من صعيد مصر إلى معبر رفح.. قصة تضامن شعبية مصرية خالصة المحبة لفلسطين.. أبناء سوهاج يتبرعون لضحايا حرب الإبادة بغزة بـ15 شاحنة إغاثة.. ويوفرون يوميا 200 وجبة طازجة للعالقين ومرافقى الجرحى الفلسطينيين بالعريش

تضامن أبناء محافظات مصر مع الأشقاء بغزة يتواصل بتقديم العون والمساعدة والإغاثة بالفعل وليس الكلام، وأبطال هذا المشهد أهالى من مدن وقرى ونجوع محافظة "سوهاج" البسطاء منهم والأغنياء، نجحوا فى توفير 15 شاحنة محملة بكل احتياجات أهل غزه، تحركت من صعيد مصر وصولا لمعبر رفح، ودخول غزة، وتسليمها للنازحين والمشردين ضحايا حرب الإبادة التى تواصلها آلة الحرب الإسرائيلية للشهر الرابع، فضلا عن توفيرهم تبرعات بمئات وجبات الطعام مساهمة يومية فى إطعام العالقين الفلسطينيين بالعريش وتوفير وسائل ترفيه لأطفالهم.

 

قصة تضامن شعبية مصرية خالصة المحبة لفلسطين قادمة من صعيد مصر، رواها من العريش بشمال سيناء لـ "اليوم السابع"، الشاب "أحمد خالد" مدير جمعية "رفقاء الخير بسوهاج"، التى تبنت حملة جمع وتوصيل الاحتياجات تحت إشراف التحالف الوطنى للعمل التنموى، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى ودعم بالتبرعات من كافة أطياف أهل محافظة سوهاج من عموم المواطنين ورجال الأعمال وأساتذة الجامعات والأطباء.

 

استعرض "احمد خالد" بداية الفكرة بقوله: إنه فور اندلاع أحداث غزة لبينا نداء الدولة لننتقل من مرحلة العمل المجتمعى لخدمة أبناء المحافظة لدعم الأشقاء فى غزة، تحت إشراف وبالتنسيق مع المؤسسات المعنية، وفى مقدمتها "التحالف الوطني".

 

وأضاف أنه بالفعل انطلقت الدعوة لتلقى تبرعات إغاثة غزة، لافتا أنهم كمتطوعين كان مخططهم وحلمهم تجهيز شاحنة متكاملة، حتى كانت المفاجئة أن انهالت عليهم التبرعات، وتم على الفور تجهيز شاحنتين، ثم 3 شاحنات ثم 4 شاحنات، حتى وصل إجمالى العدد إلى 15 شاحنة محملة بكل أنواع الاحتياجات وصل منها لغزة 13 شاحنة ويجرى تسيير شاحنتين لتصل خلال الساعات القليلة القادمة.

 

وأشار مدير الجمعية الأهلية المتبنية نقل المساعدات من أهالى سوهاج لأهالى غزة، أن مشاهد تبرعات أهالى سوهاج للأشقاء بغزة مؤثرة، ومن بينها طفلة حضرت وتبرعت بفستانها الجديد، وعروس تنازلت عن كمية من جهازها، وسيدة تبرعت بخاتمها، أضافه لمن حضر ومعه ما يستطيع أن يجود به من ملابس من بيته، وآخرين يحملون أكياس صغيرة بها مواد غذائية وأدوية، فضلا عن تبرعات الأطباء والشركات وتبرعات المؤسسات الأهلية.

 

وتابع أنها كانت ملحمة من التضامن بالفعل من كل الأهالى، وتحركت الشاحنات على مراحل، وهى تحمل شعار "من أهل محافظة سوهاج المصرية لأهل غزة الفلسطينية"، وبالفعل تم توصيلها لساحة معبر رفح ودخلت على مراحل عمق قطاع غزة واطمئنانا على أنها تسلمها من يستحقها داخل القطاع من الأشقاء فى مخيمات الإيواء بمعرفة الهلال الأحمر الفلسطينى، ووصلنا مايفير بالتوثيق أنها وصلت آمنة تماما وتسلمها من أرسلت لهم.

 

وأشار "أحمد خالد" أنه بالصدفة سمع وهو على ساحة معبر رفح، يرتب لدخول الشاحنات مناقشات متطوعين فى العمل الأهلى من شمال سيناء يبحثون سبل توفير احتياجات للعالقين فى العريش، ممن لا يستطيعون العودة بسبب الحرب، وبينهم كبار سن وأطفال وأسر كاملة العدد ومن يحضرون مرافقين للمرضى والمصابين ومن يتم شفاؤهم بعد العلاج، ويتواجدون فى منطقة السبيل بالعريش، حيث وفرت لهم الدولة استراحات مؤقتة للإقامة، وتدخل فى النقاش ليعرف التفاصيل، وعلم أن متطوعين الخير بشمال سيناء من خلال جمعيات أهلية تحت إشراف محافظة شمال سيناء يوفرون مطبخ خيرى لطهى وتجهيز وجبات الطعام للفلسطينيين، وعاد لمحافظته سوهاج يعرض الأمر على حملات التبرع، وكانت الموافقة على توفير دعم تبرعات باسم أهالى سوهاج لتوفير 200 وجبة ساخنة طازجة لهم يوميا وتوفير ألعاب للأطفال، وأصبح يوميا يتواجد فى مطبخ الخير بحى السبيل بالعريش الذى تتواجد فيه الأسر الفلسطينية لتوفير المقرر لهم من تبرعات أهالى سوهاج وتسليمه بيده لهم، فضلا عن قضاء وقت مع الأطفال لتقديم الدعم النفسى لهم وتسليمهم هدايا من أهالى سوهاج.

 

وقال إنه فوجئ بزيارة محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفضيل شوشة لمطبخ الخير، وعندما علم بدور أهالى سوهاج اثنى عليهم وأشاد بالتجربة، لافتا أنه منذ اندلاع الأحداث ومرافقته الشاحنات التى حملت الخير لغزة قادمة من سوهاج وصولا لمعبر رفح، وهو يتواجد فى شمال سيناء، وعندما يعود لسوهاج يفاجئ أنه أهله يطالبونه بالعودة واستكمال الدور، وأنهم يواصلون إرسال الدعم وكل ما يستطيعون.

 

وتابع أنه فخور أن كل ما يقوم به أهل سوهاج ودوره أن يرتب له يعكس صورة واقعية لدعم أهل مصر وشعبها للأشقاء فى غزة، بفعل وليس كلام أو شعارات ومزايدات، مؤكدا أنهم كشباب مصريين داعمين للدولة فى توجهها توفير كل احتياجات غزة، ويشرفهم أن يضعوا صورة مصر الحقيقية الأصيلة أمام كل العالم وهم يواصلون ليلهم بنهارهم دعما للأشقاء.