تمد خسائر الحرب الروسية الأوكرانية بعد عامين من الحرب إلى الدول الأوروبية الآخرى ، وبعد عامين تلك الحرب أصبح لها تأثير قوى على دول اليورو ، خاصة فى مجال الطاقة والزيادة فى أسعار الأسمدة وارتفاع التضخم إلى أرقام مضاعفة فى الأشهر التى تلد الصراع ،والتى يستمر بعضها حتى الآن.
وعلى مدار ما يزيد قليلاً عن عامين، كان المستهلكون الأوروبيون ، حيث عانت اقتصادات أسرهم من عواقب اقتصادية في هيئة زيادات في الأسعار، وخاصة في إسبانيا ، فتعتبر ارتفاع أسعار الكهرباء مع مرور عامين من الحرب الأوكرانية، أكثر ما يثير الجدل فى البلاد ، وانخفض محصول الحبوب بمقدار النصف خلال عامين فى إسبانيا، ويعود أصل هذه الزيادة في تكاليف المعيشة، التي وصلت منتصف عام 2022 إلى مستويات تزيد على 10% لم تحدث منذ بداية الثمانينيات، إلى سلسلة من حركات المضاربة المتزامنة التي انطلقت في خضم الصراع، حسبما قالت صحيفة الاكونوميستا الإسبانية.
وبلغ الدين العام فى إسبانيا 1569 تريليون دولار في يونيو ، على الرغم من أنه لا يزال عند 113% من الناتج المحلي الإجمالى، وأغلقت أسعار التجزئة للمواد الغذائية العام الماضى بزيادة قدرها 35% مقارنة بعام 2017، وأخرى تزيد قليلاً عن 30% عما كانت عليه قبل ارتفاع الأسعار.
كما أن هناك تسارع في التضخم، والآن نحن نحقق نموا بنسبة 3.4%. وهذا يعني أن الأسعار توقفت عن التسارع، لكنها لم تنخفض.
وامتدت خسائر الحرب الروسية الأوكرانية، بعد عامين من الحرب، إلى ألمانيا، صاحبة الاقتصاد الأقوى في أوروبا، ألمانيا ، بعد أن كابدت أزمة طاقة على خلفية توقف الإمدادات الروسية، ومنذ فترة طويلة اعتمدت برلين على واردات الطاقة الروسية، لكن العقوبات قطعت عمليات التسليم، ما أدى إلى انفجار الأسعار، وبحسب الدراسات فإن التكلفة على الاقتصاد الألماني تبلغ 200 مليار يورو، والسبب الرئيسي هو ارتفاع أسعار الطاقة، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية .
ولا تزال فرنسا تعانى أيضا من عواقب الحرب الأوكرانية ، حيث عرض وزير الحسابات العامة الفرنسي، توماس كازيناف، تفاصيل التخفيضات البالغة 10 مليارات يورو المعلن عنها لمواجهة الأزمة الاقتصادية، ودعا إلى "تشديد الحزام".
المظاهرات
شهدت كبرى المدن العالمية مثل برشلونة ومدريد وبرلين ولندن وباريس وطوكيو مظاهرات حاشدة في الذكرى الثانية للحرب الأوكرانية ، للمطالبة بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي برلين، تجمع نحو 5000 شخص، وهم يحملون الأعلام الأوكرانية أو لافتات تحمل شعارات تدعم قضية كييف: "دعونا ندافع عن أوكرانيا" أو "دعونا نسلح أوكرانيا الآن"، كما هو الحال فى فرنسا حيث تظاهر آلاف الأشخاص أيضاً لإظهار دعمهم لكييف، وهتفوا في بعض الأحيان "بوتين القاتل" أو "روسيا ..اخرجى من أوكرانيا" وفي باريس ونيس وتولوز، تجمع الأوكرانيون والفرنسيون.
وفي لندن، سار عدة آلاف من الأشخاص من هايد بارك للتظاهر فى ميدان الطرف وسط بحر من الأعلام الأوكرانية، وفي دبلن، سار آلاف الأشخاص في مظاهرة نظمتها الجالية الأوكرانية فى البلاد، التي استقبلت 100 ألف لاجئ منذ بداية الحرب.
وفي برن، حيث تجمع عدة آلاف من الأشخاص، دعا الزعماء السياسيون سويسرا، الدولة المحايدة التي ترفض تصدير الأسلحة السويسرية إلى أوكرانيا، إلى مواصلة الالتزام بمساعدة البلاد في الحرب.
وفى إيطاليا ، شارك آلاف الأشخاص في المظاهرات التي دعت إليها الشبكة الإيطالية للسلام ونزع السلاح، والتي انتشرت في جميع أنحاء البلاد ،وطالبوا بـ"وقف جنون الحرب الإجرامى "، والسعى إلى حل سياسى لإنهاء الحرب بين كييف وموسكو .
وشارك آلاف الأشخاص في مظاهرة في عدد من المدن الإسبانية، دعت إلى إحياء الذكرى الثانية للحرب الروسية فى أوكرانيا لإظهار دعمهم للشعب الأوكراني والدعوة إلى إنهاء النزاع المسلح الذي بدأته روسيا في عام 2022.، حسبما قالت صحيفة كوبى الإسبانية.
وفى برشلونىة ، تظاهر نحو 4500 شخص، بحسب تقديرات الشرطة ، حيث نظمت الجالية الأوكرانية في برشلونة والجمعيات الأوكرانية والكتالونية والناشطين هذه المظاهرات أمس السبت، ورفعوا المتظاهرين لافتات مكتوب عليها "برشلونة مع أوكرانيا"، وايضا شارك فيها ممثلون مؤسسيون وبعض الأحزاب السياسية.
وحضر أيضا مفوض العلاقات الدولية في برشلونة، باو سولانيلا، وزيرة المساواة في الحكومة، ميريا ماتا؛ ورئيس مكتب البرلمان الأوروبي في برشلونة، سيرجي باريرا، وممثل المفوضية الأوروبية في برشلونة، مانويل زابيرو.
استمرار الدعم الاوروبى
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على حزمة بقيمة 54 مليار دولار لأوكرانيا بحلول عام 2027. كما تعهدت المملكة المتحدة، التي يمكن القول إنها أكبر لاعب أمني في المنطقة، بتقديم أكثر من 15 ألف مليون دولار لأوكرانيا اعتبارا من عام 2022. وبالنسبة لمعهد كيل، تعهدت الولايات المتحدة وقد أنفقت 66 مليار دولار أمريكي وهناك 60 مليار دولار أخرى في طور الإعداد.
في حين أن الدعم الغربي المدوي لأوكرانيا منذ عام 2022 فاجأ الكثيرين في العالم الدبلوماسي، فكلما طال أمد الحرب، زاد الإرهاق.
وبين عدم وجود نهاية للصراع في الأفق والمنافسة على الاهتمام السياسي في الشرق الأوسط ــ فضلا عن المخاوف المحلية الناجمة عن أزمات تكاليف المعيشة الناجمة عن التضخم في جميع أنحاء العالم ــ فإن إنفاق مبالغ ضخمة من المال على أوكرانيا قد يكون أكثر صعوبة من الناحية السياسية لكي تهضمها الحكومات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة