فى أجواء تعلوها البهجة ومشاعر الفخر، تزدان الكويت بأبهى حللها في احتفالاتها بعيدها الوطنى الـ 63، اليوم الأحد، والذى يتزامن مع الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم التحرير، حيث تنطلق الاحتفالات في شوارع الكويت وتزيت الأعلام والعروض الجوية العسكرية سماء الدولة، وسط جموع الشعب الكويتى الذى يحرص على ارتداء الزى الكويتى، في تلك المناسبة، تعبيرا عن الفخر بتراثه المميز.
وتشمل الاحتفالات عدة فعاليات وعروضا فنية وثقافية وتراثية تعبر عن تاريخ دولة الكويت، وعراقة تراثها، وذلك بالتعاون بين مختلف الوزارات فى الكويت والقطاع الخاص، حيث يمثل العيد الوطنى ذكرى استقلال الدولة وتاريخ جلوس الراحل الأمير عبد الله السالم الصباح كأمير لدولة الكويت، وهو ما يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لعيد التحرير أيضاً.
وقد تلقى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح برقيات التهاني من رؤساء وقادة الدول في مقدمتهم مصر بمناسبتي الذكرى الثالثة والستين للعيد الوطني والذكرى الثالثة والثلاثين ليوم التحرير.
الاحتفال الأول
وقد أقامت أول احتفالاتها بهذه المناسبة فى 19 يونيو عام 1962، حيث كانت المرة الأولى التى تم اقامة احتفال بمناسبة الاستقلال وبسبب ارتفاع درجات الحرارة فى فصل الصيف وصعوبة إقامة الاحتفالات هذه المناسبة تم دمج عيد الاستقلال مع تاريخ جلوس الراحل عبد الله السالم الصباح على حكم الكويت فى 25 فبراير 1963 والذى كان الاستقلال فى عهده، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الكويت تحتفل بعيد استقلالها بتاريخ الخامس والعشرين من فبراير من كل عام.
احتفالات العيد الوطنى
وبالعودة إلى ذكرى الاستقلال فإن يوم 19 يونيو عام 1961 يعد التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت عن الاحتلال البريطاني حين وقع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم ال 11 للكويت وثيقة الاستقلال مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن نيابة عن حكومة بلاده وألغى الاتفاقية التي وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت مع بريطانيا في 23 يناير عام 1899 لحمايتها من الأطماع الخارجية.
وفي 18 مايو عام 1964 تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير الذي يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح رحمه الله تكريما له ولدوره المشهود في استقلال الكويت وتكريس ديموقراطيتها ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها في 25 فبراير من كل عام.
وبدأت الكويت احتفالها بالعيد الوطني الأول في 19 يونيو عام 1962 حيث أقيم بهذه المناسبة عرض عسكري كبير في المطار القديم الواقع بالقرب من (دروازة البريعصي).
وفي ذلك اليوم ألقى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح كلمة قال فيها إن دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما في بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين.
ومنذ استقلال الكويت وهي تسعى الى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورفاه ورقي الشعوب كافة.
واستطاعت الكويت أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك كما كان لها دور مميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الاقليمي والدولي من خلال هيئة الامم المتحدة ومنظماتها التابعة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.
إعداد الدستور
وبدأت الكويت منذ عام 1962 بتدعيم نظامها السياسي بإنشاء مجلس تأسيسي مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها ومن أبرز ما أنجزه المجلس مشروع الدستور الذي صادق عليه الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح في نوفمبر 1962 لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية حيث جرت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963
الكويت تحتفل
وأنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال حتى اليوم على مدى أعوام متلاحقة ومضت على طريق النهضة والارتقاء الذي رسمته خطى الاباء والاجداد وتابعته همم الرجال من أبناء الكويت خلف قيادتها الرشيدة.
الاحتفالات قديما
وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية مراحل عدة لكل منها خصوصيتها وجمالها ومرت بالعديد من التغييرات عبر التاريخ مجسدة ذكريات وأياما جميلة محفورة في الوجدان بدءا من ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي.
ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت الاحتفالات بالعيد الوطني تقام على امتداد شارع الخليج العربي بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة وكان طلاب وطالبات المدارس يشاركون في هذه الاحتفالات إضافة الى الفرق الشعبية كما كان لجميع محافظات الكويت النصيب الأكبر من هذه الاحتفالات.
احتفالات الكويت
وفي عام 1985 وبمناسبة مرور ربع القرن على الاستقلال تم إعداد (ساحة العلم) بموقعها المميز والقريب من شاطئ البحر لإقامة احتفالات العيد الوطني وتم رفع أطول سارية لعلم الكويت في هذه الساحة ولهذا سميت بساحة العلم وتقدر مساحة ساحة العلم ب 100 ألف متر مربع تقريبا ويصل ارتفاع السارية الى 36 مترا تقريبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة