تزداد وتيرة العنف والتوتر فى المنطقة يوم تلو الآخر، مع دخول حرب غزة يومها الـ143، واستمرار قتل الأبرياء تدخل المنطقة برُمتها فى عين العاصفة، ليطال لهيب الحرب عدة مناطق.
فى مقدمة تلك البقاع الملتهبة "لبنان" الذى يشهد اشتباكات بين إسرائيل وحزب الله منذ اندلاع حرب غزة فى 7 أكتوبر، اقتصرت غالبية تلك الاشتباكات على الجنوب اللبنانى.
وفى تصعيد خطير للتوتر بين إسرائيل وحزب الله فى لبنان شن العدو الإسرائيلي، الإثنين، غارات جوية إستهدفت 3مناطق شرق لبنان بمحيط"بعلبك".
وقالت معلومات أولية أوردتها مواقع إخبارية لبنانية، إن القصف طال مستودعات جديدة لتخزين المواد الغذائية على طريق عدوس - بوداي.
في المقابل، قالت مصادر أخرى إن الضربة التي جاءت بواسطة صاروخين، استهدفت مزرعة في بلدة حوش تل صفية، وقد أدت إلى سقوط شهيد وإصابة آخر بجروح جرى نقله إلى مستشفى دار الأمل الجامعي.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن القصف جاء رداً على إسقاط "حزب الله" مُسيرة إسرائيلية بصاروخ أرض - جو فوق الجنوب.
وتم إخلاء محطات وقود ومخازن ومراكز اقتصادية تابعة لحزب الله في بعلبك، وذلك إثر القصف الإسرائيلي الذي طال المنطقة اليوم. وفق قناة"الحدث".
تطور ميداني يدفع للمواجهة
المحلل السياسى أسعد بشارة
يؤكد المحلل السياسى اللبنانى أسعد بشارة ، أن هذه الغارات التى طالت للمرة الأولى منطقة بعيدة جدا عن "الخط الأزرق" على الحدود فى الجنوب اللبنانى ، تمثل تصعيدا خطيرا بين إسرائيل وحزب الله قد يدفع لبنان إلى الحرب، فهذه المرة الأولى التى يستهدف فيها عمق لبنان منذ حرب تموز عام 2006 من جهة، ومنذ بدء معارك جنوب لبنان ضد العدو الإسرائيلي فى أكتوبر الماضى،
وأشار أسعد ـ فى تصريحات لـ "اليوم السابع" ـ إلى أن هذا التصعيد بمثابة إنذار بالانتقال إلى مرحلة مواجهة كبرى إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية فى تطبيق قرار وقف إطلاق النار، فإسرائيل تتبنى لهجة تصعيدية كما أن هناك اتجاها ورد على لسان مسئولين إسرائيليين بعدم ربط ملف لبنان بحرب غزة.
وأستكمل قائلاً: إن إسرائيل تسعى لاستدراج لبنان فى الدخول إلى حرب من خلال حزب الله، واستهداف الممدنيين، وبالتالى لبنان فى مرحلة شديدة الخطورة.
وعلى الحكومة اللبنانية تجنب التصعيد الإسرائيلى من خلال الرد الإيجابى على الجهود الدولية لتطبيق القرار 1701 ونشر الجيش على الخط الأزرق وأن تكون المنطقة خالية من المسلحين فى المنطقة بين "نهر الليطانى " و" الخط الأزرق" ، بالإضافة إلى استكمال الترسيم البرى، وسحب فتيل الانفجار الوشيك بين لبنان وإسرائيل .
المحلل اللبنانى بشارة خيرالله
فيما رأى الدكتور بشارة خيرالله ، المحلل السياسى اللبنانى، أن من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائلى بنيامين نتيناهو له مصلحة فى التحرش بجبهة لبنان، حيث يواجه حرجا فى الداخل الإسرائيلى أمام الرأى العام، خاصًة مع عدم تحقيقه أى انتصار حقيقى فى غزة وإسرائيل لديها مصالح تريد تحقيقها من أبرزها وفق مارددته قيادات إسرائيلية خروج حزب الله من منطقة "جنوب الليطانى" وإبعاده عن الخط الأزرق إلى شمال نهر الليطانى على الحدود الجنوبية لتطبيق القرار 1701، الذى تم اعتماده عقب وقف إطلاق النار فى حرب تموز 2006 .
وقد أكدت الدولة اللبنانية أكثر من مرة على موقفها برفض الدخول فى حرب ، ودعت إلى ضرورة تحييد لبنان من أى صراعات، كما أن "حزب الله" ليس لديه النية الجادة للدخول فى حرب .
أضاف بشارة خيرالله ـ فى تصريحات لليوم السابع ـ أن احتمال نشوب حرب فى لبنان يمثل قلقا كبيرا بالنسبة لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية الذين لا يريدون اندلاع تلك الحرب ويحاولون منعها .
وأشار إلى تخوفات كبيرة لدى الشعب اللبنانى الذى يخشى دخول بلاده إلى سيناريو أسود يذكره بحرب تموز 2006 ، وينادى بأن تكون بلاده بمنأى عن أى صراعات .
إسرائيل تعلق
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مهاجمة 3 أهداف لـ"حزب الله" في منطقة بعلبك، على بعد 98 كيلومتراً من مستعمرة المطلة المحاذية للحدود مع لبنان.
من جانبها، وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الهجوم بأنه "الأعمق" منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُهاجم فيها الجيش الإسرائيلي بعلبك منذ بدء المعارك في جبهة جنوب لبنان بين الجيش الإسرائيلي و "حزب الله" بالتزامن مع العدوان على غزة.
الاشتباكات بالجنوب
يتزامن ذلك مع التهاب منطقة الجنوب اللبنانى ، فهناك غارات للعدوان الإسرائيلى مستمرة على القرى الواقعة فى منطقة الحدود مع إسرائيل، وهى الاشتباكات التى بدأت كانعكاس لاستمرار العدوان على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضي، حيث تتعرض المناطق الحدودية بالجنوب لقصف مستمر من قوات الاحتلال، ما أجبر آلاف السكان على النزوح، ومغادرة أراضيهم.
وقد جدد العدوان الغاشم، غاراته على قرى وبلدات جنوب لبنان، دون تسجيل ضحايا،فقد استهدف قصف مدفعى بلدتي عيتا الشعب ومركبا ومنطقة وأطراف بلدة كفرشوبا.
كما أطلق الكيان الإسرائيلي رشقات رشاشة من مستوطنة المطلة باتجاه بلدة كفركلا، إضافة إلى إطلاق نحو 20 صاروخا على كريات شمونة وقصف أهداف لحزب الله جنوبي لبنان، كما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات وهمية على مستويات منخفضة، وتحليقا متواصلا للطيران التجسسي المسلح في جنوب لبنان.
ومن جانبه أعلن جيش العدوان تفعيل الدفاعات الجوية شمال إسرائيل بعد انطلاق صفارات الإنذار خشية تسلل طائرات مسيرة من لبنان.
وبالمقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتراض صاروخ أرض – جو، أطلق من جنوب لبنان تجاه هدف إسرائيلي، كما أعلن "حزب الله" استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط موقع المرج بصاروخ بركان وأصابته إصابة مباشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة