بلاده تأثرت بالتوتر المتصاعد فى البحر الأحمر، مشدداً على ضرورة وقف الحرب على غزة من أجل توقف تلك الهجمات ضد السفن التجارية.
وأشار الدبلوماسي الصينى إلى ارتفاع أسعار التأمين على النقل البحري والسفن، حيث اضطرت بعض السفن الصينية كذلك للمرور عبر جنوب أفريقيا، مما يرفع التكاليف ويطيل المسافة والزمن لوصولها، مؤكداً أهمية تجنيب المنطقة والعالم تصاعد الوضع المتوتر في البحر الأحمر، لما له من أهمية وتأثير على الصين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.
وحذر المسؤول الصينى من أن استمرار الصراع في البحر الأحمر قد يخرج عن السيطرة، داعياً كل الأطراف للحفاظ على الأمن المشترك للبحر الأحمر واحترام سيادة الدول المطلة عليه وسلامة أراضيها وعدم التدخل فى شئونها.
ويعد البحر الأحمر أهم ممر مائى للتجارة العالمية وتمر منه أكثر من ثلث حركة الحاويات العالمية ونحو 40 % من التجارة بين آسيا وأوروبا، وتتصاعد المخاوف الحقيقية على سلاسل الامداد والتجارة مع استمرار هجمات الحوثيين وهو ما يفرض على العالم التكاتف لوضع حد للحرب على غزة بدلا من الدخول فى صراعات بين القوى الكبرى.
وشدد مراقبون أن الوجود العسكرى المتزايد فى منطقة البحر الأحمر يزيد من خطورة نشوب صراعات أوسع إذا ما استمرت إسرائيل فى الحرب أو وسعت نطاق عملياتها لتشمل مدينة رفح الفلسطينية، مؤكدين أن الصين تسعى لحماية مصالحها فى هذه المنطقة وفى أفريقيا حيث ضخت عشرات المليارات من الدولارات فى هيئة استثمارات فى عديد من الدول الافريقية.