لا عهد ولا وعد، صفات الاحتلال الإسرائيلى الذى اعتاد انتهاك كافة الاتفاقات فى مختلف العصور، واليوم تسعى لانتهاك الاتفاق الأمنى مع مصر الخاص بـ"محور فلادلفيا" ، ذلك الشريط الضيق الذى لا يتعدى عرضه مئات الأمتار، ويصل طوله إلى 14.5 كيلومتر، ويقع على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى معبر كرم أبوسالم التجارى ثلاثى الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.
ومجددا تحدث وزير الحرب الإسرائيلي يؤآف جالانت عن عدم استبعاد قيام جنود جيش الاحتلال بعمليات عسكرية في رفح الفلسطينية، وهى مسألة تعتبرها مصر خط أحمر وسبق أن أعلنت الدولة المصرية رفضها التام لأى محاولات إسرائيلية اانتهاك الاتفاق الموقع بين القاهرة وتل أبيب بخصوص "محور فلادلفيا".
ويعتبر «محور فيلادلفيا» منطقة عازلة وفقا لما نصت عليه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وتخضع لشروط ومعايير العبور من الأراضى الفلسطينية إلى مصر، كما تنص المعاهدة على أن تنشر مصر عددا من قواتها فى المنطقة لتأمينها وفقا لبروتوكول تم توقيعه مع إسرائيل.
ورفعت القاهرة بوجه الاحتلال الإسرائيلى "لاءات" ضمنية، فى مقدمتها لا للمساس بـ محور فلادلفيا، والذى يعد خطا احمر يضاف إلى الخط المعلن سابقًا بخصوص تهجير الفلسطينيين من غزة، كما أنه سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية.
الموقف المصري واضح وهو ورفض القاهرة بشكل تام ما يثيره المسئولين الاسرائيليين أو الاعلام الإسرائيلي حول تفاهمات مصرية حول محور فيلادلفيا أو تفكير اسرائيل باعادة إحتلاله، وتشدد مصر على ضرورة التزام واحترام الجانب الإسرائيلي لكل الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين البلدين بما فيهم البروتوكول الخاص بمحور فيلادلفيا.
وكررت القاهرة لاءاتها، "لا لإعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة" أو حتى تقليص مساحته، مع التأكيد على أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد المعني بتحديد شكل المستقبل للقضية الفلسطينية والوضع في غزة.
ونفت مصر التقارير الإعلامية إسرائيلية والتى تتحدث عن موافقة مصر على مقترح إسرائيلي يسمح لإسرائيل باحتلال محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، بين غزة ومصر مقابل إشراك السلطة الفلسطينية في خطة اليوم التالي للحرب في غزة.
وشددت القاهرة على ضرورة التزام القيادات الإسرائيلية بالحكمة في التصريحات وخاصة ما يخص المنطقة الحدودية مع مصر وعلى الجميع أن يفهم أن الامن القومي المصري لا يخضع للمساومة في أي وقت وتحت أي ظرف.
كما سبق وأن نفت القاهرة ادعاءات إسرائيلية مطلع يناير الماضى، على لسان مصدر مصري مسؤول، قائلا، إنه لا صحة لوجود أي تعاون بين بلاده وإسرائيل في محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
وتحاول إسرائيل الطعن فى المواقف المصرية تجاه القضية الفلسطينية والتى حظيت باعجاب العالم كافة، مواقف سياسية تمكنت من خلالها انتزاع هدنة ونجحت فى تمرير صفقة تبادل أسري بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى كما شددت على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ورفض أي تحركات إسرائيلية من شأنها تصفية القضية الفلسطينية وأجهضت مخطط التهجير.
وكانت أكدت وزارة الخارجية أن "مصر تضبط وتسيطر على حدودها بشكل كامل"، وأن تلك المسائل "تخضع لاتفاقيات قانونية وأمنية بين الدول المعنية"، وتشترك مصر فى حدود يبلغ طولها 13 كيلومتراً مع غزة، وهى الحدود الوحيدة للقطاع التى لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة.