مع التحذيرات المتزايدة حيال تراجع قدرات الجيش البريطاني وعدم استعداده بما يكفى لخوض حرب شاملة بسبب نقص المخزون وأزمة التجنيد، ظهرت مشكلة جديدة تمثل إحراجا كبيرا للحكومة البريطانية فى ظل تنامى التهديدات عالميا، ولكن هذه المرة فى البحرية الملكية.
وكشفت صحيفة "الإندنبدنت" البريطانية إن الملكية البريطانية، أعلنت أن حاملة الطائرات التابعة للبحرية الملكية البريطانية إتش إم إس كوين إليزابيث التي كان من المقرر أن تقود أكبر مناورات لحلف شمال الأطلنطي "الناتو" منذ الحرب الباردة انسحبت الأحد بعد اكتشاف "مشكلة" في عمود المروحة أثناء عمليات الفحص النهائية.
وتأتي هذه الانتكاسة بعد 18 شهرًا من تعطل السفينة الشقيقة "إتش إم إس برينس أوف ويلز" قبالة جزيرة وايت بعد أن أبحرت إلى الولايات المتحدة بعد تعرضها لعطل في أداة التوصيل في المروحة اليمنى.
وستكون الآن جاهزة لتحل محل الأسطول الرئيسي الذي تبلغ قيمته 3 مليارات جنيه إسترليني في التدريبات الرئيسية التي ستشمل أكثر من 40 سفينة.
وقالت لجنة الدفاع بمجلس العموم إن الجيش "يتحمل فوق طاقته باستمرار"، مع "الضغط المتواصل" على الأفراد مما يؤدي إلى تفاقم أزمة التجنيد ، والتي تشهد مغادرة عدد أكبر من الأشخاص للقوات المسلحة مقارنة بالانضمام إليها.
وقالت مجموعة النواب من مختلف الأحزاب إن الجيش البريطاني "تم تفريغه" مما ترك بريطانيا غير مستعدة للحرب في وقت يتفاقم فيه عدم الاستقرار العالمي. وقال وزير الدفاع جرانت شابس إن العالم "ينتقل من مرحلة ما بعد الحرب إلى ما قبل الحرب".
عند الإعلان عن أحدث مشكلة، نشرت البحرية الملكية على X: "كشفت فحوصات ما قبل الإبحار الروتينية بالأمس عن وجود مشكلة في أداة التوصيل على عمود المروحة الأيمن لحاملة الطائرات وعلى هذا النحو، فإن السفينة لن تبحر يوم الأحد.
وأضاف أن "إتش إم إس برينس أوف ويلز ستأخذ مكانها في مهام الناتو وستبحر للمشاركة في التدريبات في أقرب وقت ممكن".
وأوضحت الصحيفة أن توقف السفينة إتش إم إس كوين إليزابيث عن العمل قد يؤثر على قدرة البحرية الملكية على نشر حاملة طائرات في البحر الأحمر وسط التهديدات المستمرة.
وكانت كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الجيش البريطاني في أزمة كبيرة حيث من المتوقع أن تنخفض أعداد القوات إلى أقل من 70 ألف جندى فى غضون عامين
وأوضحت الصحيفة أنه إذا حافظ الجيش على معدله الحالي لاستنزاف القوات، فمن المتوقع أن ينخفض عدد الجنود النظاميين إلى 67.741 جنديًا بحلول عام 2026، وهو ما سيكون أصغر من عدد قوات العمليات الخاصة الأمريكية وحدها.
وخلال فترة الـ 12 شهرًا التي سبقت سبتمبر من العام السابق، انخفض القوام الإجمالي للجيش من 79,139 إلى 75,983، مع مغادرة عدد أكبر من الجنود مقارنة بهؤلاء الذين يلتحقوا بصفوفه، حسبما ذكرت صحيفة التايمز.
تكشف أرقام التجنيد والاحتفاظ الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة عن انخفاض بنسبة 3.3 بالمائة في قوة القوات المسلحة البريطانية بين 1 أكتوبر 2021 و1 أكتوبر 2022.
خلال الفترة المشمولة بالتقرير، انضم 5090 فردًا فقط إلى القوات النظامية، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا بنسبة 29.8 بالمائة.
وأضاف جون هيلي، وزير دفاع الظل: "في ظل الاتجاهات الحالية، فإن جيشنا مستعد لمزيد من التراجع إذا لم يتمكن الوزراء من التعامل مع أزمة التجنيد ".
وقال مارك فرانسوا، وزير القوات المسلحة السابق من حزب المحافظين وعضو لجنة الدفاع المختارة بمجلس العموم، إنه كان ينبغي إقالة الشركة، وليس تجديد عقدها.
وقال فرانسيس توسا، الذي يكتب النشرة الإخبارية لتحليل الدفاع،: "إن المشكلات التي تواجه جميع الخدمات كبيرة وعميقة ومتنامية: الموظفون والبنية التحتية والتدريب - وكل ذلك قبل أن تصل إلى المعدات".
