تعتبر محكمة الحقانية من أقدم محاكم مصر وتقع بميدان المنشية الشهير بمحافظة الإسكندرية، فهو مبنى أثرى شهد عهد المحاكم المختلطة فى مصر، وكان يحتوى على أشهر الوثائق فى تاريخ وزارة العدل وعدد كبير من المقتنيات اتى أشرفت على ترقيمها ونقلها وزارة العدل تمهيدا لترميم المحكمة بعد سنوات طويلة من غلقها وعدم استخدام المبنى نظرا لخطورته .
وأنهت وزارة الآثار 30% من إجمالى الترميمات بالمحكمة التى يقوم بها متخصصين بترميم الاجزاء الداخلية والخارجية من المحكمة، وهى تم تخصيص لها مبلغ 150 مليون جنيه لأعمال الترميمات لاعتبار المحكمة كنز اثرى لا يمكن تركه للعوامل الجوية ويتأثر بأحوال الطقس منذ سنوات طويله دون الاهتمام به .
ويقول إسلام محمد خبير أثرى، إن محكمة الحقانية أنشأها محمد على باشا عام 1769 وافتتحها الخديوى إسماعيل عام 1866، صممها الايطالى ألفونسو مانيسكالكو، واقيمت الاحتفالات فى سراى راس التين بمناسبة افتتاح سراى الحقانية واعتبرها الخديوى رمزا للعدالة المصرية واهتم بجميع تفاصيلها .
وأضاف أن المحكمة تتكون من أربعة طوابق الأول على مساحة 3 آلاف متر مربع ، يوجد به نيابة الاحوال الشخصية والولاية على النفس والمجلس الحسبى، والأرضي قاعات لجلسات الاستئناف العالى وتجارى وعمال ومدنى ، ومكان مخصص لحفظ القضايا موضحا أن فى افتتاح المحكمة أهدى الخديوى للمحكمة لوحه مميزة باطار ذهبى تقدر بملايين الدولارات فى الوقت الحالى وهى للفنان النمساوى تروجييه بول.
أشهر القضايا
وشهدت أشهر القضايا والمرافعات ومنها قضية ريا وسكينة وسفاح الإسكندرية ووقوف قامات فى مهنة المحاماة مثل اسماعيل سرى باشا اول نائب عام مصرى، وقاسم أمين وعبدالعزيز فهمى أول رئيس لمحكمة النقض، والشيخ محمد عبده ، وتضم عدد كبير من الوثائق والمقتنيات العامة التى تعد شاهدا على تاريخ القضاء المصرى والمحاماة وحقبة هامة فى تاريخ مصر بدءا من الملكية وحتى الجمهورية.
ونقلت وزارة العدل مقتنيات المحكمة الى محكمة الاستئناف بالإسكندرية على عدد كبير من أرشيف القضايا الهامة والفرامنات الملكية وقرارات صدرت فى الفترة من 1886 حتى بداية الجمهورية وتضم مقتنيات ملكية منها ختم الملك فاروق الذى كان يوثق به الأوراق والفرمانات الملكية بالإضافة إلى عدد من اللوحات والتماثيل التى تعد أثراً كبيراً ويحكى تاريخاً طويلاً عن مصر بالحقب المختلفة .
وقال مصدر بالآثار لـ" اليوم السابع" أن مشروع الترميم بلغ حوالى 150 مليون جنيه ولكنه توقف لأسباب مادية وكان مقدر الانتهاء منه فى عام 2013 الا ان اعمال الترميم لم تنته حتى الان.
الكتاب الذهبى
ولم تقتصر المقتنيات على الخرائط فقط بينما هناك تراث ضخم من الكتب والمراجع القانونية باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ومن ضمن الكتب هو كتاب مصر الجديدة " الكتاب الذهبى" وهو كتاب تذكاري ظهر خلال الاحتفال الاول لتنصيب الملك فاروق ملكا على القط المصرى ويشمل الكتاب فصولا تسرد حياه الملك خلال فترات حياته التى شهدت العديد من المتغيرات السياسية والاجتماعية التى كان لها الاثر البالغ على مصر والمصريين .
ويضم المتحف مقتنيات أثرية وكتب تاريخية وسجلات تتضمن أحكام قضاة المحاكم المختلطة منذ عام 1876 حتى عام 1950 مكتوبة بخط يد القضاة الفرنسيين وموقعة منهم بتوقيعات حية بواقع 904 سجل أحكام، وأشار إلى وجود عدد 1300 خريطة لعموم مساحة جمهورية مصر العربية، فضلا عن 5400 كتاب ومجموعات قانونية فرنسية وبلغات أخرى نادرة منذ عام 1820، بالإضافة إلى مقتنيات وقطع أثرية ترجع لعهد المحاكم المختلطة في مصر.