تسبب القصف الإسرائيلي الوحشي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي في كارثة إنسانية أدت لنقص الضروريات الأساسية، واصبح الرضع والأطفال الصغار الأكثر تضررا حيث يصعب العثور على الحفاضات والحليب الصناعي أو ترتفع أسعارها الى حد لا يمكن تحمله ما يدفع الآباء للجوء لبدائل قد تكون غير آمنة، وما يزيد تعقيد الازمة هو تأخر وصول المساعدات التي تعرقلها القيود الإسرائيلية والقتال المستمر.
وفقا لأسوشيتد برس، يتعرض النازحون الفلسطينيون أيضًا للضغط في مناطق أكثر ضيقًا ، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض، والتي يتعرض لها الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بشكل خاص وتقول الأمم المتحدة إن السكان معرضون لخطر المجاعة الوشيك، حيث يعاني ربعهم من الجوع بالفعل.
وبالنسبة للفلسطينيين الذين يعانون من ظروف قاسية بشكل متزايد، أصبحت أبسط الأعمال مثل تغيير حفاضات الطفل ترفًا يمكن أن يتطلب التضحية قال رأفت أبو وردة، وهو أب لطفلين يرتديان الحفاضات: "لقد بعت طعام أطفالي حتى أتمكن من شراء الحفاضات ولا تصل المساعدات إلى الجميع، وقد أدى نقص السلع الأساسية إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. ومع تدمير اقتصاد غزة، فإن القليل من الفلسطينيين لديهم دخل منتظم، ومعظمهم إما يستنزفون مدخراتهم أو يعيشون على المساعدات".
يستخدم بعض الآباء الحفاضات القماشية، ولكنها تتطلب الغسيل بالماء، وهو أمر نادر أيضًا وقال محمد الخطيب، مدير البرنامج المحلي لمنظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين ومقرها المملكة المتحدة، إن بعض الناس اضطروا إلى شراء حفاضات أصغر حجمًا وربطها ببعضها البعض.
ساهم نقص المنتجات الطازجة وانتشار أكشاك الطعام غير المنظمة والطقس البارد في انتشار الأمراض، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي والطفح الجلدي. قال الخطيب: "إنه فصل الشتاء، والأطفال مبتلون معظم الوقت".
وبحسب الوكالة الامريكية، أطلقت الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي العنان لدمار لا يمكن تصوره حيث قتل اكثر من 27 الف فلسطيني الى جانب اكثر من 65 الف مصاب ثلثي القتلى كانوا من النساء والأطفال.
أدى نقص الحفاضات إلى تفاقم الظروف الصحية السيئة لما يقدر بنحو 1.7 مليون فلسطيني نازح، والعديد منهم في ملاجئ مكتظة، وقالت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) هذا الأسبوع إن معظم النازحين الجدد لا يحصلون إلا على لتر أو لترين من الماء يوميا للشرب والطهي والاغتسال.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن الفحوصات الأخيرة تظهر أن ما يقرب من 10% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، أي بزيادة قدرها 12 ضعفًا عما كان عليه قبل الحرب
وحذرت وكالات الإغاثة من أن النظام الصحي في غزة انهار تقريبا منذ بدء الحرب، حيث لا يزال 14 مستشفى مفتوحا من أصل 36 منشأة طبية وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن ما يزيد قليلا عن 100 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية تدخل غزة يوميا في المتوسط، مقارنة بـ 500 شاحنة قبل الحرب.
وحذرت منظمة الصحة العالمية ، من أن مزيجا قاتلا من الجوع والأمراض سيؤدي إلى المزيد من الوفيات في غزة وأضافت أن سوء التغذية يزيد من خطر وفاة الأطفال بسبب أمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والحصبة، خاصة في بيئة يفتقرون فيها إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة.