بعيدا عن درجات الحرارة المرتفعة للغاية المسجلة صيفا فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية، تشهد دول فى أمريكا اللاتينية مثل تشيلى والأرجنتين وبيرو وأوروجواى والبرازيل، حرا قياسيا، رغم أنها فى فصل الشتاء حاليا، وذلك لأول مرة فى شهر فبراير الذى من المفترض أن تشهد المنطقة انخفاض درجات الحرارة مع هطول الامطار.
وكان عام 2023 هو العام الأكثر سخونة فى العالم، لكن عام 2024 سيتجاوزه، وتم توحيد عام 2023 باعتباره العام الأكثر سخونة على مستوى العالم منذ بدء التسجيل، وعلى الرغم من الشعور به فى جميع أنحاء الكوكب، كان هناك تأثير كبير فى بيرو، حيث شهدت موجات حارة أطول، والتى تفاقمت بسبب ظاهرة النينيو.
وفى تشيلى، أدت درجات الحرارة إلى حرائق ضخمة فى الغابات، أودت بحياة 51 شخصا، ومن المرجح زيادة عدد القتلى إذ تكافح فرض الطوارئ لإخماد الحرائق التى تهدد مناطق حضرية.
وتصاعد الدخان الأسود فوق مناطق كبيرة من إقليم فالبارايسو، الذى يقطنه ما يقرب من مليون نسمة فى وسط تشيلى، بينما يبذل رجال الإطفاء جهودا مضنية لإخماد النيران بالمنطقة باستخدام طائرات هليكوبتر وعربات الإطفاء.
وقالت وزيرة الداخلية كارولينا توها أن حصيلة القتلى ارتفعت بعدما تم العثور على 5 جثث فى طرق عامة، مضيفة أن المعلومات تشير إلى "أننا سنبلغ أعدادا أعلى بكثير" فى الساعات المقبلة.
وتابعت "الوضع فى فالبارايسو هو الأكثر حساسية"، وقالت أن البلاد تواجه أسوأ كارثة منذ زلزال هز البلاد فى عام 2010 وأودى بحياة 500 تقريبا.
ووصلت درجات الحرارة فى تشيلى، إلى 40 درجة مئوية رغم أنها فى فصل الشتاء، وفرضت وزارة النقل قطعًا كاملاً لحركة المرور نتيجة "ضعف الرؤية بسبب الدخان" على الطريق 68 من سانتياغو إلى فالبارايسو.
أما فى بيرو، أبلغت السلطات البيروفية عن أول حالة وفاة بسبب ضربة شمس بسبب موجة الحر الشديدة التى تضرب المنطقة، والتى تجاوزت 35 درجة مئوية، وبحسب طواقم المستشفى الإقليمى فقد تم إدخال المريض فى حالة حرجة.
وكان رجل يبلغ 46 عاما ضحية درجات الحرارة المرتفعة المسجلة فى المنطقة، وفى إيكا، تم تأكيد أول حالة وفاة بسبب ضربة شمس بسبب موجة الحر الشديدة التى تضرب المنطقة، مما يمثل سابقة مأساوية بالنظر إلى أنه من المفترض أن تستمر درجات الحرارة فى الارتفاع، والذى يدعى جيم تشوى كويسبى، 46 عامًا، الذى توفى بعد دخوله فى حالة حرجة إلى مستشفى إيكا الإقليمى، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
ويشير الخبراء إلى أن هذا الحدث يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار حول المخاطر التى تنطوى عليها درجات الحرارة التى تجاوزت 35 درجة مئوية فى إيكا، مما يولد أحاسيس حرارية تتجاوز 40 درجة مئوية لعدة أيام متتالية.
على سبيل المثال، واجهت مقاطعات ليما موجة حارة استمرت 173 يومًا، متجاوزة بفارق كبير المتوسط التاريخى للمنطقة الساحلية، وفقًا لبيانات سينامهى.
وفى الأرجنتين، أعلنت السلطات الأرجنتينية حالة الطورائ بسبب ارتفاع كبير فى درجات الحرارة والتى تصل إلى 40 درجة مئوية لأول مرة فى تاريخ البلاد فى هذه الفترة بشهر فبراير، وأكد الخبراء أن الأرجنتين ستكون الدولة الأكثر سخونة فى العالم مع أستراليا.
ووفقا لوكالة أمبيتو الأرجنتينية، فإن موجة الحر التى تؤثر على الأرجنتين خلال الأسبوع الأول من فبراير تصل إلى أعلى مستوى فى العالم من حيث درجات الحرارة، مع أستراليا فقط، حتى إنها أعلنت حالة الطوارئ فى 15 مقاطعة.
وأوصت السلطات الأرجنتينية بزيادة استهلاك المياه دون الانتظار إلى العطش للحفاظ على درجة حرارة الجسم، وعدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، والاهتمام بالأطفال وكبار السن، وتجنب تناول الكافيين أو الكحول أو السكريات الشديدة، وارتداء الملابس الخفيفة.
وأثارت موجة الحر الجاف فى الأرجنتين، تحذيرات بشأن ظروف نمو الحبوب، والحاجة إلى هطول الأمطار إذا كانت محاصيل فول الصويا والذرة ستظل على المسار الصحيح لتحقيق حصاد وفير.
وتتنامى المخاوف على المحاصيل فى الفترة التى تعانى بها البلاد من موجة حر شديدة وجفاف، وهو ما يثير المخاوف من تدهور ظروف المحاصيل والتربة.
وتتعافى الأرجنتين، وهى واحدة من أكبر مصدرى فول الصويا المعالج فى العالم والثالثة بالنسبة للذرة، من موسم الحصاد الذى ضربه الجفاف خلال الموسم الماضى، مع هطول أمطار أفضل بسبب ظاهرة النينيو المناخية، ومن المتوقع أن يكون حصاد الذرة قياسيا.
وقالت بورصة "روزاريو" للحبوب، فى تقرير لها، أن أداء فول الصويا من الدرجة الأولى كان جيدا للغاية حتى هذا الأسبوع عندما بدأت الحرارة وبدأ نقص الأمطار يظهر فى كميات أقل جودة، مشيرة إلى أن هذا كان يحدث فى معظم أنحاء المنطقة الأساسية.
وذكرت البورصة، أن الطقس الحار أدى إلى انخفاض المساحة المزروعة بفول الصويا المصنف بحالة جيدة جدا إلى ممتازة إلى 65% مقابل 90%، و10% من المحصول جيدة وسيئة.
فيما أفادت بورصة "بوينس آيرس" للحبوب، بأن ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار أدى إلى تدهور الأوضاع المائية، مع حدوث إجهاد مائى فى بعض المناطق، ومع ذلك، قالت أن حوالى 90% من المناطق لا تزال طبيعية.
وفى أوروجواى، أكد معهد الأرصاد الجوية (إينوميت) أن موجة الحر ستستمر حتى 9 فبراير، مع درجات حرارة قصوى تصل إلى 41 درجة مئوية. وأوضح مدير إينوميت، نيستور سانتايانا، أن ظاهرة الموجة الحارة هذه ناجمة عن "كتلة هوائية دافئة للغاية تؤثر على البلاد، وتولد درجات حرارة عالية مع أحاسيس حرارية عالية، كما تم الإعلان عن درجات حرارة دنيا قصوى تتراوح بين 22 و25 درجة مئوية.
وأعلن إينوميت أيضًا أن جبهة باردة ستتسبب فى انخفاض مؤقت فى درجات الحرارة فى مديريات (مقاطعات) الساحل الجنوبى والشرقى، لترتفع مرة أخرى اعتبارًا من غدا الاثنين. وقال إينوميت فى بيان: "فى المناطق التى تتطور فيها العواصف والأمطار، قد تنخفض درجات الحرارة بشكل طفيف مؤقتًا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة