تأكيدا للدور المصري المحوري في منطقة الشرق الأوسط، وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى القاهرة لبحث جهود وقف إطلاق النار الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر منذ اليوم السابع من أكتوبر عام 2023.
والتقى بلينكن بالرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، لمناقشة الجهود المستمرة لتأمين إطلاق جميع المحتجزين في قطاع غزة، وأعرب عن تقديره للدور القيادي لمصر في تسهيل تقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في غزة.
وأكد "بلينكن" رفض الولايات المتحدة لأي نزوح قسري للفلسطينيين من غزة والالتزام بإنشاء دولة فلسطينية توفر السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
مباحثات الرئيس السيسي ووزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، تأتي في إطار المشاورات والمجهودات المصرية الدبلوماسية الحثيثة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والتوصل إلى تفاهمات تفضي لهدنة طويلة الأمد وخاصة مع قرب حلول شهر رمضان المعظم.
كما تأتي زيارة بلينكن للقاهرة تؤكد دور مصر المحوري في التوصل إلى صيغة سياسية توقف العمليات العسكرية وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية لغزة تفاديا لتدهور الوضع الإنساني بشكل أكبر مما هو عليه وتضع أساس متين لاستمرار عملية تفاوضية تؤدي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وعلى مدى عقود سعت مصر لدفع عملية السلام وحل القضية الفلسطينية، واتخذت السلام طريقا استراتيجيا للحفاظ على مقدرات وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، في إطار مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووفقا للمبادرة العربية للسلام لعام 2002، ومقررات الشرعية الدولية بهذا الشأن.
وظل الموقف المصري بمواصلة المساعي الدؤوبة لدعم حل الدولتين، وإقامة دولة الفلسطينية والتوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية ثوابت لا تتغير ولا تتأثر.
في نوفمبر الماضي نجحت هدنة إنسانية في قطاع غزة، بوساطة مصرية أمريكية قطرية، في إدخال عدد كبير من القوافل الإنسانية والمساعدات والوقود إلى قطاع غزة، إضافة لإفراج الفصائل الفلسطينية عن 50 من النساء والأطفال المحتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من النساء والأطفال المحتجزين بسجونها.
ومن المعروف أن جهود مصر المكثفة أسهمت في إدراك العالم بعمق الأزمة الفلسطينية وخاصة على المسار الإنساني بعد وصول الشهداء الى أكثر من 27 الف شهيد وتشريد أهالي القطاع بالكامل تقريبا وسط وضع صحي في غاية السوء .
كم أن انخراط مصر بكل قوة دفع كافة القوى العالمية لتغيير مواقفها وخاصة فيما يتصل بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحتمية السرعة اللازمة في اتخاذ هذا القرار حتى يقتنع الفلسطينيون أن هناك افقا سياسيا لحل القضية ونزع فتيل العنف في المنطقة وتجنيبها الانزلاق نحو مواجهات شاملة.
ويعول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في جولته الخامسة على حسم الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين المعروف بوثيقة باريس الصادرة عن الاجتماع المنعقد الأسبوع الماضي في العاصمة الفرنسية بمشاركة مسؤولين أمريكيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين، والتي تنص على صفقة جزئية بها مرحلتين أخريين المرحلة الأولى تتضمن صفقة تبادل تشمل من تسميهم إسرائيل بالحالات الإنسانية من بين المحتجزين وتتراوح أعدادهم بين 35-40 شخصا، سيتم استبدالهم مع أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية وفق مقابل 100 أسير، وقد ترتفع النسبة إلى 1 مقابل 250.
وأكد المصدر المصري، في تصريحات خاصة لقناة القاهرة الإخبارية، أنه جارٍ مناقشة التفصيلات مع كافة الأطراف المعنية.