بدأ الفنان المصرى، منذ عصر ما قبل الأسرات، يظهر مهارة فى حفر الصور والأشكال المختلفة على الأحجار الصلبة والهشة وعلى العاج، ومن بين تلك اللوحات برزت اللوحات المأتمية فى العصر الطيني.
وتقول موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن، إننا من جهة أخرى نشاهد من هذا العصر لوحات أخرى ليس فيها شيء من الجمال يثير الإعجاب فى النفس رغم أنها ملكية، ومن ذلك لوحة الملكة "مرنيت" المأتمية، ولوحة الملك "بر إيب سن".
أما لوحات الأمراء فكانت فى مجموعها خشنة الصنع وليس عليها إلا صورة المتوفى، وأهم مثل من هذا النوع لوحة "سا إف" الذى عاش في عهد الملك "قع"، ومن المدهش أن هذه الألواح لم تكن وقفًا على بني البشر، بل كانت كذلك تقام على قبور الكلاب، وكانت هذه الحيوانات تدفن فى معظم الأحيان بجوار قبور أسيادها، وعثر على أمثلة من هذا النوع في حفائر شمال سقارة من عهد الأسرة الأولى والثانية، واستمر تصوير الكلاب على اللوحات طوال عهد الدولة القديمة وفي عهد الدولة الوسطى أيضًا، وذلك لأن كبار موظفي هذا العصر كانوا يمثلون كلابهم على لوحاتهم الجنائزية لاعتقادهم أنهم سيتمتعون بها فى حياتهم الأخرى كما كانوا يتمتعون بها فى دنياهم.
يضاف إلى ذلك أن لوحات الأقزام العدة التي كشف عنها تدل على أن هذه المخلوقات العجيبة كانت تتمتع بحظوة كبيرة في القصر الملكي، وقد أظهر الفنان مهارة فائقة في تصوير هؤلاء الأقزام المشوهي الجسم بكل دقة، وأمانة وحذق يفوق ما كان ينتظر منه في ذلك العصر السحيق في القدم، ولا غرابة في ذلك فإن هؤلاء الأقزام كانوا أعظم أداة للسمر والسرور والترويح عن النفس عند الملوك في ذلك العصر، حسب ما ذكرت موسوعة سليم حسن.