يروج جيش الاحتلال الإسرائيلي لأكاذيب وشائعات تتعلق بالأوضاع داخل قطاع غزة خاصة مدينة رفح الفلسطينية، خاصة مع إعلان وزير الحرب الإسرائيلي يؤآف جالانت الذي تحدث عن عدم استبعاد قيام جنود جيش الاحتلال بعمليات عسكرية في رفح الفلسطينية.
الموقف المصري واضح وحازم وصريح تجاه أي محاولات لتحرك إسرائيلي باتجاه إعادة احتلال محور فيلادلفيا، وسيؤدي ذلك حال أقدمت عليه تل أبيب إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية، لأن يعد خطا أحمر يضاف إلى الخط المعلن سابقًا بخصوص تهجير الفلسطينيين من غزة.
أوضح مراقبون أن ما يجري من فوضى في المؤسسات الإسرائيلية يؤكد ضرورة التزام القيادات في تل أبيب بالحكمة في التصريحات وخاصة ما يخص المنطقة الحدودية مع مصر، وعلى الجميع أن يفهم أن الامن القومي المصري لا يخضع للمساومة في أي وقت وتحت أي ظرف.
كان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان قد أكد إمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب كمحاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين، في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، وذلك بالمخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر.
وأكد رشوان أن أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه، سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية - الإسرائيلية، فمصر فضلا عن أنها دولة تحترم التزاماتها الدولية، فهي قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار، وينضم هذا الخط المصري الأحمر الى سابقه والذي أعلنته مصر مرارا، وهو الرفض القاطع لتهجير أشقائنا الفلسطينيين قسرا أو طوعا إلي سيناء، وهو ما لن تسمح لإسرائيل بتخطيه.
كانت مصر هي المبادرة وقامت بالاتفاق مع إسرائيل عامي 2005 و 2021، علي زيادة حجم قوات وإمكانيات حرس الحدود في هذه المنطقة الحدودية من أجل تأمين الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي، واحتراما لمعاهدة السلام مع إسرائيل، وحتي لا تتخذ الأخيرة من جانبها أي خطوة انفرادية.
أكد مراقبون أن مصر لم ولن تتواني في الحفاظ على أمنها القومي وأن أي تحرك إسرائيلي يجب أن يضع هذا الإعلان الصريح نصب عينيه حتى لا تختلط التقديرات في هذا التوقيت الحساس، مستعرضين جهود مصر المضنية التي تبذلها الدولة المصرية مع الشركاء والأطراف المعنية للتوصل الى هدنة مستدامة في قطاع غزة ووقفا للعمليات العسكرية بما يحول دون تدهور الأوضاع عما هي عليه الآن وخاصة مع الظروف الإنسانية الكارثية التي يعاني منها الفلسطينيين.
وأشار المراقبون إلى أن المنطقة برمتها على شفا كارثة حقيقية ما لم يتم تغليب صوت العقل والحكمة وتتراجع إسرائيل عن العمليات العسكرية الوحشية ضد المدنيين العزل، مشددين على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطًا إضافية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية والامتناع عن التلويح بتطوير الموقف العسكري حتى لا تنطلق شرارة مواجهات في المنطقة بأسرها.
محور فيلادلفيا الذى يشكل شريطا عازلا بين مصر والقطاع، ويبلغ طوله نحو 14 كيلومترا، وعرضه بضع مئات من الأمتار، وقد أنشئ عليه معبر رفح البرى، ويفصل بين الأراضى الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ويمثل منطقة استراتيجية أمنية خاضعة لاتفاقية ثنائية مصرية إسرائيلية.
وسبق وإن أكدت مصر على رفضها إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو حتى تقليص مساحته، ولدى القاهرة قناعة تامة بأن الشعب الفلسطينى هو الوحيد المعنى بتحديد شكل المستقبل للقضية الفلسطينية والوضع فى غزة.
وتتبنى مصر ثوابت تجاه القضية الفلسطينية تضمن حق الفلسطينيين المشروع فى إقامة دولة مستقلة، لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.